- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصرف على التعليم في السودان (زيرو)!
الخبر:
في برنامج (كالآتي) بقناة النيل الأزرق (التربية الخرطوم: صرف الدولة على التعليم "زيرو").
التعليق:
السودان قبل المشهد السياسي الحالي والذي يزيد البلاد انحداراً وانهياراً، كان الصرف على التعليم لا يتجاوز 1% من إجمالي الناتج القومي، فلا غرابة أن يصل إلى مرحلة (الزيرو) في الأوضاع المتأزمة الحالية.
ليس هناك شك في أن قضايا التعليم وتجويده، لم تعد محل جدل في أية بقعة من بقاع العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، أن بداية التقدم والنهوض المادي مبنية على التعليم، وأن كل الدول التي أحرزت تقدماً كبيراً في المجالات البحثية والعلمية، تقدمت عبر بوابة التعليم ووضعته في سلم أولوياتها وبرامجها وسياستها. أما في السودان الذي ينتظر تمويل الكتاب المدرسي من منظمة اليونسيف فقد ارتفعت معدلات الأمية فيها وازدادت نسب الجهل، والتسرب المدرسي، وتدهور البيئة التعليمية والمدرسية، خاصة خارج ولاية الخرطوم، مع ضياع مجانية التعليم بين الشد والجذب بين المركز والولايات والمحليات، ويعول الكثيرون على الدعم الخارجى المشروط، ما نتج عنه إحداث تغييرات جذرية وشاملة في العملية التعليمية برمتها، وذلك بتغييرالمناهج التي حوت علمنة صريحة للتعليم!
ضلت الحكومات المتعاقبة في السودان طريقها لإحداث أي تغيير إيجابي في مجال التعليم، وذلك لأنها امتهنت الارتباط بالخارج الذي لا يرجو لأبناء المسلمين إلا ما نعانيه اليوم من انهيار في التعليم، لنظل جهالاً فيقوم الغرب بتقديم وصفاته المسمومة للسيطرة على عقول الأجيال بتغيير المناهج، لنبقى مرضى دون نظام تعليم يقدم دواء، لأن شركات الغرب الدوائية العابرة للقارات لا تسمح إلا بدواء ببراءة اختراع يسيطر عليها الغرب، ونظل مستعمَرين فعلياً، لأن نظامنا التعليمي تمويله صفري يستجدي التمويل من العدو المتربص ببلادنا.
إن التعليم الذي يعوَّل عليه لإنهاض أمة لا بد أن تكون الأسس المنهجية التي تقوم عليه من صميم عقيدتها، لتقوم بعملية بناء شخصيات إسلامية، يخرج من بينها من يعيد ماضي البطولات، والتضحيات، والشموخ، في قيادة العالم، فخليفة المسلمين يُستجدى ولا يستجدي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان