ما أحوج المسلمين اليوم إلى طاعة الله والاستقامة على دينه، فإنهم إن فعلوا ذلك هانت الدنيا في أعينهم وصغر شأن الكفار من أمامهم واستسهلوا الصعب، واحتملوا العذاب والصد عن سبيل الله، واستهانوا بوعيد الكفار لوعد الله، ورأوا النصر آتيا لا ريب فيه وتمثل أمام أعينهم، ...
أيُّها الإخوة ُالأكارمُ: من منا لا يُحبُّ أن يُغـَيَّرَ الواقعَ السيءَ الذي نعيشُهُ بوصفِنا مسلمين، وأن نخرجَ من هذهِ المصائبِ والويلاتِ التي تنصبُ علينا من كل حدبٍ وصوب . ...
أيها المسلمون: إن الله فرض عليكم التغيير على الظَّلَمة، ومواجهة المنكر، وهذا يكون بالعمل الحقيقي الذي قام به رسولكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لإقامة دين الله في الأرض لتشرق الأرض بنور ربها وليعمَّ الناسَ نورُ الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقال له: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ}، ...
أيها المسلمون: لِنجعَلَ من إقامَةِ الخلافةِ قضيَتنا المَصيريَة َالتي نبذلُ في سَبيلِهَا النفسَ والنفيسَ، ونفتديها بالمُهجِ والأرواحِ, ولنْ نـَحيدَ عنها قيدَ أنمُلةٍ ما حيينا, امتثالاً لقول الرسولِ الأكرمِ صلى الله عليهِ وسلمَ: (يا عَمُّ: واللهِ لو وَضَعوا الشمسَ في يَميني والقمرَ في يَساري على أن أترُكَ هذا الأمرَ ما تركتـُهُ حتى يُظهـِرَهُ اللهُ أو أهلـَكَ دونهُ).
يا أصحابَ القُوةِ والمنعة : إن مسئوليتكم ليست حماية الحكومات، التي تعمل على مساندة الاستعمار في استعباده لشعوبكم وبلادكم، بل إن واجبكم هو حماية الإسلام وبلاد المسلمين، وضمان أن لا نظام سوى الإسلام يكون حاكما للمسلمين. إننا نطالبكم بإعطاء حزب التحرير النصرة كي نحكم بالإسلام ولا شيء غيره عن طريق دولة الخلافة، وهذا هو الفوز العظيم.
إن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أمراً جازماً مقروناً بالفلاح، للدلالة على الوجوب لأن نكون في أحزاب أو جماعات بمواصفات شرعية محددة، للقيام بعمل شرعي واجب، فقال جل من قائل: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ففي هذه الآية أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين أمراً جازماً أن تكون منهم أمة؛ أي جماعة،
أيها الخليفة: بضع وثمانون عاماً، والأمة الإسلامية لا تحتكم إلى شرع الله وسنة نبيه.
أيها الخليفة: المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينتظرون فأرسل إليه صلاح الدين قائداً لجيشك. ...
أيها المسلمون، ألا تدركون أن هؤلاء الحكام هم حُماةُ عدوكم لا حُماتكم؟ ذلك دون دولةٍ تُحرك جيشاً لقتال كيان يهود فتهزمه وتزيله من الوجود؟
ألا يا أمة الإسلام لقد آن الأوان لتعرفوا عدوكم وتتخذوه خصماً لكم، وبخاصة قادةُ الجيوشِ في بلاد المسلمين والمخلصون من أهل القوة، فإنهم مدعوون لإنقاذ المسلمين من طغيان العملاء، وإزاحةِ نفوذِ أسيادِهم من الكفار بتحرير البلاد من كافة أشكال الاستعمار: العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي؛ لذا فإننا ندعوكم جميعاً للعمل معنا لاستئناف الحياة الإسلامية في حكم خلافة راشدة على منهاج النبوة ـ أظل زمانها بإذن الله تعالى ـ والله ناصر دينه ومظهر عباده المخلصين.
يا بارقاتُ أَطلّي *** سُلّي سيوفَك، سُلِّي
...
