الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فكري")

 

جواب سؤال

 

معنى منطق الإحساس والإحساس الفكري

 

إلى Dhuha Ghufron

 

 

 

 

 

السؤال:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة العالم شيخنا الأمير عطاء بن خليل أبو الرشتة. عندي سؤال مشكل في كتاب ''التكتل الحزبي''؛ فقد وردت كلمة ''مخلصا" في قوله: "حتى لو أراد أن لا يكون مخلصا لا يقدر على ذلك"، فماذا تعني؟ وكذلك أرجو توضيح معنى ''منطق الإحساس'' و ''الإحساس الفكري''.

 

شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا بالخلافة في عهدكم وأنتم إمامنا آمين.

 


محمد ضحى من إندونيسيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

 

الجواب:

 

 


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،


يبدو أنك تقصد بسؤالك النص التالي من كتاب التكتل الحزبي "صفحة 25-26":


(وذلك أن الإحساس الذي يؤدي إلى فكر في الحزب، يشرق هذا الفكر في الأمة بين أفكار متعددة، فيكون واحداً منها، ويكون أول أمره أضعفها، لأنه أحدث ولادة وأجد وجوداً، ولم يتمركز بعد، ولم توجد له أجواء، ولكنه لما كان فكراً نتيجة منطق الإحساس، أي فهماً ناتجاً عن الإدراك الحسي، فإنه يوجد الإحساس الفكري أي يوجد إحساساً واضحاً نتيجة للفكر العميق، فكان - بطبعه - يصفي من ينطبع به، فيجعله مخلصاً، حتى لو أراد أن لا يكون مخلصاً لا يقدر على ذلك.) انتهى.

 


ويكون سؤالك عن معنى منطق الإحساس، والإحساس الفكري، ولماذا يَجعل هذا الفكر حامله مخلصاً.

 


إن قسطاً وافراً من سؤالك جوابه في كتاب مفاهيم حزب التحرير حيث بين فيه معنى منطق الإحساس ومعنى الإحساس الفكري، فقد جاء في كتاب المفاهيم صفحة 58-59 ما يلي:

 


(ولا يجوز مطلقاً أن يفصل العمل عن الفكر أو عن الغاية المعينة أو عن الإيمان، فإن في هذا الفصل ــ مهما قل ــ خطراً على العمل نفسه، وعلى نتائجه، وعلى استمراره، ولذلك كان لا بد أن تكون الغاية المعينة مفهومة وواضحة لكل من يحاول العمل حتى يبدأ به.

 


وكان لزاماً أن يكون منطق الإحساس هو الأساس، أي أن يكون الفهم والتفكير ناجمين عن إحساس لا عن مجرد فروض لقضايا خيالية، وأن يكون الإحساس بالواقع مؤثراً في الدماغ، موجداً مع المعلومات السابقة الحركة الدماغية التي هي الفكر، وهذا هو الذي يحقق العمق في التفكير والإنتاج في العمل. ومنطق الإحساس يؤدي إلى الإحساس الفكري أي إلى الإحساس الذي يقويه عند الإنسان الفكر. ولهذا يكون إحساس حملة الدعوة مثلاً بعد تفهمها أقوى من إحساسهم قبل ذلك.) انتهى.


إن منطق الإحساس يعني أن يأخذ الإنسان الفكر بعد إحساسه المباشر بالواقع ووقوفه عليه، وليس عن طريق التلقي والتلقين غير المقطوع بصحته، وبطبيعة الحال ليس كذلك عن طريق فروض لقضايا خيالية، فمنطق الإحساس يعني التفكير المعتمد على الإحساس المباشر، ومنطق الإحساس أقوى وأثبت من غيره، لأنه اتصل بالحس مباشرة، فإدراك شخص مثلاً لمدى الانحطاط والتخلف الذي تعيشه إفريقيا عن طريق المعلومات التي تلقّاها، يختلف كثيراً عن إدراكه لمدى هذا الانحطاط عند قيامه بزيارة إلى إفريقيا واطلاعه المباشر على الواقع هناك، ووصوله من خلال هذا الاطلاع إلى الحكم على إفريقيا بالتخلف والانحطاط.


وأما الإحساس الفكري فيقابله الإحساس الصرف، وهو أن يحس بالواقع دون أن يكون عنده فكر متعلق بهذا الواقع، فإذا وجد عنده فكر وأحس بالواقع بعد وجود هذا الفكر عنده فإن إحساسه بالواقع وفهمه له يكون ولا شك أقوى وأثبت من إحساسه الصرف أي إحساسه به قبل وجود الفكر، فحصول الإحساس بعد وجود الفكر المتعلق به يسمى الإحساس الفكري. فإحساس شخص مثلاً بواقع إفريقيا بعد معرفته بمعنى الانحطاط وإدراكه الفرق بينه وبين النهضة، أقوى من إحساسه بواقع إفريقيا قبل أن يعرف فكريا معنى الانحطاط ومعنى النهضة. وإحساسه بفظاعة استغلال الغرب الكافر لإفريقيا ونهبه لثرواتها يكون أقوى بعد معرفته الفكرية بسياسات هذه الدول تجاه إفريقيا، من إحساسه بهذا الاستغلال قبل وجود هذه المعرفة. ولذلك فإن شباب حزب التحرير في إفريقيا يحسون بانحطاط المجتمع هناك وبفظاعة استغلال بلادهم أكثر من غيرهم من الناس لإدراكهم لمعنى الانحطاط ولاطلاعهم على سياسات الدول المستعمرة تجاه بلادهم ومعرفتهم بجشع هذه الدول، أما الآخرون فإحساسهم بذلك ضعيف، بل إن بعضهم لا يلتفت إليه.

 


والفكر التغييري الذي يصل إليه الحزب المبدئي يكون عن طريق منطق الإحساس الموصل إلى نتائج صادقة صحيحة، ويتولد عنه إحساس فكري يجعل حامله يرى الواقع ويحس به على وجهه الصحيح الصادق، ولذلك فإن هذا الفكر يوجد ولا شك المفاهيم الصادقة عند صاحبه، ولا يقف عند حد المعلومات النظرية، فحامل هذا الفكر يدرك حقائق الأمور، فلا يستطيع إلا أن يكون مخلصاً وصادقاً كالفكر الذي يحمله، فهو لا يستطيع أن يغش نفسه ويوهمها بأن الواقع بخلاف ما يراه، بل هو يرى الواقع على حقيقته، ويعرف العلاج على حقيقته، فلا يملك إلا أن يكون مخلصاً ما دام حاملاً لهذا الفكر.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة



رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك

رابط الجواب من موقع الأمير


رابط الجواب من صفحة الأمير على الغوغل بلس

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع