الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أهل اليمن: لا تُغْضِبوا الله بدولة مدنية وانْصُروه بالخلافة

أطل علينا رمضان هذا العام وقد انتشر في ساحات الاعتصام المطالبة برحيل علي عبد الله صالح شعارُ إقامة الدولة المدنية، وظهر أن الغرض من التسمية هو لقصد كسب تأييد الغرب واسترضائه للوقوف إلى جانب الثورة ضد النظام الحاكم في اليمن. وجاءت التسمية بعد نقاشات طويلة وحامية في ساحات الاعتصام حول ماهية الدولة المدنية التي لم تجد صدى واسعاً في الساحات. لقد جاء القول بأن الشعب يريد دولة مدنية لطمأنة الغرب بأن المسلمين في البلاد الإسلامية التي تجري فيها الثورات لا يريدون عودة نظام الإسلام إلى الحياة من جديد، بقدر ما هم يريدون عيشاً أفضل لم يجدوه في ظل الأنظمة البائسة الحالية التي يدعمها الغرب في الوقت الذي ينظر فيه المسلمون مبهورين مخدوعين إلى ما حققه ويحققه الغرب في ظل دولته المدنية القائمة على فصل الدين عن الحياة. كما أن انطلاق دعاوى الدولة المدنية لم يكن ذاتياً نابعاً من أفكار الناس ومشاعرهم الإسلامية بقدر ما جاء متأثراً بما طرحه زوار الساحات الأغراب كمديرة المعهد الديمقراطي الأمريكي هيذر وسفير أمريكا جيرالد فايرستاين الذين يعملون دائماً لإسعادنا على طريقتهم!.

لقد اتَّبَعْنا الغربَ منذ هدَمَ الخلافة وقسَّم البلاد الإسلامية إلى دويلات كرتونية وانطلت علينا خدعته بأنْ رَسَم لنا طريق بلوغ مدنيته البراقة بأخذ حضارته الفاسدة، لكن المفاجأة كانت بعد عشرات السنين من التقليد الأعمى باكتشاف الخدعة، وحين أفقنا وأخذنا نلتمس طريق العزة من جديد فإذا به يجدد لنا القول بأن لا نُتعِب أنفسنا وأن علينا الاستمرار في فصل الدين عن الحياة في دولة مدنية كي نفوز ونفلح!.

إن عودتنا إلى نظام الإسلام من جديد وعد الله إن نحن آمنّا وعملنا، وبشرى رسوله حقيقة وحتمية مؤكدة؛ ففي ظل نظام الحكم في الإسلام فإن دولة المسلمين واحدة مترامية الأطراف قوية مرهوبة الجانب لا ضعفاء مجزَّئين نتقاتل على الحدود الوهمية فيما بيننا. وفي ظل نظامه الاقتصادي الذي يفرق بين الملكية العامة "كالنفط والمعادن والغاز والشواطئ وغيرها" والخاصة؛ فقد جعل الله الملكية العامة لجميع رعايا الدولة وحرَّم تملكها ملكية خاصة على أحد، يدور المال بين الناس ولا يكون في يد حفنة يتداولونه بينهم كما هو اليوم، ويعيش فيه الناس عيش السعداء، ويجد الفقراء ديواناً خاصاً من دواوين بيت المال ينعمون بثرواتهم التي حباهم الله بها كالنفط الذي لا نرى له أثراً بيننا إلا في بنوك الغرب يسير ويدعم ويقوي اقتصاده. إن الغرب يمدنا بخبث بالأسلحة كي نتقاتل فيما بيننا، والتي لو توقفنا عن شرائها لتعطلت مصانعه، ولكننا في دولة الخلافة نصنع السلاح بأنفسنا ولا نشتريه من أعدائنا، وسيكون هذا السلاح في نحور أعداء الأمة لا على رؤوس المسلمين، وستعود الأمة الإسلامية تزرع أرضها وتتمكن من زراعة صحراء الربع الخالي لتعيدها مروجاً وأنهاراً بدلاً من أن تنتظر قوتها من وراء الحدود، وتزدهر صناعاتها وترتفع الحالة الاقتصادية لرعاياها بتقسيم المال فيما بينهم لا بتكديسه في البنوك الربوية المنتشرة انتشار السرطان اليوم والتي ليس لها مكان في دولة الخلافة.

إن دولة الخلافة التي يعمل حزب التحرير مع الأمة الإسلامية لإقامتها ستهتم بالتعليم لأنها تملك السياسة الصحيحة للتعليم القائمة على الإسلام، وليس على فصل الدين عن الحياة لإثراء الحياة ولا بتخريج أنصاف المتعلمين من حملة الشهادات لغياب رؤية التعليم واتباع الآخرين فيها، لتعود الأمة الإسلامية في إبهار العالم بعلمائها واكتشافاتها التي ستسعد البشرية وتملأ الآفاق.

وفي المسرح الدولي فإن دولة الخلافة ستكون الدولة الأولى في العالم صاحبة المبدأ الوحيد الصحيح الذي ينبثق نظامه من جنس عقيدته القائمة على الأحكام الشرعية بالعدل والإنصاف لا بقانون الغاب اليوم المسمى القانون الدولي الذي هو نتاج عقول البشر ويعبر عن أهوائهم. بعد غياب طويل استأثرت فيه الدول الرأسمالية المدنية بالمشهد على الحلبة الدولية ففسدت وأفسدت وأوصلت العالم إلى ما أوصلته إليه وليس ذلك غريباً عليها.

إن الذين يريدون إظهار الغرب بأحسن حال في عيشه هم مخطئون؛ فالغرب الرأسمالي يعيش اليوم -بعد مائتي عام على وجوده- أزمةً حقيقيةً في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية والتعليم، وهو يخشى كل الخشية من ظهور نمط عيش إسلامي حقيقي يعيش فيه المسلم حياة مطمئنة لم يستطع الوصول إليها.

إن حزب التحرير حين يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة يدرك تمام الإدراك إلى ما يدعو، وأن الله ناصره، متخذاً من طريقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منهجاً في العمل لإقامتها ويعلم حقيقة الدولة المدنية ويدرك حقيقة الصراع القائم اليوم بين الغرب الرأسمالي المنتفع من بقاء المسلمين على هذا الحال ضعفاء ممزقين مسيطراً عليهم لكي يتسنى له نهب ثرواتهم دون حسيب ولا رقيب، والخوف القائم اليوم في الغرب هو من قُرب ظهور دولة الخلافة التي لن يستطيعوا مواجهتها فكرياً بأفكارهم الرأسمالية القائمة على النفعية ولا عسكرياً لأن القوة تكمن في المبدأ لا في قوة السلاح.

أيها المسلمون: كم دلَّس عليكم الغرب بعد أن هدم دولتكم وكيانكم السياسي واتبعه المضبوعون من أبنائكم بفكره وثقافته حتى انتزع الثقة من صدوركم بأن الإسلام لديه القدرة على حل جميع مشاكلكم ومشاكل العالم. ألا فاتبعوا منهاج ربكم وجدّوا السير وغذّوا الخطى في تنصيب خليفة ومبايعته على الحكم بالإسلام ولمِّ شمل جميع المسلمين على الأرض تحت راية العقاب.

أيها اليمانيون، يا أهل الإيمان والحكمة: لا تنخدعوا بأفكار الغرب البرّاقة فقد أهلكتكم عقوداً من السنين، وكونوا سباقين في تنصيب خليفة للمسلمين لتفوزوا بعز الدنيا وخير الآخرة.

(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)

التاريخ الهجري :5 من رمــضان المبارك 1432هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 05 آب/أغسطس 2011م

حزب التحرير
ولاية اليمن

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع