- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
بريطانيا والاتحاد الأوروبي
الخبر:
كثرت النقاشات مؤخرا في جل وسائل الإعلام البريطانية عما إذا كانت بريطانيا ستبقى في الاتحاد الأوروبي أم أنها ستنفصل عنه. وقد أخذ اللورد المحافظ سْتُوَارْتْ رُوزْ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مارْكْسْ آنْدْ سْبِنْسَر، زمام المبادرة ليسوِّق للناس حسنات بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وقد انضم له مجموعة من النواب من حزبي المحافظين والعمال.
التعليق:
رحم الله الشيخ تقي الدين النبهاني حين ذكر في كتابه التفكير سنة 1973م: "ومثلاً كون إنجلترا ضد الوحدة الأوروبية حقيقة وكون إنجلترا تريد تقوية نفسها بأوروبا الموحدة حقيقة. فاتخذت الحقيقة الثانية أداة لطمس الحقيقة الأولى، وبذلك دخلت إنجلترا السوق المشتركة." حيث إن بريطانيا لم تعمل يوما على توحيد أوروبا بل سعت دائما لإيجاد العراقيل لهذه الوحدة، وفي الوقت نفسه تستخدم أوروبا فإن حصل اتحاد تراها عضوا جزئيا لا كليا فيه بشكل تكون هي المستفيد الوحيد من هذه العضوية.
واليوم، يعيد التاريخ نفسه مرات ومرات في نقاش لا ينتهي بين أن تبقى بريطانيا ولو جزئيا في الاتحاد الأوروبي أو أن تخرج منه وخصوصا مع الأزمات المالية المتتالية التي أثقلت كاهله وبدأ يخطو نحو السقوط. إن بريطانيا لن تتخلى في يوم من الأيام عن استخدام أوروبا، وكل هذا النقاش هو لإلهاء الناس بالحريات التي زعمت أنها كفلتها لهم ليختاروا البقاء الجزئي في الاتحاد أو الانفصال عنه.
الحقيقة أننا لن نرى تغيرا في علاقة بريطانيا مع أوروبا، ولو تغير الطابع الشكلي لهذه العلاقات، وستبقى بريطانيا تعمل ضد هذه الوحدة بما يكفل لها مصالحها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي