Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حديث رمضان

الأُخوة في الإسلام

 

 

إن من أهم الحقائق التي أتى بها الإسلام: ( مفهوم الأخوة الإسلامية ) أي الارتباط على أساس العقيدة الإسلامية التي يؤمن بها كل مسلم، قال تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) أي باعتقادهم الإسلام صاروا إخوة، ولشدة أهميتها فقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بقوله "يأيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمُنَّ أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة" رواه ابن إسحاق.

 

لذلك أوجب الإسلام أن يكون الرابط الذي يربط المسلمين فيما بينهم هو العقيدة الإسلامية وحرم على المسلم أن يجعل العرق أو اللون أو القبيلة أو حتى المذهب أساسا للنظرة إلى بقية المسلمين

 

فالمسلمون بكل أعراقهم وألوانهم وقبائلهم ومذاهبهم وفي أي أرض سكنوا أمة واحدة من دون الناس كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) في وثيقة المدينة المنورة (( دستور الدولة الإسلامية الأولى )) .

 

وقد شرع الإسلام مجموعة من الأحكام لتكون الأخوة الإسلامية متحققة بين المسلمين، نذكر منها :

 

1- أوجب عليهم أن ينصر بعضهم بعضا وحرم عليهم أن يخذل بعضهم بعضا ، قال تعالى : (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره" * رواه أحمد *

 

2- أوجب عليهم أن يتناصحوا فيما بينهم وأن يرفعوا الظلم عن إخوانهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قلنا لمن ، قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم" * رواه مسلم *

 

3- أوجب عليهم أن يوالوا بعضهم، قال تعالى: (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )) .

 

4- حرم عليهم موالاة الكافرين، قال تعالى: (( ولا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ..)) وقال: (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ..))

 

5- أوجب عليهم أن يتوادوا ويتراحموا كأنهم جسد واحد قال الرسول الكريم: (( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) *رواه البخاري *

 

6- حرم عليهم دماءهم وأعراضهم وأموالهم وجعلها كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام في يوم عرفة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " *رواه البخاري*

 

7- جعل ضرب رقاب بعضهم لبعض من موجبات الكفر ، قال عليه الصلاة والسلام "أيها الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" *ابن هشام في سيرته *

 

أيها الأهل في ليبيا :

لقد حقق أسلافنا "الأخوة الإسلامية" فيما بينهم لقرون عديدة، فكانوا بحق أمة واحدة من دون الناس، عاشوا في دولة واحدة عزيزة قوية بقيادة حاكم واحد وطبقوا نظاما واحدا * هو الإسلام * فجعلهم *خير أمة * سالموا وحاربوا بوصفهم أمة واحدة فتحت على يديها بلاد فارس والشام ومصر وشمال أفريقيا – وقبله بلدنا الحبيب ليبيا – وكان لكل شعب من هذه الشعوب دين، وقومية، ولغة، ولون يختلف عن أديان الشعوب الأخرى وقومياتها، ولغاتها، وألوانها، ولكن بإسلام تلك الشعوب صاروا جزءاً من الأمة الإسلامية ، وصارت "الأخوة الإسلامية" رابطاً بين أهل طرابلس في شمال أفريقيا ودمشق في بلاد الشام وبين القاهرة في مصر الكنانة ومكة في الجزيرة بل صارت رابطة "الأخوة الإسلامية" رابطة العقيدة ، تربط المسلم في أقصى الشرق في صنعاء والغرب في الرباط بأخيه المسلم هنا في طرابلس.

 

فقد آخى الإسلام أولئك كلهم وآخى من قبلهم بين سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وخالد العربي أيما مؤاخاة !

 

فيا أهلنا الأحبة، ماذا أصابنا نفقد رابطة الأخوة هنا في البلد الواحد والشعب الواحد؟ لماذا صارت القلوب في بني وليد غيرها في مصراته غيرها في الجبل غيرها في الشرق غيرها في الجنوب؟ ما بالنا نسينا أننا نعتقد عقيدة إسلامية واحدة آخت بيننا فأحلت لنا حلالا واحدا كلنا فيه سواء وحرمت علينا حراما واحدا كلنا فيه سواء.

 

فلنترك كل فوارق اللون والعرق والقبيلة والأطماع الضيقة امتثالا لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله (صلى الله عليه وسلم ) القائل (( ألا إن آل أبي ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين )) رواه مسلم.

 

 

التاريخ الهجري :13 من رمــضان المبارك 1433هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 01 آب/أغسطس 2012م

حزب التحرير
ليبيا

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.