الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تصاعد الصراع الإيراني الطاجيكي

 

(مترجم)

 

 اتهمت وزارة الداخلية في طاجيكستان إيران بتمويل الإرهابيين خلال الحرب الأهلية في البلاد. "إن جرائم القتل بحق السياسيين والعلماء والصحفيين المعروفين في طاجيكستان قد ارتكبت بدعم مالي من طهران وبناءً على تعليمات من نائب وزير الدفاع السابق في طاجيكستان عبد الحليم نزار زودا" - هذا ما تم عرضه في الفلم الوثائقي الذي عرض على التلفزيون الطاجيكي مساء يوم 8 آب/أغسطس.


وقال راديو أوزودي "إن وزارة الداخلية الطاجيكية أعلنت عن إنتاج هذا الفلم على أساس اعترافات تم الحصول عليها خلال التحقيق مع ثلاثة من أنصار الجنرال عبد الحليم نزار زودا".


ولتوضيح أسباب الهجوم الإعلامي الذي قامت به سلطات طاجيكستان على إيران التي كانت تعتبر دائما أقرب حليف لرحمون والتي لها علاقات وثيقة في العديد من المناطق، يجب مراعاة ما يلي:


1) العلاقات الوثيقة بين البلدين تشكلت مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما كانت إيران، كدولة أجنبية، أول من اعترف باستقلال طاجيكستان وفتحت سفارتها في ذلك البلد. وعلاوة على ذلك، تطور التعاون بين البلدين بسرعة، وأثناء الحرب الأهلية أعلنت السلطات الإيرانية الحاجة إلى استعادة السلام والوئام في طاجيكستان. وفي خريف عام 1994 في طهران، وقعت الأطراف المتنازعة - حكومة طاجيكستان والمعارضة الطاجيكية الموحدة - اتفاقا لوقف إطلاق النار، تم تمديده بعد ذلك عدة مرات.


2) بعد تحقيق السلام بين المعارضة والسلطات الحالية في عام 1997، وبدعم من طهران، بدأ تدفق الاستثمارات الإيرانية، وكان التعاون الاقتصادي بين البلدين ينمو بسرعة من سنة إلى أخرى. وكان حجم الاستثمار الإيراني الأكبر منذ فترة طويلة. وقال رئيس لجنة أملاك الدولة في طاجيكستان دلاتالي سيدوف في عام 2011: "إن أكبر مستثمر في الاقتصاد الطاجيكي اليوم، كما هو الحال في العام الماضي، لا يزال إيران، التي كانت حصتها من الاستثمارات في اقتصاد بلادنا للربع الأول من هذا العام 97.4 مليون دولار". وفي الفترة من 2007 إلى 2012، استثمرت إيران أكثر من مليار دولار في الاقتصاد الطاجيكي.


وبالإضافة إلى ذلك، أيد الرئيس رحمون البرنامج النووي الإيراني، قائلا في عام 2010 "نحن نؤيد البرنامج النووي السلمي الإيراني على جميع المستويات كشريك استراتيجي" (RBC 4 كانون الثاني/يناير 2010). وكانت إيران، بدورها، قد وقفت مع طاجيكستان في العام نفسه، مهددةً أوزبيكستان بتجميد حركة القطارات الأوزبيكية عبر إيران حتى تسمح طشقند للشاحنات بالمرور عبر طاجيكستان بسلام.


3) استمرت العلاقات الوثيقة بين الدول حتى اعتقلت السلطات الإيرانية الملياردير الإيراني باباك زاندزاني بتهم اختلاس مليارين و60 مليون يورو من أموال الموازنة التي تخص وزارة النفط الإيرانية. وفي شباط/فبراير 2014، أمر ونظم الرئيس الإيراني حسن روحاني بنفسه التحقيق في سرقة أموال الميزانية التي أدارت العمليات المتعلقة بباباك. ووفقاً للجانب الإيراني، فقد تم سحب هذه الأموال من خلال المصرف الوطني لطاجيكستان، هذه المعلومات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية في آب/أغسطس 2014 بالاستناد إلى وزير صناعة النفط في إيران بيزان نمدار زانغاني. وكانت هذه بداية هبوب الرياح الباردة على العلاقات بين طاجيكستان وإيران.


ولكن وفي وقت لاحق اشتد الصراع عندما دعت إيران في عام 2015 زعيم حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان محي الدين الكبيري إلى مؤتمر يسمى "الوحدة الإسلامية" إلى جانب وفد من طاجيكستان برئاسة المفتي الأعلى صدموكارم عبدلكودرزودا. وعلاوة على ذلك، ففي القاعة التي عقد فيها المؤتمر، كان المفتي يجلس إلى جانب الكبيري، الذي كان موجوداً في الوقت ذاته تحت التحقيق الطاجيكي. واعتبر هذا الحدث في طاجيكستان "خطوة غير ودية، وعدم احترام لطاجيكستان"، وتم تسليم مذكرة احتجاج إلى السفير الإيراني. ووصف رئيس مجلس العلماء في طاجيكستان إيران بأنها "شريك مع الإرهابيين".


بعد كل ذلك، قيدت طاجيكستان استيراد السلع الإيرانية، وبدأت الشركات الإيرانية الكبيرة والصغيرة بغلق أبوابها في البلاد، وتوقف إصدار تأشيرات بشروط تفضيلية لأهل إيران في مطار دوشنبيه. وانخفض حجم التجارة بين هذين البلدين إلى 292 مليون دولار في عام 2013 وإلى 114 مليون دولار في عام 2016.


ذكرت وكالة أفيستا في 31 تموز/يوليو 2017 بالاستناد إلى وزير النقل في طاجيكستان خدويور خدورزودا أن إيران تمول 20% فقط من المبلغ الإجمالي للأموال التي وعدت بها لتطوير التقييم الاقتصادي لبناء القسم الطاجيكي من مشروع السكك الحديدية من المشروع الدولي "كاشغار هيرات".


4) أجبر تباطؤ العلاقات بين البلدين، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الحالي في طاجيكستان، أجبر نظام رحمون للبحث عن مستثمرين جدد لدعم اقتصاد البلاد وتنفيذ عدد من مشاريعها، بما في ذلك استكمال محطة روجون للطاقة الكهرومائية. وأثناء البحث عن المستثمرين الجدد، جاءت طاجيكستان بالقرب من السعودية، مع السلطات التي عقدت معها السلطات الطاجيكية العديد من المحادثات. ووفقاً لخدمة الصحافة لرئيس طاجيكستان في 22 تموز/يوليو 2017 فقد أجريت محادثة هاتفية، لم يتم الإبلاغ عن تفاصيل المحادثة، بين رحمون وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود.


ما هي أسباب اتهامات التلفزيون الطاجيكي لطهران؟ الجواب على ذلك هو:


في 5 آب/أغسطس 2017، تولى الوفد الطاجيكي بقيادة وزير الطاقة والموارد المائية أوسمونيالي أوزمونزودا المشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام الطاجيكية لم تقل شيئاً عن تفاصيل الزيارة التي قام بها الوفد الطاجيكي لإيران، في حين أفادت وكالة مهر الإيرانية في 6 آب/أغسطس بأن اجتماعاً عقد بين أوزمونزودا ووزير الطاقة الإيراني الحميد تشيتشيان. وفي مساء 8 آب/أغسطس وعلى تلفزيون الدولة الطاجيكية، كان هناك فيلم وثائقي اتُّهمت فيه إيران بتنظيم عمليات اغتيال شخصيات عامة بارزة في طاجيكستان في التسعينات، أثناء الحرب الأهلية وبعدها.


وبالتالي، يمكن الافتراض أن رحمون لم يتمكن من جذب الاستثمارات الإيرانية لتنفيذ عدد من المشاريع، وبعد ذلك فقد الجانب الطاجيكي أخيراً الأمل في إيران كمصدر للاستثمار. وحدث كل ذلك خلال زيارة الوفد الطاجيكي في 5 آب/أغسطس إلى إيران. ولذلك، فإن سبب عرض الفيلم المناهض لإيران هو أن تظهر طاجيكستان لمنافسي إيران الإقليميين أنها تشاجرت مع إيران، وهي مستعدة للتعاون مع الدول العربية.


ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى أن المال من البلدان العربية ليس له آفاق بعيدة المدى لطاجيكستان، وبالتالي العلاقات مع إيران يمكن أن تتغير جذرياً مرة أخرى في أي لحظة إذا وجدت المناسبة الملائمة.


لقد نهب النظام العلماني المتوحش في طاجيكستان البلد منذ فترة طويلة، وحكم على الشعب بالفقر. باع رحمون وعائلته البلاد للأجانب، فقد باع الأرض وثرواتها للصينيين، وباع شعبه للعبودية الروسية.

 

والآن، وعلى غرار الطغاة الفاسدين، فهو غير قادر على التعامل مع الاقتصاد، ينتقل متشنجاً إلى الاستثمارات الدولية والقروض وإصدار السندات الحكومية دون إمكانية الرجوع. أي أنه اتضح أن محور دوران سياسة طاجيكستان الخارجية هو محاولة بائسة ومخزية للطاغية رحمون أن يتسول من البلدان الغنية للحصول على المزيد من المال لإطالة عمر نظامه. ألا يشعر هذا الحاكم بالخجل من نفسه؟ نسأل الله أن يرد كيده في نحره.


إلى أي مدى سيتحمل المسلمون أولئك الحكام؟

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمر فارسي

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع