الأربعاء، 15 شوال 1445هـ| 2024/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - اليأس من رحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

اليأس من رحمة الله

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا عمرو بن رافع، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا يزيد بن زياد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله». (صحيح البخاري 2620)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يحذر من فعل قد يبدو بسيطًا بحق العباد، وهو الإعانة على قتل المسلمين ولو بكلمة، وفي أيامنا يعاون المسلمون الحكام والكفار المستعمرين على قتل إخوتهم وأهلهم! أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه من إذلال الله لهم يوم القيامة، ومن عقابهم العظيم، أن يُكتب بين أعينهم "آيس من رحمة الله"، أي لا يستحق رحمة الله الآن، فخسروا الخسران العظيم.

 

من المعلوم أن المسلمين سينعمون برحمة الله عليهم ومغفرته يوم القيامة، لكل من شاء الله منهم، حتى يدخلوا جنته وينجو من النار، لكن منهم من سيُحرم من رحمة الله لأنهم كانوا يسعون لمرضاة الناس على حساب مرضاة الله، بإعانة الحكام والكفار والظلمة في القتل، ولو كان بكلمة، وأكبر مثال عليهم هم علماء السلاطين، الذين يفتون في قتل المسلمين وظلمهم من أجل منفعتهم، فكانوا من معاول الهدم للإسلام، بعد أن أنعم الله عليهم بالعلم، هؤلاء استبدلوا الذي هو أدنى بالذي  هو خير، فكان مثلهم مثل القتلة والرويبضات وأسيادهم الكفرة في بغيهم.

 

إن من يقوم بهذا الفعل عليه الآن أن يعيد حساباته، ويعود إلى صوابه، والأمر لا يحتاج كثيرًا من النظر والتمحيص، فالحكم واضح، وإنما هي معادلة حسابية بسيطة يستطيع حلها بتوبة نصوحٍ إلى الله سبحانه وتعالى.

 

الله نسأل أن يهدي من استحق الهدى، ويهدينا اتباع الحق في الكلام والأفعال، وأن يرزقنا حبه ورضاه ورحمته يوم القيامة، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع