الحلّ الوحيد لقضية فلسطين ومشاكل الأمة الإسلامية

كما هو معلوم فإن الغرب المستعمر يستخدم أساليبه الشيطانية لإبقاء الأمة الإسلامية وبلادها في ربقة الاستعمار. ومن هذه الأساليب أسلوب الإلهاء. يريد الغرب بهذا الأسلوب صرف الأمة عن قضاياها المصيرية وتوجيهها إلى الصراع الرخيص؛ لأن هذا الصراع يخدم مصالح الغرب. فإن هذا الصراع لا يؤدي إلى الحل الجذري الصحيح الذي يحرر الأمة من براثن الغرب المستعمر ويقضي على معاناة الأمة، بل يبقي الأمة في ربقة الاستعمار. ولتحقيق هذا يستخدم الغرب هذا الأسلوب بواسطة الحكام العملاء في بلاد المسلمين وبواسطة المنظمات العميلة ووسائل الإعلام المرتزقة وعلماء السلاطين. فلنأخذ مثلا المجزرة التي ارتكبها كيان يهود في قطاع غزة مؤخرا. فقد نشرت وكالة أنباء إنترفاكس عن هذه الإبادة الخبر التالي:

"بعد الاشتباكات التي وقعت في الحدود بين كيان يهود وقطاع غزة والتي قتل فيها 57 شخصا من أهل فلسطين أعلِن في تركيا الحداد لمدة ثلاثة أيام. أُعلِن هذا الحداد في 15 أيار/مايو بقرار من رئيس تركيا رجب أردوغان. وقال أردوغان: نعلن الحداد الذي يدوم ثلاثة أيام كعلامة للتضامن مع إخواننا الفلسطينيين. ووصف زعيم تركيا كيان يهود بالدولة الإرهابية. يذكر أن هذه الاشتبكات وقعت في يوم الاثنين خلال الاحتجاجات ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وقد قتل خلال الاضطرابات 58 شخصا من الفلسطينيين وجرح 2100 شخص".

ونشرت وكالة أنباء الأناضول الخبر التالي:

"وفي يوم الثلاثاء طلبت تركيا من سفير كيان يهود أن يغادر البلاد وذلك بعد الاشتباكات "التي وقعت على حدود غزة بين الفلسطينيين وجنود كيان يهود والتي أدت إلى مقتل 58 شخصاً من الفلسطينيين. وحسب المصادر فإن وزارة الخارجية التركية استدعت سفير كيان يهود إيتان ناييخا وأخبرته بأن مغادرته البلاد "لبعض الوقت" ستكون مناسبة. يذكر أنه في 14 أيار/مايو نقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وذلك بعد اعتراف دونالد ترامب في شهر كانون الأول/ديسمبر في العام الماضي القدس كعاصمة لكيان يهود. وأدى نقل السفارة إلى اشتباكات كثيرة على الحدود بين قطاع غزة وكيان يهود. في هذه الاشتباكات قتل 58 شخصا من الفلسطينيين وجرح آلاف، حيث أطلق جنود كيان يهود عليهم النار. أصغر الضحايا كان الطفل الذي وُلد قبل ثمانية أشهر".

ونشرت وكالة أنباء تاس الروسية الخبر التالي:

"أعرب رئيس تركيا طيب أردوغان عن أمله في مقاطعة دول منظمة التعاون الإسلامي سلع كيان يهود، وأنقرة أيضا تنوي اتخاذ إجراءات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة. وحسب قناة خبر ترك قال رئيس تركيا بعد سفره إلى البوسنة والهرسك، قال للصحفيين: "نحن اتخذنا القرار في نطاق منظمة التعاون الإسلامي بأن نوصي أعضاء هذه المنظمة بمقاطعة سلع كيان يهود وأنا أعرب عن أملي في فرض الحظر من قبل أعضاء هذه المنظمة وبالنتيجة يتم الحد من شراء أي سلعة من كيان يهود".

أهكذا تعالج المشكلات؟!! أهكذا تعالج قضية فلسطين؟! أهكذا عالج صلاح الدين الأيوبي قضية القدس عندما حررها من الصليبيين؟! أهكذا كان سيعالج محمد الفاتح القضية المصيرية؟! لا، وألف لا!! لا تعالج قضايا الأمة بدموع التماسيح وبإعلان الحداد والمقاطعة! إنما تعالج بتحريك جيوش المسلمين ضد أعداء هذه الأمة من كيان يهود وأمريكا وأوروبا وغيرها... ولكن أنى للحكام العملاء الجبناء أن يفعلوا هذا؟!! فما الهدف إذاً من إعلان الحداد والمقاطعة؟ الهدف هو إطفاء غضب الأمة بأسلوب التنفيس! لأن الغرب يخشى من نهضة الأمة. لذلك يستخدم أساليبه ومن بينها أسلوب الإلهاء أيضاً.

نعم، لا تعالج قضية فلسطين وقضايا الأمة الأخرى بإعلان الحداد وبمقاطعة السلع وبالاحتجاج. وإنما تعالج بالحل الجذري. والحل الجذري بيّنه الإسلام وهو استئناف الحياة الإسلامية وتطبيق أحكام الإسلام في كل المجالات: في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم... وهذا لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وعلى الأمة أن تدرك هذا. وعلى الأمة أن تدرك مصدر الداء أيضاً. ومصدر الداء، بل الداء هو هؤلاء الحكام العملاء للغرب والمنظمات العميلة كمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. يحاول الغرب بواسطة هؤلاء العملاء منع عودة الإسلام إلى الحياة. ولتحقيق هذا الهدف يحاول الغرب تشويه صور الرجال الذين يدعون إلى إقامة الخلافة وإلى استئناف الحياة الإسلامية بإلصاق تهم (الإرهاب) و(التطرف) بهؤلاء الرجال. لذلك يجب على المسلمين وخصوصا جيوش المسلمين أن يدركوا هدف الغرب القبيح هذا. عليهم أن يدركوا بأن الحل الجذري الصحيح هو تطبيق الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة. فهذا هو الحل الوحيد. لأن الخلافة لن تعالج فقط قضية الأرض المباركة فلسطين بل ستعالج أيضا كل قضايا الأمة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود الأوزبيكي