الجمعة، 24 شوال 1445هـ| 2024/05/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة من نساء حزب التحرير / ولاية باكستان إلى النساء في باكستان

أيتها النساء المسلمات المحترمات في باكستان!


يقول الله سبحانه و تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))، إنّ دعوة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هي دعوة تلامس قلوب وعقول النساء المسلمات، وهي الدعوة التي كانت الدافع للنساء المسلمات عبر التاريخ الإسلامي للعمل للإسلام ورفض كل ما يخالف ذلك، فقد كانت خديجة رضي الله عنها، المؤمنة الأولى في الإسلام، وكانت أول شهيدة في الإسلام سمية رضي الله عنها، والقصص كثيرة عن عائشة وفاطمة وأسماء وصفية وغيرهن من الصحابيات رضي الله عنهن، وهناك الأمثلة الكثيرة في عصور دولة الخلافة من النساء المؤمنات اللاتي عملن على رفعة الإسلام، ودعونا لا ننسى النساء من شبه القارة الهندية اللاتي لم يتوقفن عن النضال ضد الاحتلال البريطاني، من "باي آمي" أم شوكت ومحمد علي، وهي التي كانت قيادية في "حركة الخلافة" في شبه القارة الهندية، وكما هو معروف فقد كان إيمانها قويا، ففي كانون الأول ديسمبر 1921، عندما ألقي القبض على ابنها من قبل القوات البريطانية قالت تعليقا على أي تسوية محتملة من قبل ابنها مع البريطانيين "محمد علي هو ابن الإسلام ولا يمكنه حتى مجرد التفكير في تسول الصفح عنه من قبل البريطانيين، وإن فعل ذلك فإنّ في يدي اليمنى ما يكفي من القوة لخنقه"، وقالت لأبنائها وهم في السجن بسبب قيادتهم لحركة الخلافة "يا أبنائي! اعتصموا بالإسلام بكل قوتكم، ولا تستكثروا التضحية بحياتكم في سبيل الإسلام"، وهكذا كانت النساء المسلمات على مر عصور الإسلام، في سعيهن من أجل رفعة الإسلام.

أيتها الأخوات!


لقد استيقظت الأمة اليوم رافضة للهيمنة الاستعمارية على البلدان الإسلامية، رافضة جميع أشكال الأنظمة غير الإسلامية، سواء كانت دكتاتورية عسكرية أم رئاسية وزارية، وسواء كان لدينا حزب حاكم واحد أم تحالف أحزاب أو حتى حكومة مؤقتة، ما دامت مستندة في الحكم على القوانين البشرية وليست على قوانين الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء الحكام وأنظمتهم غير الشرعية فتحوا الأبواب على مصاريعها للقوى الغربية الاستعمارية لمواصلة هيمنتها على بلادنا، فقد استيقظت المرأة المسلمة جنبا إلى جنب مع الرجل المسلم من أجل الإسلام.


اكتسبت الدعوة إلى الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة إقامة الخلافة زخما ضخما، والانتفاضات العربية حققت صدى طيبا أيضا للدعوة إلى الإسلام، وقد تعالت أصوات النساء المسلمات إلى جانب إخوانهن الرجال، كما أنّ النساء في العالم من اللاتي عشن في ظل النظام الرأسمالي اخترن الإسلام ودولته، دولة الخلافة، والزيادة في الدعاية في وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام هو في حد ذاته علامة على قرب عودة الخلافة، فلمراقبتهم تأييد الأمة للدعوة إلى الخلافة أثار قلق الغرب، بالرغم من أنّ هذا الهجوم كان دائما لمحاولة إقناع النساء المسلمات بأنّ الديمقراطية سوف تحررها وأنّ الإسلام يقمعها، فعندما دخل الأمريكيون أفغانستان والعراق، وتحدثوا عن هدفهم في تحرير المرأة المسلمة صُدموا عندما رفضت الأمة تحريرهم المزعوم للمرأة، وعوضا عن ذلك وقفت الأمة بقوة مع الإسلام.


وفي الواقع، فإنّ الديمقراطية لم تأت لتحرير المرأة المسلمة أو غير المسلمة، بل صنعت الديمقراطية العبودية لأهواء ورغبات صانعي القانون، ففي الاقتصاد، جلبت الديمقراطية الانهيار الاقتصادي الذي انعكس سلبا على النساء وأسرهن على مستوى العالم، وفي النظام الاجتماعي، فقد أوجدت الديمقراطية الارتباك عند الرجال والنساء في فهم دورهم في المجتمع، وتجاه أسرهم ومع بعضهم البعض، وقد أوجدت الديمقراطية حالة يكون فيها دور الرجل محوريا بينما أصبح دور المرأة وضيعا، فواقع المرأة أصبح مثقلا بأدوار كثيرة جدا، وتركت لرعاية نفسها بنفسها من دون أي مساعدة، ومن حيث شرفها، فقد أدت الديمقراطية والحرية إلى الهجوم العالمي على شرف المرأة، واستغلال أنوثتها لتسلية الرجال، وفيما يخص أمنها فلم تنجح الديمقراطية في الدفاع عن المرأة، سواء ضد العنف المنزلي أم الموت في الهجمات العسكرية من الدول الغربية، والنظام الغربي الذي طبق في بلادنا أدى إلى عجز المرأة عن تحمل فاتورة الكهرباء والغاز، ولا يمكنها تحمل إطعام أطفالها أو توفير الرعاية الصحية لهم، ونحن نعيش في زمن يقول الغرب فيه أنّه جاء من أجل تحريرنا، ولكن ما أرسله هو هجمات الطائرات بدون طيار، من أجل تدمير بيوتنا وعائلاتنا ويرسلون جنودهم لقتلنا ولإذلالنا، أما تبشيرهم بحرية الدين فقد هاجموا النساء اللواتي أطعن الله سبحانه وتعالى وسعين للعيش في ظل الإسلام.


إنّ هذا القمع الذي تواجهه المرأة سيتم وقفه إن تم الحكم بالعدل من خلال تطبيق قوانين الله سبحانه تعالى، فهي التي تضمن العدل في المجتمع وتحمي النساء، ولا ترهق أو تستغل المرأة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع «استوصوا بالنساء خيرا ...» أخرجه ابن ماجه. والمرأة المسلمة لا تقبل الظلم والقهر من القوانين التي تأتي من أهواء ورغبات الرجال أو النساء، وهي ترى نهضتها من خلال طاعتها لخالقها والقوانين التي أرسلها الله سبحانه وتعالى، وقوانين الله سبحانه وتعالى تحمي عقل وجسد وشرف النساء، ومن خلال تطبيق الإسلام فإنّ المرأة تتمتع بكثير من نعم الله سبحانه وتعالى التي أنعمها علينا، فإنّه يتعين على النساء المسلمات أخذ الدور الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لهن، وهي محمية من والدها وزوجها ومن الدولة، وواجب على المرأة أن تتفقه في شئون الدين، فقد أنجبت هذه الأمة العديد من النساء العالمات من مثل عائشة رضي الله عنها، كما أنّ لها الخيار في تلقي التعليم في مختلف المجالات مثل رفيدة الأسلمية، والتي كانت رائدة في علم الطب، كما للمرأة أن تعمل، إلا أنّ الإنفاق على الأسرة من واجبات الرجل وليس من واجبات المرأة، وبالتالي فإنّ أموالها تبقى من ممتلكاتها، وقد كانت المرأة في ظل الخلافة نشيطة في مجال الأعمال التجارية والعمل مثل الشفاء أم سليمان قاضية الحسبة، وأثناء قيامها بأي شان من شؤونها فإنّ شرفها وأمنها يجب أن يكونا دائما محميين، كما أنّ للمرأة أن تنشط في رعاية شؤون الأمة، بمحاسبة الحكام وإعطاء الخليفة البيعة، مثل أم عمارة التي أعطت النبي صلى الله عليه وسلم البيعة في العقبة، حيث بيعة النصرة والحكم، فالله سبحانه وتعالى خلق المرأة وهو أعلم بمشاكلها واحتياجاتها، لذا فقد وضع لها أحكاما مناسبة لرعايتها، وفي النظام الإسلامي والذي ستطبقه دولة الخلافة القادمة الحلول الشافية لها.

أيتها النساء المسلمات المحترمات في باكستان!


لقد أعدّ حزب التحرير ما يلزم لتطبيق الإسلام من خلال استخدام المصادر الشرعية من القرآن والسنة، فقمنا بإعداد دستور لدولة الخلافة الذي يغطي جميع جوانب الحكم، في النظام الاقتصادي والاجتماعي والقضائي وسياسة التعليم والخارجية، وقد تمت دراسة واقع الوضع الدولي والسياسي والعسكري والاقتصادي لمعرفة كيفية إدارة دولة الخلافة بمجرد قيامها منذ اليوم الأول، لذلك ندعو النساء المسلمات في باكستان إلى الانضمام لحزب التحرير في أعمال قيام دولة الخلافة، ولتكن أخواتنا المسلمات سالفات الذكر على مر العصور من اللاتي وقفن مع دينهن مصدر إلهام لنا، ولنسرع بالوفاء بالتزامنا وكسب الثواب قبل أن يأتي نصر الله سبحانه وتعالى فتضيع الفرصة على من لم يشارك في استحقاقه.


((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))

التاريخ الهجري :11 من ربيع الاول 1434هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 23 كانون الثاني/يناير 2013م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع