الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية - من هدي القرآن والسنة - محمد النادي - 13

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الرسالة الثالثة عشرة

ذكرى فتح عمورية على يد المعتصم

(3)

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الثالثة عشرة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، نتابع معكم فيها الحديث عن (القسم الثالث) من: "ذكرى فتح عمورية على يد المعتصم".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

ثم فرَّق المعتصم جيشه ثلاث فرق: الميمنة والميسرة والقلب، وجعل بين كل عسكرين فرسخان، وأمر كلَّ أمير أن يجعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبا ومقدمة وساقة، وأنهم مهما مروا عليه من القرى حرَّقوه وخرَّبوه وأسروا وغنموا، وسار بهم كذلك قاصداً إلى عمُّورية، وكان بينها وبين مدينة أنقرة سبع مراحل، فأول من وصل إليها من الجيش أميرُ الميسرة ضحوة يوم الخميس، لخمس خلون من رمضان من هذه السنة، فدار حولها دورة، ثم نزل على ميلين منها، ثم قَدِم المعتصم صبيحة يوم الجمعة بعده، فدار حولها دورة، ثم نزل قريبًا منها، وقد تحصن أهلها تحصنًا شديدًا، وملئوا أبراجها بالرجال والسلاح، وهي مدينة عظيمة كبيرة جدًا ذات سور منيع، وأبراجٍ عاليةٍ كبارٍ كثيرةٍ!

 

وقسَّم المعتصم الأبراج على الأمراء، فنزل كل أمير تجاه الموضع الذي أقطعه وعينه له، ونزل المعتصم قبالة مكان هناك قد أرشده إليه بعضُ من كان فيها من المسلمين، وكان قد تنصر عندهم وتزوج منهم، فلما رأى أميرَ المؤمنين والمسلمين رَجَعَ إلى الإسلام، وخرج إلى الخليفة فأسلم، وأعلمه بمكانٍ في السور كان قد هدمه السيل، وبُني بناءً ضعيفاً بلا أساس، فنصب المعتصم المجانيق حول عمُّورية، فكان أولَ موضعٍ انهدم من سورها، ذلك الموضعُ الذي دلَّهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخُشُبِ الكبار المتلاصقة، فألحَّ عليها بالمنجنيق، فجعلوا فوقها البرادع ليردُّوا حِدَّة الحجر، فلم تغن شيئاً، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسَّخ، فكتب نائب عمُّورية إلى ملك الرُّوم يعلمه بذلك، وبعث ذلك مع غلامين من قومهم.

 

فلما اجتازوا الجيش في طريقهما أنكر المسلمون أمرهما فسألوهما: ممن أنتما فقالا: من أصحاب أمير سموه من أمراء المسلمين، فحُملا إلى المعتصم فقررهما فإذا معهما كتاب من نائب عمُّورية إلى ملك الروم يُعلمه بما حصل لهم من الحصار، وأنه عازم على الخروج من أبواب البلد بمن معه بغتة على المسلمين، وعلى مناجزتهم القتال، كائنا في ذلك ما كان.

 

فلما وقف المعتصم على ذلك، أمر بالغلامين فخلع عليهما من عطاياه، فأسلما من فورهما، فأمر الخليفة أن يطاف بهما حول البلد، وأن يوقفا فينثر عليهما الدراهم والخلع، ومعهما الكتاب الذي كتبه نائب البلد إلى ملك الروم، فجعلت الروم تلعنهما وتسبهما. ثم أمر المعتصم عند ذلك بتجديد الحرس والاحتياط والاحتفاظ من خروج الروم بغتة، فضاقت الروم ذرعا بذلك وألح عليهم المسلمون في الحصار، وقد زاد المعتصم في المجانيق والدبابات وغير ذلك من آلات الحرب.

 

ولما رأى المعتصم عمق خندقها وارتفاع سورها، أعمل المجانيق في مقاومة السور، وكان قد غنم في الطريق غنماً كثيراً جداً، ففرقها في الناس، وأمر أن يأكل كل رجل رأساً، ويجيء بملء جلده تراباً فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من الأغنام. ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقاً ممهداً، وأمر بالدبابات أن توضع فوقه، فلم يحوجه الله إلى ذلك. وللحديث بقية.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ  وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالسبت, 18 أيار/مايو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع