Logo
طباعة
مع الحديث الشريف - بالخلافة يعود الملك لأصحابه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

بالخلافة يعود الملك لأصحابه

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيَّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا». (صحيح مسلم 5275).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث يخبر بالأمور العظام، فالرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، قد أخبرنا بأن أمتنا الكريمة أمة الإسلام سوف يبلغ ملكها الأرض وما عليها، ويمتد سلطانها لييسع مشارق الأرض ومغاربها، وهذا بشرى للمسلمين العاملين لإعزاز الدين، أن حكم الإسلام سينتشر في الأرض، وما دامت هذه البشرى من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي إن شاء الله واقعة، وتجعلنا نستبشر الخير كله والأمل الكبير للأمة.

 

لشدة رحمة الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعطفه وشفقته على أمته فقد سأل الله أن لا يهلك هذه الأمة الكريمة، وأن لا يسلط عليهم عدوًا لهم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى سؤاله، بأن لا يسلط علينا أعداءنا، بل سيتسلط علينا من هم منا يذيقوننا الويلات والعذاب. هنا يجب أن ندرك أن الله قد تكفل لنا بأن لا يهلكنا أعداؤنا ولا تكون العاقبة لهم، لكن سيكون لهم أعوان منا وأيادي نجسة تتسلط علينا وتسلبنا كرامتنا، كما أن الرسول الكريم لم يطلب من الله أن يحمينا من أنفسنا لثقته بمن سوف يخلفونه ولثقته بأن للإسلام رجالاً سيصلون الليل بالنهار لإعادة الأمور إلى نصابها، ولن يسمحوا لأن تكون الغلبة لمثل هؤلاء المرتزقة، ونهج الإسلام سوف يغلب، هذا الأمر ليس سهلًا وليس بالمستحيل، وهو واجب لمن أبصر الحق وعلم الهدى واستقصى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام ودار على دربه. فالعمل العمل لإعادة الخلافة على منهاج النبوة، التي تطبق شرع ربنا.

 

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يسير على خُطا الرسول عليه الصلاة والسلام، وممن يستحق نصرك وتمكينك، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 14 نيسان/ابريل 2018

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.