الجمعة، 24 شوال 1445هـ| 2024/05/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الخلافة هي البديل الوحيد عن الأنظمة الفاسدة والحكام الفاسدين "مترجم"  

إنّ غضب المسلمين على الخونة في القيادة الباكستانية المدنية والعسكرية لم يسبق له مثيل، فبالنسبة للبؤس الاقتصادي، فنحن نكابد الأمرّيْن لتوفير الوقود والطاقة والغذاء والوظائف والرعاية الصحية والتعليم، أما بالنسبة للسياسة الخارجية فعنوانها الذل، حيث صفعت أمريكا قواتنا المسلحة على وجهها، في أبوت أباد وفي صلالة وغيرها، في حين نتكبد خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات بسبب حرب أميركا، والجنرال كياني والرئيس زرداري وأتباعهما عملوا على شل بلدنا، على الرغم من وفرة مواردها المادية، وعلى الرغم من أنّ قواتنا المسلحة قوية، وشعبنا شعب نبيل وذو حيوية ونشاط وممن يحبون الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله سبحانه وتعالى ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)).

ولا يبدو أنّ هناك انفراجاً قريباً، فالانتخابات الوشيكة ليست إلا لجلب بعض الوجوه الجديدة إلى جانب بعض الوجوه القديمة. ولكن السبب الحقيقي للبؤس والإذلال الذي يعيش فيه الناس هو النظام الرأسمالي الديمقراطي المطبق حاليا، وسوف يظل هذا البؤس ما بقي هذا النظام، وكما هو الحال في الديكتاتورية، فإنّه يتم إنتاج الفساد والبؤس والإذلال من قبل الديمقراطية نفسها. ومثل الديكتاتورية، فإنّ السيادة في الديمقراطية للشعب، فهو الذي يحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ، وليست السيادة فيها لله سبحانه وتعالى، وذلك لخدمة مصالح شخصية لأفراد يعرفون أنّه بمجرد انتخابهم في النظام الديمقراطي فإنّه يمكنهم سن القوانين التي تخدم مصالحهم، وأي فاسد يقوم "باستثمار" الملايين من الروبيات ليصبح ممثلا من خلال الانتخابات، وهذا "الاستثمار" سيعود عليه بالنفع المادي الكبير، والانتخابات ليست لرعاية مصالح الشعب ولكنها الطريقة العملية للعناصر الفاسدة لرعاية شؤونهم وشؤون المستعمرين من الذين اختارهم للحكم.

إنّها الديمقراطية التي تسمح للمستعمرين بالدخول من الباب الخلفي لبلادنا لتأمين مصالحهم وتقويض بلادنا، وذلك لأنّ السيادة التشريعية تكمن في أيدي المجالس المنتخبة، والمستعمرون يسيطرون على النظام من أجل استغلال البلد وموارده، بينما في الدكتاتورية، فإنّه يجب على المستعمرين حماية الدكتاتور وحاشيته من أجل جعل القوانين والسياسات التي تخدم مصالحه، وفي الديمقراطية، فإنّ العملاء من الحكام والسياسيين يقومون بتأمين الشيء نفسه، لذلك، فإنّه من خلال الديمقراطية، يتم سن القوانين لتنفيذ السياسات الاستعمارية، سواء في الاقتصاد أو السياسة الخارجية أو التعليم أو أي مسألة أخرى، والتعديل السابع عشر للدستور الباكستاني هو مثال على تأمين حرب أميركا، وقانون المصالحة الوطنية هو من أجل "تطهير" عملاء أمريكا من جرائمهم السابقة قبل أن يأتوا للحكم لارتكاب المزيد من الجرائم، والتعديل على المادة العشرين من الدستور هو لجمع جميع أعضاء الأحزاب السياسية على ما يتماشى مع سياسات عملاء أميركا، وهذه ليست سوى ثلاثة أمثلة في قائمة طويلة من الأمثلة، وهذه هي الطريقة التي يتبعها كياني وزرداري وزمرتهم في خيانتهم المستمرة للإسلام والمسلمين من خلال القانون في الماضي، أما بالنسبة للمستقبل، فإنّه في الديمقراطية، يتم تغيير الوجوه ولكن يبقى الفساد مستمرا.

أيها المسلمون في باكستان!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" والعديد من الانتخابات في ظل هذا النظام الديمقراطي لن تغلق الأبواب أمام البؤس والذل، حيث يُسمح للحكام والبرلمانيين المنتخبين بسن مئات القوانين والسياسات التي تنتهك علنا ​​أحكام الله سبحانه وتعالى، لذلك فإنّه يجب علينا أن ندير ظهورنا بعيدا عن النظام الديمقراطي الفاسد، فهو النظام الذي يفرّخ الحكام الفاسدين والقوانين الفاسدة، كما لو كانت مصنعا، تماما كما أدرنا ظهورنا بعيدا عن الدكتاتورية. ففي الديمقراطية، فإنّ الخونة يستعبدون الآخرين من أجل تلبية أهوائهم ورغباتهم الخاصة ومصالح أسيادهم المستعمرين، ويتم تجاهل كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى يقول ((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)).

لن نجد الرخاء والأمن إلا بعد أن نخلص أنفسنا من الديمقراطية ونطبق الإسلام من خلال تطبيق نظام الحكم فيه وهو الخلافة، فالخلافة وحدها التي تغلق الباب في وجه المستعمرين وعملائهم، وهي التي تفرض الدستور والقوانين المستنبطة من القرآن والسنة وما أرشدا إليه فقط، لذا فإنّ الرجال والنساء من المنتخبين في مجلس الأمة لن تكون من صلاحياتهم سن القوانين، بل عملهم سيكون المشورة ومحاسبة الحكام على أساس الإسلام، في ظل نظامٍ السيادةُ فيه لله سبحانه وتعالى وحده، ولا يحق للخليفة فيه تطبيق أي قانون غير القوانين المستنبطة من أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه.

وهكذا، فإنّ الخلافة وحدها التي سترفع عنا البؤس والفساد والإذلال، الحكام لا يسنون فيها القوانين بل يخضعون هم لقوانين الله كما جميع الرعايا، وإنّه في ظل الخلافة يتم تقدير الثروات الشخصية للولاة عند تقليدهم الحكم، ويتم أخذ ما يزيد -إن حصل- عن ذلك مما اكتسبوه في فترة حكمهم عندما تنتهي فترة ولايتهم، وسيرفع عنا الإسلام معاناة نقص الطاقة الكهربائية والغاز والديزل والكيروسين والبنزين، وذلك لأنّه في نظام الخلافة، فإنّ الممتلكات العامة والتي تشمل الوقود والطاقة لا يجوز خصخصتها، بل الناس هم أصحاب هذه الممتلكات الفعليون، ودور الدولة هو فقط تمكين الناس من الاستفادة منها، لذلك فإنّ الخلافة لن تقوم باستغلال هذه الممتلكات العامة لمصلحة خاصة، بل تضمن استفادة المجتمع بأسره بها. كما ستغيثنا الخلافة من مشقة الضرائب التي شلت الناس في ظل النظام الحالي، وستطلق سراحنا من عبء الدين الخارجي، في حين ستطلق الخلافة العنان أمام الناس لاستثمار الموارد الضخمة في البلاد، ففي الإسلام، فإنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يقرر مصادر الدولة، ولا تفرض الضرائب على الفقراء، والإسلام له نظامه الفريد في تحصيل الإيرادات، بما في ذلك الإيرادات من الممتلكات العامة، مثل الغاز والنفط والنحاس والذهب، والإيرادات من الزراعة مثل  العشر والخراج، والإيرادات من الصناعة، ومن خلال الزكاة على عروض التجارة، أما بالنسبة للسياسة الخارجية، فإنّ الخلافة تقطع جذور الهيمنة الأجنبية على المسلمين، لأنّها ستقطع العلاقات مع الدول الكافرة المحاربة فعلا، وسيتم إغلاق سفاراتها والقواعد العسكرية التابعة لها ومساكن المنظمات العسكرية الخاصة بها، وسوف يُمنع الاتصال مع مسؤوليها العسكريين والسياسيين، وبدلا من الاعتماد على الكفار في السلاح والبضائع، فإنّ الخلافة ستعمل على توحيد جميع البلدان الإسلامية في دولة واحدة، وستقيم علاقات مع الدول غير المحاربة لتسهيل حمل الدعوة الإسلامية إليها، وستعمل على عزل الدول المحاربة. وهذه ليست سوى بعض الأمثلة التي أعدها حزب التحرير للتطبيق منذ اللحظة الأولى لإقامة الخلافة إن شاء الله.

يجب أن نوجه كل جهودنا لتطبيق نظام الحكم في الإسلام وإقامة دولتنا، دولة الخلافة، ويجب عليكم جميعا الوقوف مع إخوانكم وأخواتكم من حزب التحرير في جميع أنحاء العالم، نحو العمل الجاد لإقامة الخلافة، ويجب علينا كسر الصمت لنصبح سادة شؤوننا، بدلا من الصمت على البؤس والإذلال. فاجعلوا دعوة المطالبة بالخلافة تتعالى داخل المنازل والمدارس والكليات والمساجد والمكاتب والشوارع والأسواق والأماكن العامة.

أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية!

إنّ عملاء أمريكا من كياني وغيره من الخونة قد فقدوا عقولهم، فهم لم يدخروا جهدا لتأجيل نهضة الإسلام ودولته، دولة الخلافة... سواء من خلال انتخابات جديدة في ظل هذا النظام الديمقراطي الفاسد أم من خلال اضطهاد العاملين للخلافة من بينكم، واعلموا بأنّ الأميركيين يخشونكم، سواء أقيمت الخلافة في باكستان أولاً أم انضممتم للخلافة أينما أقيمت، سواء في سوريا أو مصر أو أي مكان آخر، فأكرموا أنفسكم بأن تكونوا من أنصار اليوم، مثل أولئك الذين أعطوا النصرة لإقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، فأعطوا النصرة لحزب التحرير حتى تفرح الأمة بتحريرها من خلال إقامة الخلافة، قال الله سبحانه وتعالى ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).

التاريخ الهجري :14 من صـفر الخير 1434هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 28 كانون الأول/ديسمبر 2012م

حزب التحرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع