- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
{ح249} سياسة التعليم تكوين العقلية والنفسية الإسلامية، وغايته إيجاد الشخصية الإسلامية
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ، وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ، وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ، خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ، الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ، وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ، فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ، وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ والأَربَعِينَ بَعْدَ المِائَتَينِ، وَعُنوَانُهَا: "سِيَاسَةُ التَّعلِيمِ تَكْوِينُ العَقْلِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَغَايَتُهُ إِيجَادُ الشَّخْصِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتَينِ: الثَّلَاثِينَ بَعْدَ الـمِائَةِ، وَالوَاحِدَةِ وَالثَّلاثِينَ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:
المادة 171- سِيَاسَةُ التَّعلِيمِ هِيَ تَكْوِينُ العَقْلِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، فَتُوضَعُ جَمِيعُ مَوَادِّ الدِّرَاسَةِ الَّتِي يُرَادُ تَدْرِيسُهَا عَلَى أَسَاسِ هَذِهِ السِّيَاسَةِ.
المادة 172- الغَايَةُ مِنَ التَّعْلِيمِ هِيَ إِيجَادُ الشَّخْصِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَتَزْوِيدُ النَّاسِ بِالعُلُومِ وَالـمَعَارِفِ الـمُتَعَلِّقَةِ بِشُؤُونِ الحَيَاةِ. فَتُجْعَلُ طُرُقُ التَّعلِيمِ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يُحَقِّقُ هَذِهِ الغَايَةَ، وَتُـمْنَعُ كُلُّ طَرِيقَةٍ تُؤَدِّي لِغَيرِ هَذِهِ الغَايَةِ.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ، يَا أُمَّةَ القُرآنْ، يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ، يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ، يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً، وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة، أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ، فَوقَ كُلِّ أَرضٍ، وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ، يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا، وَهَاتَانِ هُمَا الْـمَادَّتَانِ الوَاحِدَةُ وَالسَّبعُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ، وَالثَّانِيَةُ وَالسَّبْعُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَذِهِ الـمَادَّةِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:
سياسة التعليم، وغايته: وَاقِعُ هَاتَينِ الـمَادَّتَينِ هُوَ أَنَّ مَعْنَى سِيَاسَةِ التَّعْلِيمِ هُوَ القَاعِدَةُ أَوِ القَوَاعِدُ الَّتِي يَجْرِي عَلَى أَسَاسِهَا إِعْطَاءُ الـمَعْلُومَاتِ. وَأَمَّا الغَايَةُ مِنَ التَّعْلِيمِ فَهِيَ الـهَدَفُ الَّذِي يَرمِي إِلَيهِ إِعْطَاءُ الـمَعْلُومَاتِ. فَسِيَاسَةُ التَّعْلِيمِ هِيَ الأُسُسُ الَّتِي يَنْبَنِي عَلَيهَا، وَغَايَةُ التَّعْلِيمِ هِيَ القَصْدُ الَّذِي يُقْصَدُ مِنَ القِيَامِ بِهِ. فَسِيَاسَةُ التَّعْلِيمِ تَتَعَلَّقُ بِمَوَادِّ الدِّرَاسَةِ، وَغَايَة التَّعْلِيمِ تَتَعَلَّقُ بِطُرُقِ التَّدْرِيسِ. وَوَاقِعُ الإِنْسَانِ أَنَّهُ يُدْرِكُ الأَشْيَاءَ وَالأَفْعَالَ فَيَحْكُمَ عَلَيهَا، وَيُدْرِكُ الأَشْيَاءَ وَالأَفْعَالَ فَيَمِيلُ إِلَيهَا، وَلَا يَـخرُجُ عَنْ هَذَينِ الأَمْرَينِ. وَوَاقِعُ الـمَعْرِفَةِ أَنَّهَا لَا تَـخْلُو مْنْ أَنْ تَكُونَ مَعَارِفَ لِتَنْمِيَةِ العَقْلِ لِيَحْكُمَ عَلَى الأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ، وَمَعَارِفَ عَنِ الأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ نَفْسِهَا لِيَنْتَفِعَ بِهَا، وَلَا تَـخْرُجُ عَنْ هَذَينِ الأَمْرَينِ.
أولا: المادة 171-سِيَاسَةُ التَّعلِيمِ هِيَ تَكْوِينُ العَقْلِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَالنَّفْسِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، فَالإِسْلَامُ قَدْ جَعَلَ العَقِيدَةَ الإِسْلَامِيَّةَ أَسَاساً لِـحَيَاةِ الـمُسْلِمِ، فَجَعَلَهَا أَسَاساً لِأَفْكَارِهِ، وَجَعَلَهَا كَذَلِكَ أَسَاساً لِـمُيُولِهِ. وَآيَاتُ القُرآنِ، وَأَحَادِيثُ الرَّسُولِ الَّتِي تُثِيرُ الفِكْرَ، مِنْ مِثْلِ قَولِهِ تَعَالَى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). (آلِ عِمْرَانَ 191) وَقَولُ الرَّسُولِ: «تَفَكُّرْ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ». إِنَّـمَا تُثِيرُهُ لِلإِيمَانِ بِاللهِ، وَآيَاتُ القُرآنِ وَأَحَادِيثُ الرَّسُولِ الَّتِي تَذْكُرُ الـمُيُولَ مِنْ مِثْلِ قَولِهِ تَعَالَى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة 24) وَقَولُهُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، إِنَّـمَا تَذْكُرُهَا مُيُولاً مُقَيَّدَةً بِالعَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ. (ذَكَرَهُ القُرطُبِيُّ فِي التَّفسِيرِ)، وَلِـهَذَا لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ حُكْمُ الـمُسْلِمِ عَلَى الأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ مَبْنِيّاً عَلَى أَسَاسِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَكَذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَيلُهُ لِلأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ مَبْنِيّاً عَلَى أَسَاسِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ.
وَلَـمَّا كَانَتِ الـمَعَارِفُ هِيَ الَّتِي تُكَوِّنُ عَقْلِيَّتَهُ مِنْ حَيثُ الحُكْمُ عَلَى الأَشْيَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُكَوِّنُ نَفْسِيَّتَهُ مِنْ حَيْثُ الـمَيلُ لِلأَشْيَاءِ، لِذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الـمَعَارِفُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةً عَلَى العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، سَوَاءٌ الـمَعَارِفُ الَّتِي تُؤْخَذُ لِتَنْمِيَةِ العَقْلِ، أَوِ الـمَعَارِفُ الَّتِي تُؤْخَذُ لِلانتِفَاعِ بِالأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ، أَيْ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ الـمَعَارِفُ الَّتِي تُكَوِّنُ عَقْلِيَّة الـمُسْلِمِ مَبْنِيَّةً عَلَى العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَكَذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ الـمَعَارِفُ الَّتِي تُكَوِّنُ نَفْسِيَّتَهُ مَبْنِيَّةً عَلَى العَقِيدَةِ الإِسْـلَامِيَّةِ.
وَعَلَى هَذَا الأَسَـاسِ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ سِيَاسَةُ التَّعْلِيمِ تَكْوِينَ العَقْلِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ الإِسلَامِيَّةِ. فَمِنْ وَاقِعِ الـمَعْرِفَةِ مِنْ حَيْثُ هِيَ، وَمِنْ مَجْمُوعِ الآيَاتِ الـمُتَعَلِّقَةِ بِالفِكْرِ وَالـمُتَعَـلِّقَةِ بِالـمُيُولِ وَتَنـزِيلِهَا عَلَى وَاقِعِ الـمَعْرِفَةِ استُنْبِطَتْ سِيَاسَةُ التَّعْلِيمِ، وَوُضِعَتِ الـمَادَّةُ الوَاحِدَةُ وَالسَّبْعُونَ وَماِئَةٌ بِنَاءً عَلَى هَذَا الدَّلِيلِ.
ثانياً: المادة 172-أَمَّا الـمَادَّةُ الثَّانِيَةُ وَالسَّـبْعُونَ وَمِائَةٌ فَإِنَّـهَا تُبَيِّنُ الغَايَةَ مِنَ التَّعلِيمِ، وَهِيَ إِيجَادُ الشَّخْصِيَّةِ الإِسلَامِيَّةِ، وَتَزْوِيدُ النَّاسِ بِالعُلُومِ وَالـمَعَارِفِ الـمُتَعَلِّقَةِ بِشُؤُونِ الحَيَاةِ. وَقَدْ أُخِذَتْ هَذِهِ الـمَادَّةُ مِنْ فِعْلِ الرَّسُولِe فِي تَعْلِيمِهِ لِلْمُسْـلِمِينَ، سَوَاءٌ فِي مَكَّةَ قَبْلَ الـهِجْرَةِ أَوْ فِي الـمَدِينَةِ بَعْدَ الـهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَقْصِدُ مِنْ تَعْلِيمِهِمْ أَنْ يُصْبِحَ كُلٌّ مِنْهُمْ شَـخَصْيَّةً إِسْـلَامِيَّةً فِي عَقْلِيَّتِهِ وَنَفْسِـيَّتِهِ، أَيْ فِي حُكْمِهِ عَلَى الأَفْعَالِ وَالأَشْيَاءِ، وَفِي مَيْلِهِ إِلَيهَا. فَعَلَاوَةً عَلَى تَعْلِيمِهِمُ الأَحْكَامَ الَّتِي تُعَالـِجُ شُؤُونَ حَيَاتِهِمْ كَانَ يُعَلِّمُهُمُ القِيَمَ الرَّفِيعَةَ، مِنْ مِثْلِ طَلَبِ رِضْوَانِ اللهِ، وَمِثْلِ العِزَّةِ، وَمِنْ مِثْلِ تَـحَمُّلِ مَسؤُولِيَّةِ نَشْرِ الـهُدَى لِلنَّاسِ، وَهِدَايَتِهِمْ إِلَى الإِسْلَامِ، بِطَرِيقَةٍ مُؤَثِّرَةٍ، وَبِأَسَالِيبَ مُنْتِجَةٍ قَالَ تَعَالَى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (النحل 125) وَكَانَ يـُحَفِّظُهُمُ القُرآنَ، وَيُعَلِّمُهُمْ أَحْكَامَ الإِسْلَامَ، وَيَأْخُذُهُمْ بِاتِّبَاعِ الأَوَامِرِ وَاجتِنَابِ النَّوَاهِي، وَكَانَ إِلَى جَانِبِ ذَلِكَ يُبِيحُ لَـهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيهِ لِـمَعَاشِهِمْ مِنْ تِـجَارَةٍ وَزِرَاعَةٍ وَصِنَاعَةٍ. فَكَانَ فِعْلُ الرَّسُولِ هَذَا الَّذِي كَوَّنَ بِهِ الشَّخْصِيَّةَ الإٍسْلَامِيَّةَ، وَجَعَلَهَا تَتَزَوَّدُ بِالـمَعَارِفِ الَّتِي تَلْزَمُهَا لِشُؤُونِ الحَيَاةِ بِإِبَاحَةِ ذَلِكَ لَـهَا هُوَ دَلِيلُ هَذِهِ الـمَادَّةِ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.