المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 8 من صـفر الخير 1439هـ | رقم الإصدار: ت.ر/ب.ص/ 2017 / م.إ 018 |
التاريخ الميلادي | السبت, 28 تشرين الأول/أكتوبر 2017 م |
بيان صحفي
الجمهورية ليست فضيلة كما لم تكن لوزان نصراً
(مترجم)
لقد أسقطت دولة الخلافة العثمانية بإعلان النظام الجمهوري العلماني قبل 94 سنة في 29 تشرين الأول 1923م من قبل الإنجليز على يد العملاء المحليين. وقد قدَّم اللورد كرزون رئيس الوفد البريطاني في مفاوضات لوزان هذه شروطا أربعة لما سُمِّيَ "بالاستقلال". وهذه الشروط هي؛ إلغاء الخلافة بكل ما تحتويه من معنى، ونفي الخليفة خارج الحدود، ومصادرة ممتلكاته، وإعلان قيام الدولة الجديدة على العلمانية. نعم إن الإنجليز لم يعترفوا بالجمهورية التركية قبل تحقيق هذه الشروط، أي قبل أن يتم إلغاء الخلافة في 3 آذار 1924م. وقد أعلن اللورد كرزون في مجلس العموم البريطاني جواباً على الانتقادات الموجهة إليه في هذا الموضوع: "لقد تم القضاء على تركيا بالفعل، ولن تستطيع بعد الآن أن تقوِّم ظهرها، لأننا دمرنا قوتها الروحية المتمثلة بالخلافة والإسلام".
نعم أيها المسلمون! يتم اليوم الاحتفال بالذكرى الرابعة والتسعين لهذا النظام العلماني الذي حمل الناس من مستوى العبودية لله وحطهم إلى درك عبودية البشر، وتحويل السيادة عندهم من الله إلى البشر. ويتم الاحتفال بالجمهورية التي فُرضت على أجدادنا عن طريق الحيل والمكائد والإرهاب وتعليق آلاف المسلمين على حبال المشانق في سبيل استمراريتها وبقائها!. ويتم الاحتفال بالجمهورية التي حوَّلت المساجد إلى إسطبلات، وحولت الأذان من اللغة العربية إلى اللغة التركية، والتي وصفت الإسلام بأنه "أفكار دوغماتية يُحْسَبُ أنها نزلت من السماء!".
نعم أيها المسلمون! في يومنا هذا استولت أمريكا على هذا النظام الفاسد الذي أسسه الإنجليز، وهي تعمل مع أعوانها الذين يزعمون أن العلمانية والديمقراطية والجمهورية لا تتعارض مع الإسلام؛ تعمل جاهدة لإتمام قرنها الأول، وتكريس هذا النظام وتأمين استمراريته على أيدي المسلمين. إن الذين يزعمون اليوم أن الشورى والانتخاب في الإسلام يتوافق مع الديمقراطية وأن "الدولة هي التي تصبح علمانية وليس الإنسان"؛ يتحدثون بلا خوفٍ من الله عن فضيلة الجمهورية: ﴿قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة 30].
أيها المسلمون! يحتفل اليوم أولئك الذين ساهموا في إلغاء الخلافة من أجل الجمهورية العلمانية في لوزان، والذين تخلَّوا عن الموصل وكركوك برغبة من الإنجليز، وعملوا على إقصاء أبناء هذه الأمة والملَّة النجيبة عن دينهم ولغتهم وتاريخهم بقوانينهم الثورية، وأفسدوا شبابهم بنظام تعليمٍ علماني مختلط بقولهم: "أنشأنا 15 مليون شاب من كل الأعمار خلال عشر سنوات". نعم يحتفل هؤلاء اليوم بالذّلة التي خيمت على هذه الأمة وهم يخططون في ظل هذا الهوان لأهداف عام 2023.
أيها المسلمون! هل يمكنكم أن تقولوا ماذا أعطتكم هذه الجمهورية؟ ماذا أعطتكم غير الظلم والدموع والفقر! غير دوران المسؤولين المتعاونين في فلك الاتحاد الأوروبي وأمريكا سياسياً وسعيهم لنيل رضاهم؟! وغير مليارات الدولارات من الديون، والغرق في مستنقع الربا والتوزيع غير العادل للثروة والبرجوازية الفاسدة المستغلة؟! وغير الظلم والاستقطاب الجماعي والمشاحنات بين الإخوة؟! وغير سوء نوعية التعليم وإيجاد جيل غير واعٍ وعلوم ليس أمامها فرصة للنجاح؟! وغير جيل من الشباب يميل إلى كل نوع من أنواع الفحش والإدمان والمخدرات؟! وغير مئات الألوف من المجرمين بسبب الأنظمة والقوانين الجائرة الضالة عن ميزان العدل؟!...
أيها المسلمون! إن المشكلة - كما ترون - ليست مشكلة الحكام فحسب، بل هي في الأساس مشكلة أنظمة ونظام حكم. فالجمهورية العلمانية التي أسسها الإنجليز، وعمل على تغذيتها حزب الشعب الجمهوري بالأمس؛ يعمل حزب العدالة والتنمية اليوم على بث الحياة فيها من جديدٍ تحت قيادة أمريكا! وقد شهدت هذه الجمهورية خلال أعوامها الأربعة والتسعين؛ 5 انقلابات و65 حكومة و4 دساتير ومئات التعديلات الدستورية. وبالتالي ليس هناك جديد يمكن لهذا النظام الذي تحول إلى خرقة بالية كثر فيها الرتق، ليس فيه ما يقدمه للمسلمين، وأنظمة الحكم التي ظهرت بعد إلغاء الخلافة لم تكن سوى وسيلة لتفكيك الأمة الإسلامية. ولذلك كله لم تكن الجمهورية فضيلةً في يوم من الأيام ولن تكون كما لم تكن لوزان نصراً.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |