الأحد، 26 شوال 1445هـ| 2024/05/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب مفتوح من حزب التحرير/ ولاية باكستان إلى نواز شريف

السلام على من اتبع الهدى!


نرسل لك هذه الرسالة فيما يتعلق بالتزامك حتى قبل حلفك لليمين -الذي أقسمته مؤخراً في 5 من حزيران 2013م- في تعزيز العلاقات مع أمريكا، وهذه الرسالة هي تحذير شديد اللهجة لتداعيات هذا التحالف على مسلمي المنطقة. فلقد علمنا بالتزامك الصريح في تعزيز العلاقات مع أمريكا من خلال بيان حزبك ومن تصريحاتك واجتماعاتك العديدة مع السفير الأمريكي في باكستان، وأكدّ ذلك أيضاً اتصالك الهاتفي مع الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في 15 من مايو/أيار 2013م الذي هنّأك فيه، إضافة إلى البيان الصادر من البيت الأبيض، الذي جاء فيه: "اتفق الزعيمان على مواصلة العمل معاً من أجل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، وعلى خدمة مصالحنا المشتركة من خلال جعل باكستان والمنطقة مستقرة وآمنة ومزدهرة"؛ لذلك نرسل لك هذه الرسالة لنؤكد لك -على عكس ما أعلن عنه أوباما- بأنّ خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة19615 لا تجعل باكستان لا مستقرة ولا آمنة، ولا تُوجد فيها لا الرخاء ولا الازدهار.


نحن نسألك هل وفّر التحالف مع أمريكا الاستقرار والأمن في بلادنا يوماً؟! بل على النقيض فإنّ أمريكا تقوض قدراتنا باستمرار تحت شعار التحالف والشراكة الاستراتيجية، فقبل استبدال أمريكا لك بعميل آخر لها (الجنرال مشرف)، أُطلق العنان لضرر لم يسبق له مثيل في بلادنا من خلال التحالف مع أمريكا، فقد عملت أمريكا بمساعدة الجنرال مشرف ويده اليمنى الجنرال كياني على تأسيس موطئ قدم للجيش الأميركي والاستخبارات إلى مستويات لم يسبق لها مثيل داخل باكستان؛ وكذلك عملت على توفير وسائل ضرورية لمساندة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان بمده بالمعلومات الاستخباراتية والإمدادات اللوجستية من خلال أراضينا ومجالنا الجوي. أما الآن فهناك جحافل من جيوش ريموند ديفيس تشرف على تفجيرات وعمليات القتل المنظّمة في جميع أنحاء بلادنا لخلق جو لحرب من الفتنة، حيث غدا موتى المسلمين بالآلاف، ووضعت أسلحتنا النووية والمناطق الاستراتيجية الحساسة تحت تهديد خطير.


إضافة إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن فقد "كافأت" أمريكا باكستان على مساعدتها من خلال إيجاد نفوذ هندي لم يسبق له مثيل في أفغانستان؛ من خلال تمكين الدولة الهندوسية من إيجاد حالة من الفوضى داخل الحدود الباكستانية، ثم استغلت أمريكا من خلال عميلها كياني القوات المسلحة الباكستانية واستخدمتها في جبهات جديدة في بلوشستان والمناطق القبلية، في حين خفّضت في الوقت نفسه من وجود القوات المسلحة على الحدود مع الهند؛ لتمكين الدولة الهندوسية من القيام بأعمال الأذى أكثر فأكثر ضدنا. أما بالنسبة لسبب استرجاع أمريكا لك بعد أن كانت ألقت بك على قارعة الطريق؛ فهو لتأمين مساندة حربها في المنطقة من خلال:


أولاً: فتح جبهة جديدة في الحرب الأميركية، وهذه المرة داخل المدن الباكستانية الكبرى مثل كراتشي، والذي بدأ الإعداد له قبل بضعة أشهر من خلال عمليات القتل المنظم والتفجيرات.


ثانياً: السماح لأميركا بالحفاظ على وجودها العسكري في عقر دارنا بشكل دائم تحت غطاء الانسحاب المحدود من أفغانستان، ويجري عرضه على أنّه انتصار بالرغم من أنّ جميع القواعد والسفارات الأميركية والقنصليات في العالم الإسلامي ما هي إلا تهديد خطير ومستمر لأمن واستقرار الأمة.


ثالثاً: توفير الغطاء القانوني لتعزيز عميل أميركا الأكثر ولاء والشريك الرئيسي لك في النظام الجديد (الجنرال كياني)، من خلال منحه النجمة الخامسة التي تم استحداثها لمنصب ما يسمى برئيس أركان الدفاع، وذلك كمكافأة له على سنوات خدمته في الموالاة لأمريكا.


فكيف لك يا سيد شريف، وأنت تقسم اليمين لخدمة البلاد، أن تلتزم بتعزيز الهيمنة الأميركية على قواتنا المسلحة وشعبنا وأمننا؟ ونسألك، ما المصلحة والرخاء الذي سنجنيه من تعزيز العلاقات مع أمريكا؟! فعلى مدار عقود من السياسات الاستعمارية الأمريكية لباكستان وجد عندنا قاعدة صناعية ضعيفة، وعدم القدرة على صناعة الآلات الثقيلة والمحركات، وتزايد كبير في الضرائب على الإنتاج المحلي، مما أضعف العملة المحلية وبالتالي تسبب بالتضخم الكبير، إضافة إلى أنّ خصخصة قطاع الطاقة أدّت إلى الزيادة الباهظة لها وتعرضها إلى نقص حاد، وقد كانت هذه السياسات من سياسات من سبقك، وتصريحاتك وبيان حزبك تؤكد على أنك ستواصل العمل بها. وكأن كل هذا لم يكن كافياً، فبالإضافة إلى البؤس الاقتصادي في البلاد تطالب أمريكا بفتح حدودنا أمام التجارة مع الهند، ونحن نؤكد لك أنّ هذه التجارة ليست من أجل إيجاد الازدهار في بلادنا، بل هي لخدمة خطة أمريكا التي تسعى لاستمالة الهند لنفوذها، وتستخدم اقتصاد باكستان قرباناً لها. فيضاف إلى الهيمنة الغربية على اقتصادنا هيمنة المنتجات الهندية، وانخفاض في الإنتاج المحلي وإغلاق المصانع وإيجاد التضخم وازدياد في البطالة، فكيف يمكن لهذا الانفتاح التجاري مع الهند أن يُوجد الازدهار؟!


بذلك لن يكون مسار نظام كياني/شريف مختلفاً عن مسار نظام كياني/زرداري، أو نظام مشرف/عزيز، أو النظام الذي كنت فيه قبل ذلك، فهذا المسار هو لتعميق البؤس الاقتصادي والإذلال السياسي الخارجي تدريجياً، وسيستمر تعميق هذا الحال البائس إلى درجة أن يعتقد الناس بأنّ زرداري أفضل منك، تماماً كما اعتقد الناس بأنّ زرداري يمكن أن يكون أفضل من مشرف، وتماماً كما سيعتقد الناس، وليس ذلك ببعيد، بأن مشرف يمكن أن يكون مبعث ارتياح أكثر منك. في الواقع إنّ التحالف مع أمريكا يعني أنّ عملاءها يأخذون بلادنا من حفرة إلى حفرة أعمق وأعمق، فيصبح الوضع السابق هو دائماً أفضل من الحاضر!


والأنكى من كل هذا هو أنّ باكستان بلد ذو إمكانات هائلة، ومواردها المادية ضخمة، وفيها سابع أكبر قوة مسلحة في العالم، وعندها أسلحة نووية، وشعبها شعب نبيل مسلم. فانظر في الجريمة التي تقوم بها أنت وأمثالك بحق هذه الأمة الكريمة في العمل على حرمان الشعب من النعم التي أنعمها الله عليه من خلال تعزيز العلاقات مع الكفار! والله سبحانه وتعالى يقول: (( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )).


حزب التحرير يؤكد لك أنّ السبيل الوحيد لتوفير الرخاء والأمن لبلدنا ولمنطقتها يكون برفض التحالف مع الكفار، ورفض سياساتهم وديمقراطيتهم، وبتطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة. فمنذ زمن محمد بن قاسم رحمه الله، وبعد ذلك بألف سنة، كان الحكم الإسلامي مصدراً للنجاح الهائل في شبه القارة الهندية. فبالنسبة للرخاء كان الإسلام سبباً للرخاء الاقتصادي وحسد شبه القارة الهندية من قبل دول العالم، ومما أسال لعاب الإمبراطورية البريطانية لإنقاذ اقتصادها الفاشل من خلال غزو المنطقة. أما بالنسبة للأمن، فلا يزال الهندوس هم الأغلبية في الهند بالرغم من مرور ألف عام على الحكم بالإسلام، ما يؤكد على تأمين الدولة الإسلامية الرعايا غير المسلمين فيها، والحفاظ على حياتهم وأموالهم، حتى إنّ الهندوس وقفوا إلى جانب المسلمين ضد المستعمر في جهاد عام 1857م وبعد ذلك في حركة مساندة الخلافة.


في الواقع يا سيد شريف فإنّه منذ أن كان المستعمرون لهم اليد العليا في وقت الاحتلال البريطاني، أو الآن تحت الهيمنة الأمريكية التي تقوم بمساعدتها، فإنّنا لم نعرف سوى الدمار والذل والبؤس. وإضافة إلى سعيك لاسترضاء الهند حتى تدخل بيت طاعة أسيادك الأمريكان، فإنّك تمنح المشركين الهندوس سبيلاً على المسلمين، فقد ذقنا مرارة ظلمهم وغدرهم ووحشيتهم في وقت التقسيم وفي كشمير المحتلة حالياً وفي مناطق المسلمين الأخرى الواقعة تحت سلطة الهندوس.


نحن في حزب التحرير نؤكد لك ولأسيادك الأمريكان أنّنا لن تتوقف عن العمل لعودة الخلافة، وإعادة توحيد البلدان الإسلامية في دولة واحدة قوية؛ دولة تتحدى القوى الكبرى في العالم، وتستبدل بأمريكا دولة رائدة.


إنّ حزب التحرير - وأنت تقرأ رسالتنا - يعمل بنشاط في جميع أنحاء العالم الإسلامي لأخذ النصرة لأمير حزب التحرير، الفقيه البارز ورجل الدولة العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة، من أجل عودة الخلافة الإسلامية. وفي الواقع، فإنّه كما يعلم سادتك جيداً، فإنّ عودة الخلافة إلى باكستان هي مسألة وقت بإذن الله، وذلك سواء كانت باكستان هي نواة الخلافة أم جزءاً كبيراً منها. ولذلك فإنّنا ندعوك أن تتوب عن آثامك التي ارتكبتها في فترة حكمك السابقة، وأن تتخلى عن المسار الشنيع الذي ألزمت به نفسك مرة أخرى، وعلى الأقل فإنّه يمكنك أن تكفر عن خطاياكم بفتح الطريق أمام المخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة، فإن لم تفعل ذلك فانتظر الذل على أيدي الأمة عندما تقوم دولة الخلافة قريباً بإذنه سبحانه وتعالى، وما هو أسوأ من ذلك هو العقاب الشديد في الآخرة، فالله سبحانه وتعالى يقول: (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ )).

التاريخ الهجري :27 من رجب 1434هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 06 حزيران/يونيو 2013م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع