الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قرارات الأمم المتحدة لا تساوي الحبر الذي كتبت به

 

الخبر:

 

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فجر يوم 14/06/2018 بأغلبية كبيرة، قراراً يدين كيان يهود بسبب استخدامه القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث لقي مشروع القرار الذي طرحته الدول العربية وعارضته أمريكا، تأييد 120 دولة ومعارضة ثماني دول فقط بينما امتنعت 45 دولة عن التصويت. فيما استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء مشاركته في مسيرة العودة في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

 

ويدين القرار الاستخدام "المفرط وغير المتكافئ والعشوائي للقوة من قبل القوات (الإسرائيلية) ضد المدنيين الفلسطينيين". والذي أدى إلى استشهاد 129 فلسطينيا على الأقل برصاص يهود خلال الاحتجاجات التي بدأت في نهاية آذار/مارس على الحدود بين قطاع غزة وما احتل من فلسطين عام 48.

 

التعليق:

 

عار أن يستمر هذا الغباء السياسي من قبل كافة الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين سواء منهم العرب أو العجم، وشنار أن يستمرئ هؤلاء الحكام على التبعية السياسية لدول الغرب، ولا شك أنه نوع من الحماقة أن يعاود هؤلاء الحكام الطلب من الأمم المتحدة سواء مجلسها العمومي أو مجلس الأمن ويكرروا استجداء الدول الكافرة أن تحمي المسلمين وتدافع عنهم.

 

أليس في هذه الزمرة المارقة رجل رشيد، أليس فيهم غيور واحد على دماء المسلمين، بل أليس فيهم نصف رجل يدرك بنصف عقله أن الأمم المتحدة بكل هيئاتها وكل منظماتها لا تقدم للمسلمين أية خدمة، بل إنها لا تنفع حتى المستضعفين من الكفار في جنوب أمريكا أو أفريقيا أو آسيا ما دامت مصالح القوى العظمى مضمونة مكفولة على حساب الشعوب المغلوب على أمرها، فهذه الدول الظالمة متحكمة بكافة أطراف الهيئة ماليا وسياسيا وعسكريا ولا تسمح لأي قرار أن ينفذ ما دام فيه تهديد لمصلحة إحدى هذه القوى المتغطرسة التي تسمى دائمة العضوية في مجلس الأمن.

 

كم من قرار تم تفنيده بحق الفيتو الجائر وكم من جلسات باءت بالفشل بسبب هذه الدول رغم شهادة بقية دول العالم بأغلبيات ساحقة وتصويتها على قرارات لم تر النور إلا إذا كانت في مصالحهم وضد المستضعفين من شعوب العالم؟!

 

القائمة طويلة والتاريخ يشهد بذلك وكل من له عين أو عقل أو إحساس يدرك ذلك.

 

ألم يئن الأوان للعالم بأسره أن يقف وينبذ هذه الهيئة ويجعلها ركاما فوق رؤوس أصحابها والقائمين عليها ظلما وجورا، ويقيم بدلا منها هيئة تجعل العدل والمساواة أساس العلاقات بين الشعوب، وتحل مشاكلهم وقضاياهم على أسس التوافق والتواصل والتعارف؟

 

نعم إن ذلك ممكن إن قامت هذه الشعوب ونبذت حكامها العملاء وأخرجت بلادها من دائرة التبعية ورعت مصالحها بنفسها دون ارتباطات سياسية أو اقتصادية، وخاصة وأن بلاد هذه الشعوب المستضعفة هي أحد اثنين أو كلاهما، إما مُوَرِّد للخامات إلى الغرب أو مستهلك لسلعه، وفي حال استعادة الشعوب لسلطانها فإنها تستطيع التعامل مع هذه الدول على أساس تساوي المصالح وتفرض نفسها بقوة على هذه الدول المستعمرة. ونخص بالذكر هنا تلك الشعوب التي تحمل مبدأ ربانيا يجمعها ويوحد كلمتها فتصبح بهذه الوحدة دولة عظمى تنافس وتزاحم هذه الدول الجائرة لتنشرَ العدل بين الناس ويعمَّ الخير بعد هذا الظلم والتعسف والجبروت.

 

هذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي وعدنا الله سبحانه وتعالى بها، والتي بشر بها الرسول الأكرم محمد e، فإلى العمل إلى إقامتها وتقوية أركانها ندعوكم أيها المسلمون، فبها وحدها ينتصر الحق ونحافظ على كرامتنا وهيبتنا بين الأمم، ونعيد العزة لأهلها وليس بالقرارات التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به في هيئة الأمم.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 17 حزيران/يونيو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع