الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

  مؤتمر لندن وعد من وعود الشيطان وما يعد الشيطان إلا غروراً

      إن مؤتمر لندن في شأن أفغانستان هو جزء من سلسلة مؤتمرات الغرب بل مؤامراته على الأمة الإسلامية، ولقد جرب الشعب المسلم في أفغانستان في السنوات التسع الماضية مثل هذه المؤتمرات في بون في ألمانيا، وطوكيو، ولندن وباريس وقد ثبت له عدم جدواها ورأى كيف استخدم الغرب فيها النظام الحالي في أفغانستان لإعطاء صبغة شرعية للاحتلال، وجعله أداة لبيع العباد والبلاد ونشر الرذيلة والفساد.

 

إن أهم الأهداف المعلنة لهذا المؤتمر هي توطيد الأمن، وإعطاء الأولوية لبناء جيش وشرطة أفغانيين قادرين على الحلول محل القوات الدولية، والمصالحة مع المجاهدين، وحماية المدنيين من مطاردة طالبان، والتنمية الاقتصادية، ومكافحة الفساد المالي والإداري الشائع في عروق الحكومة. فلنلق نظرة على هذه الأهداف: 

 

فمن ناحية الأمن والاستقرار وبناء جيش وشرطة أفغانيين، فأي أمن هذا وقد أصبحت إدارات الأمن في أفغانستان مختبرات وأوكار ل-سي آي إي، و ايم آي سكس، واف بي آي، وآيساف، وبلاك واتر وغيرها، وما حادثة مقتل عملاء السي آي إي عنا ببعيدة. وعن أي أمن يتحدثون والقوات الغربية تقوم يومياً بقتل العشرات في مختلف أنحاء البلد!؟ وهي الآن وبعد أن فشلت في إخضاع المسلمين في هذا البلد ومنيت بخسائر كبيرة، تعمل على بناء الجيش والشرطة لتقوم هذه بدل القوات المحتلة الغربية بالمهمات القذرة وقتل الناس، فتكون الخسارة على الجانبين من أبناء البلد ويسلم الكفرة الأعداء. فهل هذا يمكن أن يكون لمصلحة أفغانستان!؟

 

وأما فكرة المصالحة مع المجاهدين فواضح أنها شَرَك يراد جر المجاهدين إليه من أجل شق صفوفهم وإشراكهم في حكم عميل للأمريكان المحتلين، وهذا إذا حصل لا قدر الله، فسيكون ضربة قوية لأفغانستان، وسيجعلها خاضعة كلياً لإرادة الأعداء. غير أننا نربأ بالمجاهدين عن مثل هذه السقطات ونأمل أن يكونوا متيقظين وواعين على ما يخطط الكفار.

 

وأما الناحية الاقتصادية، فقد أصبحت الإرادة السياسية في أفغانستان- هذا إذا افترضنا وجود إرادة في ظل الاحتلال- خاضعة عبر الديون لمؤسسات استعمارية كالبنك الدولي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والدول الاستعمارية كالولايات المتحدة، وبريطانيا، فهل يتصور في ظل هذا الواقع حصول تنمية اقتصادية واهتمام بأوضاع الناس المعيشية!؟

 

وأما مكافحة الفساد المالي والإداري، فهي التضليل السياسي بعينه، إذ كيف يمكن فعل ذلك وأسبابه الموضوعية موجودة ماثلة للعيان، والغرب الكافر المحتل هو الذي يقف وراء الفساد ويغذيه، ويجعل الفاسدين المفسدين يتحكمون بمصائر الناس ويحميهم من نقمتهم!؟

 

أيها المسلمون في بلد الجهاد والرباط!

 

إن هذا المؤتمر لن يكون في صالحكم، بل هو كله ضدكم، وهو مكر من مكر الكافرين، وإن النظام الحالي في أفغانستان بمشاركته في هذا المؤتمر يلبي رغبة المحتلين وينفذ أوامرهم، وهو شريك لهم في قتل المسلمين، ولذلك فإنه لا يجوز لكم أن تسكتوا على ذلك، وعلى وجه الخصوص فإنه لا يجوز لكم أن تقبلوا بمخطط الكفار القاضي بأن يتولى أبناؤكم في الجيش والشرطة القيام نيابة عن المحتلين  بقتل الناس.

 

 وإن حـزب التحـرير في أفغانستان، يتوجه إلى المسلمين الذين هم أعزاء بدينهم، أقوياء بربهم، أن يأخذوا على أيدي هؤلاء الحكام الظَّلَمة، أعوان الكفار وعملائهم، وأن يعملوا مع حزب التحرير لإعادة حكم الله في الأرض، بإقامة دولة الخـلافة الراشدة التي تعيد العزة للمسلمين، وتجعل الصَّغار والذلة على الكافرين، وتُمضي الجهادَ، ذروةَ سنام الإسلام، تملأ سمع الدنيا وبصرها، وتحرر أرض الإسلام من رجس الكفار المستعمرين، والحكام الظلمة والفسقة، وتنشر الخير في ربوع العالـم قال الله سبحانه وتعالى: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُون[ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»

 

] إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [

التاريخ الهجري :8 من صـفر الخير 1431هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 24 كانون الثاني/يناير 2010م

حزب التحرير
أفغانستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع