بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

لن تسير الأمة إلى الأمام بلا إمام

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». رواه أبو داود برقم 2608.

   قال الخطابي: إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعا ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم الاختلاف، وقال علماؤنا: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين؛ بل لا قيام؛ بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها. وهذا لعمري صحيح؛ إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوجب الولاية في أقل وأقصر الجماعات، جماعة السفر، فكيف بأمة تمتد في طول الأرض وعرضها ولا يكون عليها رأس ولا أمير؟

أيها المسلمون:

   إن حكام الأمة اليوم ليسوا شرعيين، فلا الأمة أمّرتهم، ولا هم وصلوا للحكم من خلالها، فأنظفهم عميل بن عميل جاء على ظهر دبابة غربية، وبدعم من الغرب الكافر تملك البلاد والعباد وأصبح أميرا عليها، يتحكم بها وبمقدراتها، نعم؛ لقد عطل هؤلاء الحكام الدين والشريعة، وطبقوا القوانين الوضعية، ولمن يسأل عن سبب البلاء والفساد الذي ينخر في هذا الجسد، نقول: إن الجسد أصبح بلا رأس، فأنى له أن يسير في الطريق الصحيح؟ وبقاء الأمة بلا رأس كلّفها الكثير الكثير من الويلات، وإن بقاء الأمة بلا إمام لن يمكنها أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام.

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم