الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 5 تعليقات
جواب سؤال: ماهية صلاة الاستخارة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

P

(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي")

جواب سؤال:

ماهية صلاة الاستخارة

إلى جود رضوان رضوان

 

 

السؤال:

 

السلام عليكم أريد أن أعرف ماهية صلاة الاستخارة، وهل يرى المستخير شيئاً في منامه بعد الاستخارة؟ الرجاء الجواب في أسرع وقت وجزاك الله خيراً.

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

لقد بين النبي eصلاة الاستخارة بياناً وافياً شافياً في الحديث الذي رواه البخاري وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ eيُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي» قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» انتهى.

 

وواضح من هذا الحديث كيفية صلاة الاستخارة، فمن أراد أن يستخير فإنه يصلي ركعتي نفل بنية الاستخارة وبعد انتهائه من الصلاة يدعو بدعاء الاستخارة المذكور في الحديث، وبهذا ينهي صلاة الاستخارة أو دعاء الاستخارة، فهذه هي كيفية صلاة الاستخارة... لكن هناك أموراً أخرى تتعلق بصلاة الاستخارة وهي:

 

1- إذا هم المرء بأمر بعد أن يكون درسه من جميع جوانبه، وترجَّح لديه فعله فأراد أن يهم به، عندها يصلي ركعتين ويدعو دعاء الاستخارة ويقدم عليه وهو يضرع إلى الله سبحانه أن ييسره له إن كان خيراً أو يصرفه عنه إن كان شراً. أي لا يصلي الاستخارة إلا بعد أن يدرس الأمر من جميع جوانبه ويرجِّح الإقدام عليه، عندها يصلي ويدعو الاستخارة ويُقدِم على العمل... ولا يصلي الاستخارة إلا بعد أن يدرس الأمر ويرجح الإقدام. انظر الحديث: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ...» رواه البخاري.

 


2- لم يصح عن النبي e أنه قام بربط الاستخارة برؤيا تُرى في المنام كما أعلم مع كثرة إرشاده الناس إلى فعل الاستخارة، فلم يربط eنتيجتها بالمنام، ففي حديث جابر قوله: «فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ» وقوله: «فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي» يُظهران أنه eلم يربط الاستخارة برؤيا ترى في المنام، بل جعل الأمر مربوطاً بتيسير الله وتقديره أي أن المرء يسعى للقيام بالأمر الذي استخار فيه فإن كان خيراً قدره الله له ويسره وإلا صرف عنه الأمر. إذن الاستخارة هي جعل الأمر والخيرة لله سبحانه وتعالى ليختار هو للمستخير ولييسر الأمر الذي يرضاه له. فإن لم يرضه له صرفه سبحانه وتعالى عنه.

 

3- إن قول النبي e في حديث جابر: «فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي» يَفهم منه البعض أن انشراح الصدر يكون علامة لاختيار الله بمعنى أن الصدر إذا انشرح فليمض المرء في الأمر وإن انقبض وانصرف عن الأمر فليعرض عنه، لأن صرف المستخير عنه يكون بإعراض القلب وانقباضه... نقل الشوكاني في نيل الأوطار عن النووي قوله: "يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ بَعْدَ الِاسْتِخَارَةِ مَا يَنْشَرِحُ لَهُ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى انْشِرَاحٍ كَانَ لَهُ فِيهِ هَوًى قَبْلَ الِاسْتِخَارَةِ، بَلْ يَنْبَغِي لِلْمُسْتَخِيرِ تَرْكُ اخْتِيَارِهِ رَأْسًا وَإِلَّا فَلَا يَكُونُ مُسْتَخِيرًا لِلَّهِ بَلْ يَكُونُ مُسْتَخِيرًا لِهَوَاهُ وَقَدْ يَكُونُ غَيْر صَادِقٍ فِي طَلَبِ الْخِيَرَةِ وَفِي التَّبَرِّي مِنْ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَإِثْبَاتِهِمَا لِلَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا صَدَقَ فِي ذَلِكَ تَبَرَّأَ مِنْ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَمِنْ اخْتِيَارِهِ لِنَفْسِهِ." انتهى. ولكن الذي أرجحه أن هذه العلامة ليست صحيحة لأنه لم يرد نص عليها، والحديث الذي يعتمد عليه بعضهم في ذلك هو حديث سنده واهٍ جداً كما ذكر المحققون، والحديث هو:

 

أخرج ابن السني في "عمل اليوم والليلة" قال أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُتَيْبَةَ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحِمْيَرِيِّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ثنا أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ» قال ابن حجر في فتح الباري "... وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ يَفْعَلُ بَعْدَ الِاسْتِخَارَةِ مَا يَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرُهُ ويستدل لَهُ بِحَدِيث أنس عِنْد بن السُّنِّيِّ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ سَبْعًا ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ فِي قَلْبِكَ فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ وَهَذَا لَوْ ثَبَتَ لَكَانَ هُوَ الْمُعْتَمَدَ لَكِنَّ سَنَدَهُ وَاهٍ جِدًّا..."

 

ولذلك فلا يبقى إلا ما ذكرناه في النقطة الأولى من أن الحديث يقول بأن الاستخارة تكون بعد الهمَّ بالأمر، أي بعد اتخاذ قرار بالقيام بالعمل بناء على دراسة وافية له وترجح جوانب الإقبال عليه... ويشهد لصحة هذا الفهم الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه عن أبي أيوب الأنصاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: «اكْتُمِ الْخطْبَةَ ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ وُضُوءَكَ، ثُمَّ صَلِّ مَا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، فَإِنْ رَأَيْتَ لِيَ فِي فُلَانَةٍ، - يُسَمِّيهَا بِاسْمِهَا - خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْدُرْهَا لِي، فَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْدُرْهَا لِي»، وواضح من هذا الحديث أن المستخير عزم على خطبة امرأة معينة ولكنه لم يظهر الأمر بل كتمه، ثم استخار الله فيه وجعل الأمر بيد الله سبحانه بأن يقدرها له إن كان فيها خير أو يقدر غيرها له إن كان الخير في غيرها، ولم يربط ذلك بما يراه في المنام أو بانشراح الصدر...

 

والخلاصة هي أن الذي أرجحه في موضوع الاستخارة هو:

 

إذا هم المرء بأمر بعد أن يكون درسه من جميع جوانبه، وترجَّح لديه فعله فأراد أن يهم به، عندها ليصلِّ ركعتين ويدعو دعاء الاستخارة ويقدم عليه، وهو يضرع إلى الله سبحانه أن ييسره له إن كان خيراً أو يصرفه عنه إن كان شراً.

 

أي لا يصلي الاستخارة إلا بعد أن يدرس الأمر من جميع جوانبه ويرجِّح الإقدام عليه، عندها يصلي ويدعو الاستخارة ويُقدِم على العمل... انظر الحديث: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ...» رواه البخاري.

 

هذا ما أرجحه من الحديث، لا أن يصلي الاستخارة وأن ينتظر أن يرى في المنام، أو ينتظر ليرى ميله إلى أي من الأمرين، لأن الحديث يقول «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ...». وكما ذكرت آنفاً فهذا ما أرجحه على بعض الأقوال الأخرى، والله أعلم بالصواب.


أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك:facebook

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على غوغل بلس:Googleplus


رابط الجواب من صفحة الأمير على تويتر: Twitter

 

رابط الجواب من موقع الأمير

 

5 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 27 شباط/فبراير 2016م 19:32 تعليق

    بارك الله فيكم أميرنا

  • om raya
    om raya السبت، 13 شباط/فبراير 2016م 15:25 تعليق

    جزاكم الله خيراً شيخنا لهذا التوضيح وجعله ثقيلاً في ميزان حسناتكم -

  • رسل
    رسل الجمعة، 12 شباط/فبراير 2016م 14:15 تعليق

    جزاكم الله خيراً شيخنا لهذا التوضيح وجعله ثقيلاً في ميزان حسناتكم

  • أبو حسن
    أبو حسن الخميس، 11 شباط/فبراير 2016م 23:22 تعليق

    بارك الله في شيخنا وأميرنا الحبيب وزاده علماً وفقهاً ونفع به وبعلمه الإسلام والمسلمين وفتح على يديه نصراً عزيزاً مؤزراً للإسلام والمسلمين خلافة راشدةً على منهاج النبوة يعز فيها الإسلام وأهله ويذل فيها الشرك وأهله.

  • خديجة
    خديجة الخميس، 11 شباط/فبراير 2016م 22:16 تعليق

    الله ندعو ان تكون اول من نبايع على خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة
    اللهم آمين آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع