- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أساساً وجودنا مهدد بالخطر يا حكام تركيا!
الخبر:
قالت مصادر في وزارة الدفاع الوطني ردا على الادعاءات بأن كيان يهود قد يصل إلى الحدود التركية، إن "القوات المسلحة التركية قادرة على القضاء على كافة أنواع التهديدات والمخاطر التي تستهدف بقاءنا أو قد تكون موجهة ضدنا".
التعليق:
إن العقلية السائدة بين الحكام والساسة والمثقفين والصحفيين في بلاد المسلمين، بما في ذلك تركيا، هي عقلية البقاء والحفاظ على القطرية التي فرضتها حدود سايكس بيكو الاستعمارية. إن وجودنا أساسا في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا في خطر، بل على وشك الزوال، فإن وزارة الدفاع الوطني، وخاصة أردوغان، لا زالوا يقولون بأن أراضي الأناضول، أو بالأحرى حدود سايكس بيكو القطرية في خطر، وهذا يُظهر حقيقة عقليتهم، أو بعبارة سياسية أكثر وضوحا، يُظهر من يخدمون.
بداية، دعونا نوضح التالي: إن وجودنا ليس هو البقاء الذي ينشأ من حدود سايكس بيكو التي فرضت علينا، كما يدعي الحكام الخونة والمتعاونون معهم في بلاد المسلمين، بما في ذلك أردوغان، بل هو مفهوم البقاء الذي ينبع من الإسلام الذي هو مصدر إلهامنا. وبعبارة بسيطة، فإن بقاءنا يجب أن ينبع من الإسلام، وليس من سايكس بيكو. وعليه فإن بقاءنا هو الإسلام والمسلمون. ولذلك، عندما يكون هناك هجوم على الإسلام والمسلمين، فهذا يعني هجوماً على بقائنا.
وبناء على هذا الفهم، فإن يهود، أجبن خلق الله، الذين لعنهم الله وغضب عليهم، لم يتركوا في غزة شيئا إلا دمروه، والآن هم يفعلون الشيء نفسه في لبنان أو كادوا، فماذا بقي لبقائنا يا أردوغان وأعوانه؟! إن بقاءنا يعني تعرض إخواننا المسلمين في غزة للإبادة الجماعية، وهذا يعني تعرضنا نحن لذلك. بينما كانت أرض فلسطين المباركة تحت الاحتلال، وبينما بعض بلاد الشام، بما في ذلك لبنان، تقع تحت الاحتلال، أو كادت، عن ماذا تتحدثون يا أردوغان وأنصاره؟!
إذا كانت صناعة الدفاع الوطني التي تفتخرون بها في مجال الدفاع الوطني والتي تعرضونها حالياً في تكنوفيست في مدينة أضنة، ليست من أجل بقائنا نحن المسلمين، فما الهدف منها؟! أم أنها لحماية عروشكم وكراسيكم؟! أم هي لخدمة مصالح سيدتكم أمريكا في ليبيا وسوريا والصومال؟ وبعبارة أخرى، إنها ليست لحماية الإسلام والمسلمين، بل لحماية مصالح أمريكا التي أنت خادم لها. أم هي لإعلان الحرب من أجل بقائك في الحكم؟ ألم تنظموا عملية درع الفرات في سوريا لصالح أمريكا ومن أجل بقائنا؟!
بالله عليكم، هل هذه الصناعة الدفاعية، التي تتحدثون عنها صباح مساء على شاشات التلفزيون كل يوم، وتعلنون عنها وتعرضونها في تكنوفيست، حيث يتم عرض التكنولوجيا والدفاع الوطني ظاهرياً ولكنهما في الواقع يهدفان إلى تلميع قاذفات بيرقدار، فهل هذه موجودة لتتعفن في حظائر الطائرات؟ أم أنها موجودة لتستخدم ضد المسلمين من أجل بقائنا في العراق وسوريا؟
إن بقاءنا على قيد الحياة على وشك الانقراض، وأنتم ما زلتم تتحدثون عن البقاء! وبسبب فهمكم هذا للبقاء، فإن غزة وفلسطين ولبنان تحت لهيب النار، إن لم تكن تحترق. إن غزة ولبنان يعيشان هذا الوضع اليوم بسبب تقاعسكم وولائكم لسيدتكم أمريكا. إن حقيقة ظهورك على شاشة التلفاز والإدلاء بتصريحات منمقة والحديث عن غزة وفلسطين ما هي إلا للاستهلاك المحلي، ولن تطفئ نار غزة ولبنان أبدا. لقد كنت عاجزا حتى عن حمل قطرة ماء ولو بمقدار نملة، بل على العكس من ذلك، فبدل أن تحمل الماء، حملت البنزين في الصهاريج إلى كيان يهود وما زلت تفعل ذلك.
إذا كنت لا تزال تظن أن بقاءنا في خطر، فعليك فوراً حشد الجيوش براً وجواً وبحراً، وجعل غزة وفلسطين مقبرة لكيان يهود المسخ، كما كانت مقبرة للتتار. بل لا ينبغي أن تلوث هذه الأرض الطاهرة بموتى إخوة القردة، وأن تنقذها منهم بالقضاء على حيهم وميتهم. عندها فقط تكون قد أنقذت بقاءنا. إن ما يجب عليك فعله بسيط جداً ويتلخص في كلمتين: أن تأمر الجيوش بـ"التحرك"، لكنك عاجز لدرجة أنك لا تستطيع حتى أن تقول هاتين الكلمتين!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش