الخميس، 23 شوال 1445هـ| 2024/05/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    9 من ربيع الاول 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 03
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 05 تشرين الأول/أكتوبر 2022 م

 

بيان صحفي

 

أن تكون "صهيونياً كبيراً" يعني أن تدعم احتلالاً وحشياً!

 

(مترجم)

 

في خضم الاقتصاد الفاشل، وتضخم بلغ رقمين، ومعدلات الرهن العقاري المتصاعدة، وفواتير الطاقة المرتفعة، والتراجع الضريبي، والديون المتزايدة، وأزمة سيولة صندوق المعاشات التقاعدية، والحرب في أوكرانيا، وانخفاض قيمة العملة، وزيادة الهجرة، وأرقام التصويت في الانتخابات المتدهورة، وجدت رئيسة الوزراء الجديدة للمملكة المتحدة (وربما معها نصف وزرائها) وقتاً للظهور في اجتماع هامشي (لأنصار إسرائيل) في مؤتمر حزب المحافظين وتعلن بفخر عن نفسها أنها "صهيونية ضخمة". كما دعا البعض في الاجتماع إلى أن تقوم بريطانيا بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. كما صرحت أن بريطانيا ستعمل مع حلفائها بشكل جماعي لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

 

على الرغم من أن العديد من هذه البيانات ليست جديدة، فقد أدلت رئيسة الوزراء الحالية عندما كانت وزيرة للخارجية بكثير من مثل هذه التصريحات، فإن من المهم إعادة التأكيد على النقاط التالية:

 

كونك "صهيونياً ضخماً" يعني أنك تدعم الاحتلال الوحشي الذي يمارسه كيان يهود منذ ما يقرب من 75 عاماً. احتلال وصفه حتى المقرر الخاص للأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان الغربية بأنه "نظام فصل عنصري". إن إدانة احتلال بوتين الوحشي لأوكرانيا يتطلب نوعاً خاصاً من النفاق حين تغض الطرف عما يحدث لأهل فلسطين، فعدم وجود أي تصريحات حول محنتهم في هذا الاجتماع يظهر بوضوح ليس الافتقار للتعاطف الإنساني فحسب، بل والتمييز الكبير والتحيز على المستوى الرسمي.

 

ماذا نتوقع من بريطانيا التي صنعت كيان يهود، وقسمت بلاد المسلمين، ثم أشعلت الحروب بينهم. لقد كان هدم الخلافة ووعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو مكونات حاسمة في التاريخ الاستعماري البريطاني.

 

بالطريقة نفسها التي يقف بها الكثيرون في الغرب إلى جانب شعب أوكرانيا، يلزم أن يقف المسلمون إلى جانب أهل فلسطين. نحن بحاجة إلى الدفاع عن الحل الإسلامي للمنطقة والوقوف ضد ضغوط السياسيين والإعلام في الغرب الذين يعدّون نفاقاً، عدم الاعتراف بكيان يهود من التطرف في تعريفهم له. وكثيرا ما يوجهون التهم بمعاداة السامية لمن يعادي الصهيونية.

 

يسارع الكثيرون في المؤسسة البريطانية إلى إدانة المقاومة الفلسطينية، واصفين إياها بالإرهاب، لكن ينسون بسهولة أن كيان يهود نفسه قد تأسس من خلال عنف إرهابيي شتيرن والإرغون، وقتل الجنود البريطانيين في فندق الملك داوود والتطهير العرقي لـ700.000 فلسطيني.

 

من الواضح أن الدعم البريطاني لكيان يهود ليس متجذراً في القيم الديمقراطية المشتركة التي يتم الترويج لها في كثير من الأحيان (عند غض النظر عن أن مؤشر EIU يصف الدولة الصهيونية بأنها ديمقراطية معيبة، كما تنظر إليها منظمات حقوق الإنسان على أنها دولة تمثل الفصل العنصري)؛ لكن هذا الدعم متجذر بقوة في المصالح التجارية والاقتصادية والتكنولوجية التي لا تفيد إلا النخبة الثرية بنسبة 1٪. إذ إن بريطانيا لديها تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة والتجارة مع الدول الاستبدادية في الخليج كذلك.

 

النقاش حول نقل السفارات ليس حول رموز أو مبانٍ أو مواقع، إنه جزء من محاولة كيان يهود المستمرة لإضفاء الشرعية على وجوده بعد ما سمي باتفاقات أبراهام. القدس ليست عاصمة كيان يهود، بل هي من أقدس مدن الأرض، وقبلة المسلمين الأولى والمكان الذي أسري إليه بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام قبل صعوده إلى السماء (الإسراء والمعراج).

 

المعايير المزدوجة المستمرة التي يتبعها الغرب بشأن من يحصل على أسلحة نووية ليست جديدة أبداً. قد تبدو إدانة إيران مع غض الطرف عن ترسانة الغرب النووية الضخمة وتلك التي يمتلكها كيان يهود مقبولة في برمنغهام، لكنها تقابل بالهزء والسخرية في معظم أنحاء العالم.

 

على المسلمين أن يدركوا أن محاولة تغيير موقف المؤسسة البريطانية لا طائل من ورائه بدون دولة إسلامية. هذه قضية جيوسياسية وبالتالي تتطلب كلا من فن الحكم وإبراز القوة. لذلك، لا يزال من الضروري استبدال الأنظمة الاستبدادية القائمة في البلاد الإسلامية، التي إما تنخرط في خطاب فارغ، أو توقع معاهدات غير مشروعة، أو لا تفعل شيئاً لمساعدة أهل فلسطين. هذه الدول لديها قدرات أكثر من كافية من حيث الموارد البشرية والاقتصادية والطاقة والبنية التحتية والعسكرية لإنهاء القمع وتحرير فلسطين الآن، لكنها تفتقر إلى الإيمان والشجاعة والإرادة السياسية.

 

لذلك يجب على المسلمين دعم العمل من أجل الحل الإسلامي لفلسطين؛ الخلافة على منهاج النبوة. إنه نموذج يحقق العدالة الحقيقية للمنطقة، ويحل محل الطغاة والديكتاتوريين في البلاد الإسلامية، ويحرر الأرض المحتلة، ويزيل أغلال الاستعمار، وينهي الظلم، ويؤسس نظاماً يسمح للمسلمين  وغير المسلمين ليعيشوا معاً بسلام. وبغض النظر عما يقوله الصهاينة في المؤسسة البريطانية، فإن التاريخ وأحكام الإسلام شهادة واضحة على ذلك.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في بريطانيا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع