السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Raya sahafa

 

2017-09-20

 

جريدة الراية: لم ولن تنال المرأة المسلمة حقوقها إلا في ظل الإسلام

 

 

ألغت السلطات التونسية أمرا ترتيبيا وزاريا كان يحظر زواج التونسيات المسلمات من غير المسلمين، حسب ما أعلنت الخميس الناطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش.

 

وكتبت سعيدة قراش في تغريدة "تم إلغاء كل النصوص المتعلقة بمنع زواج التونسية بأجنبي، يعني بعبارة أوضح منشور 1973 وكل النصوص المشابهة له. مبروك لنساء تونس تكريس حق حرية اختيار القرين". (الجزيرة نت).

 

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد دعا على هامش ما يسمونه بعيد المرأة في 13 آب/أغسطس إلى تعديل ذلك القانون مشيرا إلى أن الزمن قد تجاوزه؛ كما دعا أيضا حينها إلى تطبيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وخاصة في الميراث، مؤكدا أن الأمر لا يتعارض مع الدين!!!

 

وقد تولّى رئيس الحكومة يوم 8 أيلول/سبتمبر إصدار منشور يلغي المنشور السابق للوزير الأوّل، وفي اليوم نفسه أصدر وزير العدل منشورا يدعو فيه الرؤساء الأُوَل لمحاكم الاستئناف والوكلاء العامّين بها ورؤساء المحاكم الابتدائية ووكلاء الجمهورية بها وقضاة النواحي وضبّاط الحالة المدنيّة إنهاء العمل بالمنشور التفسيري عدد 216 بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمير 1973.

 

وبالتالي فقد شرعت الحكومة التونسية رسميا وعمليا في تفعيل ما دعا له السبسي قبيل شهر مدعيّة بذلك سيرها لتعزيز المزيد من حقوق المرأة بالرغم من أن إقرار زواج نساء تونس بغير المسلمين يخالف حكما شرعيا قطعيا لا لبس فيه ولن يكون أبدا خيرا لنساء البلد!!!

 

إنّ محاولة السبسي وحكومته اختزال الأمر في مجرد تغيير لقانون كانت سنته تونس في الماضي وتعدله اليوم لمقتضى الزمان ولضمان الحقوق هو محاولة خبيثة منهم لإلباس الحق بالباطل، وإنّ ادعاءهم بأنّ تبديل ذلك القانون بما يساير الزمان أمر لا غبار عليه؛ رغم أنّ الله عزّ وجلّ قد حكم بحرمته؛ يؤكد على أنّ القائمين على الحكم الآن في تونس ماضون في غيّهم على خُطا من سبقوهم في محاربة أحكام الإسلام لإقصائها عن الحياة تحت عناوين شتى يخادعون بها الناس.

 

قال تعالى: ﴿وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221] وقال: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ [الممتحنة: 10]

 

فحرمة زواج المسلمة من الكافر حرمة لا لبس فيها، ولن تقدر محاولات التلبيس على تزييف الحقيقة من أنّ ما اقترفته الحكومة التونسية هو تطاول على أحكام الشرع وتنكب عن الصواب وعما فيه الخير.

وإنّ الدور القذر الذي لعبه السبسي في إزالة ذلك الحكم الشرعي من المنظومة القانونية المعتمدة في تونس لم يكن أبدا عن جهل، وهو لم يطلق دعاويه التي أطلقها في عيد المرأة بصفة اعتباطية، بل هو يقوم بكل ما يقوم به عن قصد لصرف نساء تونس عن المطالبة بما يضمن حقوقهنّ حقيقة؛ وهو خاضع في ذلك حتى النخاع للإملاءات وللاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية "سيداو" التي رفع عنها جميع التحفظات انصياعا وخنوعا؛ لتكون النتيجة التغرير بالمرأة المسلمة وسلبها الامتيازات التي حباها الله إياها تحت عنوان إنصافها وردّ حقوقها!!

 

لقد كان حريا بالسبسي والسائرين خلفه أن يحسبوا ألف حساب لعاقبة صنيعهم وتطاولهم على الدين الحق، بل كان الأجدر بهم جميعا أن يتلبسوا فعلا برفع الظلم الواقع على النساء الريفيات والفقيرات والمشردات وغيرهنّ من نساء الخضراء علّ ذلك ينجيهم من سوء العذاب.كان الأجدر بهم السعي لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء في حقوقهم الشرعية التي قصروا في ردها للناس، حقوق الرعاية وضمان الحاجات الأساسية والتمتع بالملكيات العامة التي يفرطون فيها للغرب بدراهم معدودات!!

 

ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك وهم العملاء المفرطون المضيعون للأمانات، بيادق الغرب التي يحركها للمكر بالإسلام والمسلمين!!

 

لقد حاول بورقيبة في الماضي تبديل أحكام المواريث ولم يفلح ولم يردعه عن ذلك سوى خشية الرأي العام الرافض لذلك، وفشل بن علي أيضا للسبب ذاته، وها هو السبسي يودّ أن ينجح فيما فشل فيه أسلافه ويلغي البقية الباقية من أحكام الإسلام من الحياة العامة، يفعل ذلك وهو يرنو لتحقيق مرضاة الغرب وعينه ترقب رد فعل الناس وما سيفعلونه!!

 

فيا أهلنا في تونس، قوموا لدينكم ناصرين وأعلنوا تمسككم بأحكام شرعكم الحنيف، وقِفوا في وجه دعاوى الباطل وحاسبوا حكامكم على ما تقترفه أياديهم الآثمة المتنكبة عن الحق ونصرته!!

 

إن سكتم اليوم عن إقرار هذا القانون الذي يُحلّ زواج المسلمة من الكافر، فغداً ستشهدون تبديل أحكام الشرع للمواريث وغيرها وغيرها... وستسألون أمام الله عن صمتكم وتخاذلكم!!

 

إنه لن تنصف نساء تونس ولن تستعاد حقوقهنّ إلا بالإسلام كله، فهو الحق وهو الخير وهو الرحمة المهداة للعالمين، وبغيابه لن تحرر المرأة التحرير الحقيقي ولن تعيش أبدا السعادة والطمأنينة.

 

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ [طه:124-126]

 

بقلم: هاجر اليعقوبي

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

1 تعليق

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017م 21:02 تعليق

    بوركت يمناك أختي الفاضلة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع