الخميس، 16 شوال 1445هـ| 2024/04/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

2018/6/30

 

 

جريدة أخبار اليوم: حزب التحرير... الإسلام لن يؤتى من قبلكم...

 

 

 

1- علاقتي بحزب التحرير الإسلامي ولاية السودان باعتباره تنظيماً سياسياً بدأت منذ بداية هذه الألفية حيث سمعت به وكان ذلك في محاضرة مشهودة عبر كفاف معلومات... وانتهى الأمر بانتهاء المحاضرة وذهب كل في سبيله ضرباً في الأرض... الحزب وأنا.

 

2- ثم تكررت هذه العلاقة عبر كتاب قرأته وهو لمؤلف سعودي وكان عبارة عن موسوعة تتحدث عن الحركات الإسلامية والأحزاب المشابهة التي نشأت بعد وأد الخلافة الإسلامية في بداية عشرينات القرن المنصرم وتناول هذا الكتاب مسيرة هذه التكوينات عبر الأفكار والبرامج والتأسيس وما إلى ذلك مما يرتبط بهذه الأحزاب وكان الحديث حول حزب التحرير وافراً ومذخوراً بالمعلومات وعرفت عنه بعض ما أريد منها.

 

3- لم يدر بخلدي البتة أنه سيأتي يوم وتكون لي صلات وقربى مع قادة هذا الحزب على مستواها الأعلى ولكن الله قيض لي وعبر مهنتي الصحافية أن تكون لي بهم علاقة حيث بدأت في أولها ذات طابع رسمي ومن خلال الإفادات والتصريحات الصحفية وما تربطنا به إدارة الإعلام بالحزب من نشرات وبيانات وتقارير حول مجمل أوضاع الساحة السياسية داخليٱ وخارجيآ... وأكاد أجزم ومن خلال ممارستي للإعلام باعتباره مهنة وعلى الصحفي أن يسابق فيها الأحداث قراءة وتوقعاً وتحليلاً وتفسيراً وتقريراً لم أجد حزباً سودانياً يبدي رأيه وبصورة فورية حول الأحداث كما يفعل حزب التحرير الإسلامي... فنشراتهم وتقاريرهم تصلني بصفة شخصية وراتبة بصورة شبه يومية وكثيرآ ما مدتني بالمعلومات وما أجهله حول كثير من القضايا والأحداث، وأضف لذلك صحيفتهم الراتبة الراية والتي تصدر مركزيآ ويكتب فيها كتاب من شتى أنحاء العالم وينضوي تحتها بعض من عضوية الحزب بالسودان.

 

4- بدأت علاقتي بالحزب بصفة شخصية عبر الناطق الرسمي بولاية السودان الأستاذ إبراهيم عثمان أبو خليل... والرجل مع مهامه الجسام وأعبائه الكبيرة ووقته الثمين ما ذهبت إليه إلا ووجدت الفرصة والجلوس معه والإفادة والتصريح حول ما أود وكثيراً ما كان تحليله صائباً ومنطقياً ويتسم بالواقعية والصدق والتفاعل.

 

5- إمتدت العلاقة إثر ذلك بالأخ الكريم الأستاذ عصام أتيم وتبعتها للأخ المهذب الإنسان محمد جامع أبو أيمن والشيخ أبو رضا وجل قيادات الحزب بمركزهم العام.

 

6- جلسنا يوماً بعد تحديد زمان مع الناطق الرسمي للحزب وكنا مجموعة شباب بدأنا فكرة وكان من أولى خطواتها الجلوس مع القيادات في البلد بكافة مستوياتها... حدثنا الرجل عن الخلافة الإسلامية ورؤيتهم وفلسفتهم لها وماذا يأملون من ورائها ولماذا جعلوها قضيتهم المركزية فكان الرجل يتحدث بفكر ثاقب ورؤية واضحة وأمل أوضح حول تحقيق هذا الهدف المرجو لديهم، ودار الحديث بعدها حول الشأن العالمي والعربي والإسلامي والسوداني من ناحية تاريخية فكان الرجل حاضر الذاكرة ومؤرخاً لكثير من الأحداث، ورمانا في جلستنا تلك بأمهات أكباد المعلومات والتي كنا نجهلها ولم نسمع بها، وامتدت هذه الجلسة لزهاء الثلاث ساعات، لم يمل الرجل من حديثنا وجلستنا معه وكان يفيض حيوية ونشاطاً وهو يحادثنا.

 

7- أعيب على كثير من الأحزاب والجماعات ذات الخلفية الإسلامية الانكفاء على ما هو موروث دون التطوير والتجديد... وحتى في كثير من الأحيان الشكل العام لأفرادها حيث يرون عدم الاهتمام بالشكل معنى ومبنى من المسلمات في الدين دون إحداث تطوير واكتساب أدوات ومعارف العصر، وهذه أعدها منقصة وليست ميزة... والإسلام دين حياة وقوة وفكر وتدافع وتفاعل في الحياة وامتلاك أدواتها... وأكثر ما أعجبني في كل أفراد حزب التحرير وكل من قابلت منهم اعتزازهم بدينهم وتمسكهم به وأدبهم وأخلاقهم الرفيعة وثقافتهم الدينية والمعرفية وإلمامهم بعلوم وأدوات العصر العالي وتحليلهم العميق لكل ازمات المسلمين والإسلام من منظور علمي وفكري ممتاز... وأكثر ما أعجبني مع هذا الالتزام الديني الجاد تجدهم أنيقي المظهر والمخبر من لبس البدل ((الفل سوت)) وارتدائهم لزي بكامل الأناقة وإلمامهم التام بتكنولوجيا العصر وعلومه.

 

8- حدثت وفاة جدي بالأمس وكما قلت سلفاً علاقتي بالحزب تتمثل في ناطقه الرسمي وبعض الشباب في مركزه العام... لكني ذهلت من العدد الكبير الذي تلقيته من المكالمات من شباب الحزب من الخرطوم والقضارف والدمازين والشمالية ونهر النيل وشمال كردفان والنيل الأبيض... مكالمات أذهلتني وأخجلتني، والذي زاد عجبي أني لا أعرف فيهم أحداً... شباب مؤدب يتصل وأول كلمة له أنا أخوك فلان من ولاية أو مدينة كذا من حزب التحرير الإسلامي ومن ثم يواسيني ويعزيني، وقد خففت علي هذه المكالمات كثيراً من حزن قلبي على جدي الراحل... وبعدها عاودت الكريم أبو أيمن وأعلمته بما قام به هؤلاء فأخبرني أنه أعلمهم بخبر الوفاة وبعدها جاءني هذا السيل من المكالمات والتي لم تنقطع حتى كتابتي لهذا المقال...

 

9- قلت إن الإسلام لن يؤتى من قبل حزب التحرير وهذه حقيقة فحزب يدافع أكثر من نصف قرن عن قضية مركزية للمسلمين (الخلافة) ولم تفتر عزيمته ولم تلن له قناة ويسلم الراية جيلاً بعد جيل ولا تفترعزيمته لهو حزب جدير بإخراج المسلمين من وهدتهم وطول سباتهم وكبير تغييبهم...

 

أثق تماماً في إخلاص قادة وأعضاء الحزب وأتفق معهم في جل طرحهم... ولا يسعني ختاماً إلا أن أجزل لهم الدعاء بالتوفيق والسؤدد وأن نرى سوياً راية الإسلام ترفرف عالية خفاقة في جميع أرجاء الدنيا...

إنه القادر على ذلك ووليه...

 

 

الرشيد أحمد محمد

 

صحفي

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع