الأربعاء، 15 شوال 1445هـ| 2024/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
"الأطفال لخدمة الأموال" مثال آخر على أن الأرباح الرأسمالية يتم تقديمها على الأخلاق الإنسانية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"الأطفال لخدمة الأموال"

مثال آخر على أن الأرباح الرأسمالية يتم تقديمها على الأخلاق الإنسانية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في الثامن من تموز/يوليو، نشرت صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس الأمريكي أحدث صفقة لإطلاق مشروع يهدف إلى عرقلة قرارات الأمم المتحدة لدعم الرضاعة الطبيعية على المستوى الدولي، والتي تعتبر الوسيلة الفضلى لتغذية الأطفال حديثي الولادة. حاول وفد أمريكا، والذي يحتضن مصالح مصنّعي حليب الأطفال "تخفيف القرار" عن طريق إزالة ما تفرضه الحكومات من كتابة عبارات تدعو إلى "حماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية" على الإعلانات المروجة للمنتجات وطرق التغذية البديلة والتي أثبتت الدراسات آثارها السلبية على صحة وتطور الأطفال حديثي الولادة.

 

التعليق:

 

إن الحطام اللاإنساني الوحشي للفكر الرأسمالي واضح بشكل تام في هذا المثال السياسي، حيث إن أمريكا تحت تعليمات الرئيس ترامب المباشرة، تسعى لفرض عقوبات اقتصادية وضغوطات دبلوماسية على تلك الدول التي تدعم فكرة الرضاعة الطبيعية. ولقد كانت الإكوادور أول بلد يوضع في مرمى النيران الأمريكية، حيث صرحت واشنطن بشكل لا لبس فيه أنها ستطلق العنان "لمعاقبة النظم التجارية وسحب المساعدات العسكرية الحيوية". ونتيجة لذلك، تعرضت الحكومة الإكوادورية للتخويف لتغيير موقفها بسرعة واتبعت خط التعليمات الأمريكي. هذا التكتيك المتمثل في استخدام قناع ديمقراطي في الوقت الذي تستخدم فيه أقصى التدابير الديكتاتورية ضد أي كيان يتحدى مصالحها هو الاستراتيجية النموذجية لجميع الدول الرأسمالية الموجودة. ونتيجة لذلك، يمكننا دائمًا أن نتوقع أن قيمة الحياة وصحة الإنسان ومصالح الناس (حتى كبار السن والرضع) ستكون دائمًا تضحيات لتحسين المكاسب المادية والقوة السياسية، لأن هذه هي "الآلهة" التي يقدسونها على جميع المسائل الأخرى. إن الدول التي واجهت غضب أمريكا جعلت قضيتها معروفة ولكن "طلبت عدم ذكر اسمها لأنها تخشى الانتقام الأمريكي".

 

إن الأساليب نفسها التي تنتقد الدول الديمقراطية غيرها بها والتي تسمى دول العالم الثالث غير المتحضرة هي نفسها الأساليب التي تستخدمها بشكل متكرر من أجل الحصول على مزايا تخدم المصالح الوطنية. هذا النفاق واضح منذ بداية الرأسمالية وبغض النظر عن الادعاءات الإصلاحية، سيبقى هذا النفاق دائماً في قلب ما تقدمه الرأسمالية للبشرية.

 

فعندما نقارن هذا مع سياسات الإسلام العادلة والإنسانية، يمكننا أن نرى اختلافًا كبيرًا بين نظامي الحياة وكيف يتفق نظام الإسلام مع طبيعة البشر ويرفع مستوى تقدمهم. فالإسلام لا يقبل هيمنة النخبة القليلة على حساب إخضاع بقية العالم. إن أي منطقة قبلت العيش في ظل حكم الخلافة كانت دائمًا أفضل في كل جانب من جوانب مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية. حتى بعد أن تم التخلي عن الإسلام كنموذج سياسي، ظل الناس مسلمين وظل تأثير الإسلام الإيجابي مثالًا يُحتذى به بعد مئات السنين، ويسعون إليه مرة أخرى.

 

إن الأجندة الاستعمارية لأوروبا وأمريكا ليس لها مثل هذه المكانة، فأي دولة تعاملت مع هذه الأجندة، قد عانت فقط من أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان، ومن تجريد أراضيها ونهب مواردها. في الماضي واليوم يتم الاستخدام المتعمد للحرب والمجاعة بشكل متسلسل كأسلحة للسيطرة، حتى تحتفظ الدول الرأسمالية بالسيطرة على الآخرين عن طريق الخوف والقوة، ولا يتم استخدام هذا المنهج من قبل الناس الذين يرون النجاح الأخلاقي والاجتماعي لتلك الطرق في الحياة...

 

نسأل الله تعالى أن يعيد نظام الحكم الإسلامي مرة أخرى إلى البلاد الإسلامية بحيث تتم إزالة السياسات الليبرالية الديمقراطية والسياسات الرأسمالية الخانقة من الوجود، بحيث يتحرر العالم من السيطرة الفاسدة للقوانين الموضوعة من البشر.

 

إن الله سبحانه وتعالى يصف حكم الإسلام بأنه حكم نقي وعادل فهو موضوع من خالق الناس ولا يخدم أي مصلحة أنانية أخرى. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

 

من هذا يمكننا أن نرى أنه فقط وبعودة الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ستخدم مصلحة جميع الناس الصغار والكبار.

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

آخر تعديل علىالأحد, 22 تموز/يوليو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع