الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    26 من رجب 1439هـ رقم الإصدار: 1439هـ / 021
التاريخ الميلادي     الجمعة, 13 نيسان/ابريل 2018 م

 

بيان صحفي

 

في الذكرى السابعة والتسعين لهدم دولة الخلافة:

 

«ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»

 

لا خلاف أن أحكام دولة الخلافة هي من أحكام الفقه العملية، وليست من أمور العقيدة، ولكن أيضا لا خلاف أنه لا وجود للإسلام في الواقع العملي في غيابها؛ فتطبيق أحكام الشريعة فرض كفاية على الأمة التي تنيب عنها الإمام ليسهر على رعاية شؤونها بحسب أحكام الدين، ويقوم بالسياسات الكفيلة بردع الطامعين الذين يتربصون السوء بالأمة ودينها، كما يقود السياسة الخارجية بغية نشر رسالة الإسلام إلى العالم.

 

وأعداء الدين والملة ما فتئوا يكيدون للحيلولة دون استئناف الحياة الإسلامية، فلم يكتفوا بهدم دولة الخلافة على يد المجرم مصطفى كمال قبل سبع وتسعين عاما هجريا، بل مكروا مكر الليل والنهار مستهدفين شطب العقيدة الإسلامية من الوجود، أو في أضعف حال، العمل على مسخ مفاهيمها في قلوب المسلمين وعقولهم. فلم يكتفوا بتعطيل أحكام الدين وفرض الشريعة الوضعية المستوردة من الحضارة الغربية، بل عملوا ولا يزالون، على تشويه أحكام الإسلام من جهة وتزيين مفاهيم الحضارة الغربية المفلسة من أي حجة أو برهان من جهة أخرى.

 

وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: "والملك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس، وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع". وهكذا شرع الغرب، بعد أن أزال السلطان الحارس، في محاولات حثيثة مستمرة حتى اللحظة لخلع جذور العقيدة الإسلامية من قلوب المسلمين، إن لم يكن عبر وسائل الغزو الفكري وفرض النظم والشرائع المستوردة وتزيين الحضارة الغربية الفاسدة، فعبر افتعال الحروب تحت شتى التبريرات على أيدي حكام المسلمين العملاء حينا (كما شهدنا في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وآخر ذلك الغارة الجوية التي نفّذها سلاح الجوّ الأفغاني، في ولاية قندوز شمالي البلاد، على مدرسة أثناء حفل تخريج دفعة من حفظة القرآن الكريم، وأدت إلى مقتل 100 وإصابة 50 آخرين). ومباشرة عبر جيوشه أحيانا أخرى، بعد أن أقام القواعد العسكرية وجعل من أبناء المسلمين أهدافا لتجربة أسلحته الحديثة الفتاكة.

 

ولكن هذه الأمة لم ولن تموت، والله سبحانه قد تعهد بحفظ هذا الدين، بل وبإظهاره على الدين كله: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

أما وقد مضى على انفراط عقد الأمة الإسلامية وتمزُّق كلمتها وضياع خلافتها أربعة وتسعون عاما ميلاديا، أو سبعة وتسعون عاما هجريا، نقول إنه قد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن، وآن لهذه الأمة أن تلتف حول قيادة سياسية واعية مخلصة راشدة تعيد لها مجدها وتضع خيراتها في خدمة أبنائها، وتكف أيدي أعدائها عنها، وتطبق فيها شرع ربها، لذلك قام حزب التحرير هذا العام في ذكرى هدم الخلافة يستنهض الأمة الإسلامية، في شتى بقاع الأرض من شرقها إلى غربها، للعمل الجاد المجد معه من أجل إعادة الإسلام إلى واقع الحياة عبر إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فعقد الندوات ونظم المؤتمرات وسيّر المسيرات وأصدر البيانات والنشرات، في مدن تركيا حاضرة دولة الخلافة العثمانية، شرقها ووسطها وغربها، وفي فلسطين من قلب بيت المقدس إلى غزة هاشم، وفي لبنان الذي أراده الغرب رأس حربة لبث سموم حضارته العفنة، وفي السودان وتونس القيروان، وصولا إلى ماليزيا وإندونيسيا...

 

ونحن إذ نعاهد الأمة على بذل المهج والأرواح افتداء لهذا الدين العظيم، فإننا نهيب بكل مسلم غيور على محارم الله وشريعته أن يعمل معنا للفوز ببشرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ولتحقيق وعد الله سبحانه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

اللهم أنجز لنا وعدك وأكرمنا بمبايعة الخليفة على شرع كتابك وسنة نبيك صلوات الله وسلامه عليه، إنك ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لك ربنا من قبل ومن بعد.

 

الدكتور عثمان بخاش

 

مدير المكتب الإعلامي المركزي

 

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع