الأربعاء، 15 شوال 1445هـ| 2024/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغطرسة جزء من النظام الديمقراطي (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغطرسة جزء من النظام الديمقراطي

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 9 أيار/مايو 2019، أدلى رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في تنزانيا، الدكتور الأسقف فريدريك شو، بتصريحات قوية ألقى فيها باللوم على غطرسة الزعماء السياسيين في خدمتهم اليومية لعامة الناس.

 

التعليق:

 

أدلى الدكتور بيشوب شو بهذا التصريح في مراسم جنازة رجل الأعمال والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة IPP ريجينالد مينجي في موشي، شمال تنزانيا، حيث قال: "... أحذر الأشخاص الذين عهد إليهم بالسلطة، وخاصة القادة الشباب، من التعجرف. يجب أن تتواضعوا وأن تعاملوا الجميع باحترام... توقفوا عن أن تكونوا مغرورين. توقفوا عن التصرف وكأنكم ستعيشون إلى الأبد. كان مينجي غنياً، لكنه بقي متواضعاً".

 

أثارت تصريحات الأسقف نقاشاً وطنياً وخاصة في وسائل التواصل التي تعكس الواقع السياسي الحالي لحكم تنزانيا. وقد صفق الكثيرون لهذه التصريحات باعتبارها خطوة شجاعة وجريئة لمعالجة ثقافة الغطرسة التي يعتقد أنها سائدة في حكم البلاد.

 

ومع ذلك، يجب أن يكون مفهوما بأن المبدأ الديمقراطي الرأسمالي مبني على الغطرسة ومنتِج لها، وهذا يستلزم توسيع دائرة وعي عامة الناس في عدم حصر مسألة الغطرسة في أفراد معينين بل بالنظام ككل.

 

إن المبدأ الرأسمالي واهن ولا يمكنه الدفاع عن نفسه سواء بالحجج الدينية أو المنطقية، وبمعنى آخر فإنه يعاني من الإفلاس الفكري، والأداة الوحيدة المستخدمة من أجل البقاء هي الغطرسة والقوة والتهديد.

 

إن العلمانية، التي هي أساس أو قاعدة تقوم عليها الرأسمالية، فكرة غير مقنعة وغير منطقية، لأنها تقوم على تهميش دور الخالق من الناحية السياسية وتقيد العقيدة في منطقة ضيقة في دار العبادة. كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنا، أن تنتزع سلطة الخالق من مخلوقاته؟! كما أن الغطرسة الرأسمالية تجنبت من البداية المناقشة البناءة في وجود الخالق، وانتقلت بدلاً من ذلك إلى حل وسط، تاركة جانباً السؤال الحيوي عن وجود الخالق. ونتيجةً لذلك، فرضت على البشرية أفكاراً ركيكة عن العلمانية، واقتصاد الخصخصة، والسياسة الديمقراطية، ومفهوم "الحريات"، التي جلبت جميعها كوارث غير مسبوقة للبشرية.

 

في الجانب الآخر، يتعين على الداعية الإنجيلي الدكتور شو أن يضع في اعتباره بأن النصرانية لا تملك حلا ذا احترام لمشاكل الجنس البشري لأنها ديانة روحية خالية من أي حل سياسي واقتصادي واجتماعي للبشرية. ويبدو أن كل تحرك يقوم به زعماء نصرانيون لحساب القادة الديمقراطيين ليس سوى من أجل إسناد هذا المبدأ.

 

على عكس ذلك، فإن الإسلام هو المبدأ الكامل والشامل الذي يقدم حلولاً لكل جوانب الإنسانية، كونه عقيدة اجتماعية واقتصادية وسياسية... علاوة على ذلك، يعتبر الحكم في الإسلام جزءاً من العبادة وترتبط أيضاً بالآخرة وكذلك التكليف الذي يُلزم الحاكم بالتواضع مع الناس، وتحاشي كل ميل نحو الغطرسة. لا يستطيع كل واحد أن يكون قائدا ببساطة بل يتعلق الأمر بالتقوى والعلم وامتلاك المهارات والقدرات.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

آخر تعديل علىالسبت, 18 أيار/مايو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع