الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - البدع أبعدتنا عن الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

البدع أبعدتنا عن الخلافة

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» (مسند أحمد 16889).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمور حلّت بالأمة بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه يوصينا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بما يجب أن نفعله من بعده، بقوله أن نتقي الله في أنفسنا، والتقوى هي منع النفس ودفعها عن المعاصي التي يقع بها الإنسان اتباعًا للهوى، والتقوى استحضار لغضب الله تعالى، ويوصينا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نطيع الله ونطيع من يطبق شرعه ممن تولى أمور المسلمين، ولو كان مختلفًا عن الرعية من حيث اللون أو العرق أو حتى البلد، فما دام مسلمًا يحكم بالإسلام فله علينا حق السمع والطاعة، لا فرق بين عربي ولا أعجمي... فالحكم بالشرع أمر إلهي جاء للإنسان وليس لعرق أو غيره، أما إن حكم بغير ما أنزل الله فلا سمع له ولا طاعة.  

 

يكمل الحديث أن أمته سوف تشهد من بعده أيامًا سوداء، فيها اختلاف عن زمانه، فيها يكثر الهرج والبدع، فأوصانا بأن نستمسك بسنته صلى الله عليه وسلم، وسنته ليست خاصة بالعبادات دون غيرها أو المعاملات... الخ، بل كل أحكام الإسلام، فكرة وطريقة، وكذلك سنة الخلفاء الراشدين الذين استنوا سنته عليه الصلاة والسلام واتبعوا هديه ونهجه، فأصحابه كالنجوم بهم نهتدي، ونعلم ما خفي عنا من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

في نهاية الحديث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نحن مقبلون عليه من كثر البدع والافتراء على أحكام الله بما لا أصل لها، إنما أصلها الهوى وخواطر بشر غير مهتدين، تركوا لعقولهم حق تقرير الأحكام، فضلوا وأضلوا، وابتعدوا عن جادة الصواب، يلوون أعناق نصوص الله لشرعنة أفكارهم، هؤلاء يوصينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عنهم ونصحهم وإرشادهم، فهذه البدع فيها مهلكة للأمة.

 

عندنا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين، فلماذا نسلك طريقًا غير طريق الشرع الذي سلكوه؟!

 

الله نسأل أن يهدنا الصراط المستقيم، وأن يصلح حالنا، ويقينا شرع البدع، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 20 نيسان/ابريل 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع