مع الحديث الشريف

الحكمة ضالة المؤمن

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» (سنن ابن ماجه 4203).

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

هذا الحديث الشريف يخبر صراحة أن الحكمة ضالة المؤمن -كأنها شيء يمتلكه- إن وجدها فهي حقه.

إن الله سبحانه وتعالى قد جعل للأمور ميزانًا تقاس به، فإن لم يستقم المسلم لم يقدر على التوزين بشكل صحيح، والاستقامة لا تحدث دون علم، فالجاهل لا تستقيم له حال ومصيره التخبط والضلال، لهذا كان تعلم أوامر الله ونواهيه فيما يتعلق بكل ما يمر بالمسلم واجب، ومتى التزم المسلم بهذا الواجب أصبحت أعماله منسجمة مع الشريعة الإسلامية ووفق ما يريد الله.

إن الحكمة نور من الله يوجدها المؤمن بترويض نفسه وتعليمها وإجبارها على الالتزام بأوامر الله، فيكون الحكيم إنسانًا تقيًا ملتزمًا ورعًا متمسكًا بما أرشد إليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يحب ما يحبه الله عز وجل ويكره ما يكرهه، يعلم أو يتعلم حكم ما هو مقدم عليه قبل فعله، فيكون قد شكل شخصيته لتكون شخصية إسلامية.

ليست الحكمة كما يُخيل للبعض أنها اجتهاد الرأي غير المبني على العقيدة الإسلامية، فهذا ليس حكمة بل هو عين الجهل، ولو صدر ممّن يدعون أنهم علماء، علينا أن نحذر كل الحذر من أمثال هؤلاء المفترين، الذين يشرعون ما لم يشرعه الله، ويرشدون إلى ما لم يرشد إليه الشرع.

الله نسأل أن يؤتينا الحكمة، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح