- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
تفجيرات أنقرة والضغط على الزناد
الخبر:
قال أحمد داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا إن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو المشتبه الأول بتفجير أنقرة الذي أودى بحياة ما يربو على مئة شخص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي تعتقد السلطات أن انتحاريين اثنين نفذاه.
وقدرت السلطات عدد القتلى بـ 97، لكن إحدى المنظمات المشاركة بالمسيرة التي استهدفت بالتفجير تقول إن عددهم بلغ 128.
وقد استهدف الانفجار الذي وقع السبت مسيرة لنشطاء يساريين من حزب الشعوب الديمقراطي خارج محطة القطار الرئيسية، كانت ستدعو لوقف العنف الدائر بين قوات الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
وقال داوود أوغلو في تصريح للتلفزيون التركي إن الانفجار يهدف إلى التأثير على الانتخابات المزمع إجراؤها في 1 تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن السبت عن التزامه من طرف واحد بوقف لإطلاق النار، وهو ما رفضته الحكومة التركية.
ويقول مراسل بي بي سي في أنقرة مارك لوين إن بعض منتقدي الحكومة التركية يقولون إنها تستخدم تنظيم الدولة كبش فداء، وإن المسؤول عن التفجير هو عناصر ما يسمى "الدولة العميقة"، بهدف تقوية مركزها في الانتخابات القادمة.
التعليق:
لا يمكن لعاقل أن ينظر لأعمال القتل هذه وأضرابها بمعزل عن ألاعيب الساسة والسياسة في أي بلد، خاصة في زمن لم تعد للإنسان عند هؤلاء قيمة تذكر، بل أصبح الناس أحياء أو أمواتا بيادق تحرك لخدمة مصالح وتسجيل نقاط لأطراف محلية أو عالمية أو الاثنين معا. ففي زمن موضة "الإرهاب" أصبح قتل أو تفجير معين في وقت محدد ومكان محدد يرفع أصواتا في برلمان ويخفض أخرى، أو قد يساعد على تمرير قوانين وإجراءات ـ معدة مسبقا ـ في خضم زخم إعلامي مناسب ما كان ليمر لولا تلك الشعلة... أو قد تعلن حملات عسكرية، أو إجراءات أمنية أو اقتصادية أو غيرها... وفي نهاية المطاف فإن الإسلام والمسلمين هم المستهدفون.
وهكذا أصبح "الإرهاب" له أربابه وصناعته في أروقة الساسة أو أجهزة الاستخبارات أو ما يسمى بالدولة العميقة، وصارت مقادير "الطبخة" مكشوفة مفضوحة، حتى أضحت للمراقب مثل أفلام الأكشن الهوليودية.
حدد الهدف من العمل ـ جد من يضغط على الزناد أو من يكون هو الزناد ـ حدد له المكان والزمان ـ جهز ما تريد تمريره ـ حضر الأبواق الإعلامية ـ أشعل عود الثقاب... واجلس لتستمتع بتدحرج كرة الثلج الموجهة إلى مسارها المرسوم.
أمريكا أتقنت استعمال شماعة "الإرهاب" بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، فاحتلت أفغانستان والعراق... ولا زالت تدندن وتطنطن بها، ولكن غيرها أتقن اللعبة أيضا سواء أوروبيا أو محليا في بلاد المسلمين... بل أصبح حكام المسلمين يزايدون على أمريكا نفسها في شأن "الإرهاب"، والأمثلة كثيرة كثيرة...
قد تكون معرفة خيوط اللعبة كلها أمرا صعبا، والإشارة بالإصبع إلى مشعل عود الثقاب وراء الكواليس أشد صعوبة، سواء في تفجيرات أنقرة أو غيرها، ولكن ما نستطيع توكيده أن من جيء به ليضغط على الزناد ليس سوى بيدق على طاولة اللاعبين الكبار الذين يلغون في دماء الأمة صباح مساء.
هذا هو ديدن الساسة اليوم... من رعاية الشؤون إلى رعاية مصالح فئات معينة، أو تنفيذ مخططات جهنمية، ومن حفظ للنفس والعرض والمال إلى تلاعب بها لحساب الكراسي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى