مصطلح البلاد الإسلامية
- نشر في سياسية
- قيم الموضوع
- قراءة: 1298 مرات
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ رواه البخاري ومسلم
جاء عند الإمام ابن رجب في جامعه بتصرف يسير " وكان محمد بن واسع يبيع حمارا له فقال له رجل أترضاه لي قال لو رضيته لم أبعه وهذه إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه وهذا كله من جملة النصيحة لعامة المسلمين التي هي من جملة الدين ... وهذا يدل على أن المؤمن يسوءه ما يسوء أخاه المؤمن ويحزنه ما يحزنه وحديث أنس الذي نتكلم الآن فيه يدل على أن المؤمن يسره ما يسر أخاه المؤمن ويريد لأخيه المؤمن ما يريد لنفسه من الخير وهذا كله إنما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغش والغل "
بالنصيحة يحصل التحابب والائتلاف، وبضدها يكون التباغض والاختلاف، وأقصى موجبات التحابب أن يرى الإنسان لأخيه ما يراه لنفسه، قال ابن علية في قول أبي بكر المزني ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه، قال الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل، والنصيحة في خلقه.
وقال الفضيل بن عياض ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدر والنصح للأمة .
وقال الحسن قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله أن أحب عباد الله إلى الله، الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة .
وبالنصيحة وقبولها تؤمن الفضيحة قال المناوي رحمه الله من قَبِلَ النصيحة أمن الفضيحة ومن يأبى فلا يلومن إلا نفسه.
إن لم يكن للنصيحة إلا هذا الخير لكان حري بكل عاقل أن يطرقها من كل أبوابها فما بالكم أن بها الأجر العميم والثواب الجزيل فكان حق على المسلمين عامة أن يأتوها وعلى حملة الدعوة خاصة أن يعضوا عليها بالنواجذ ولا يفرطوا بها
الخبر:
تصاعدت حدة التوتر بين بغداد وإقليم كردستان بشأن قضايا كثيرة، ومنها مدينة خانقين إحدى مدن محافظة ديالى شمال العاصمة بغداد حيث نشبت الأزمة أواسط آب/أغسطس الماضي حين دخلت القوات الأمنية العراقية المنفذة لما يسمى بعملية بشائر الخير في هذه المحافظة لملاحقة المسلحين والخارجين على القانون، وبعد دخول هذه القوات مدينة خانقين أمهلت قوات البشمركة وهي قوات حماية إقليم كردستان أربعاً وعشرين ساعة لإخلاء مواقعها، الأمر الذي أثار أزمة سياسية لا يزال اشتعال أُوارها يتزايد ويلقي بظلاله على سير الأحداث، علماً أن الأكراد قد أصدروا قراراً في شباط/فبراير الماضي بتشكيل محافظة جديدة تتبع الإقليم إدارياً لتضم خانقين ومدناً أخرى يتم اقتطاعها لاحقاً.
التعليق:
1- إنّ هذه الأزمة وأمثالها، تقع في سياق أزمات مصطنعة ومخطط لها من قبل أمريكا الغازية ضمن خطة ما يعرف بـالفوضى الخلاقة لتحقيق أهداف متعددة ابتداء من الحرب على الطائفية وفرق الموت ثمَّ الصراع العرقيّ الذي تجري فصوله الآن بين العرب والأكراد إخوان الأمس بحسب شريعة الله، وأعداء اليوم تبعاً لشريعة الكفر عقيدة فصل الدين عن الحياة، ولا ندري هل يعقبها تفجّر الوضع الأمني مرة أخرى لينشغل المسلمون أبناء البلد الواحد بعضهم ببعض فيخفّ الضغط عن العدو الحقيقيّ، ولتبقى قوات الاحتلال أمداً بعيداً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
2- إنّ القيادات الكردية التي مَردت على النفاق والعمالة لأعداء هذه الأمة منذ زمن بعيد تحاول انتهاز فرصة وجود المحتل وضبابية الأوضاع لتمدّ من رقعة إقليمها المزعوم كردستان جغرافياً الذي لم يكتف بالمحافظات الثلاث: أربيل والسليمانية، ودهوك، بل باتت شهيتهم مفتوحة لابتلاع أجزاء كثيرة مثل: كركوك وخانقين، مندلي، قرة تبة، وأجزاء من الموصل وديالى وواسط، وحجتهم في ذلك المادة: 140 من الدستور الداهية الذي فرضه المحتل، تلك المادة التي تعالج موضوع المناطق المتنازع عليها على ثلاث مراحل: التطبيع، الإحصاء السكاني، ثمَّ استفتاء سكانها لتقرير المصير.
3- إن ما جرى ويجري من هذه الكوارث ما هو إلا ثمرات ما جاءت به أمريكا الغازية عدوة الشعوب لتمزيق وحدة بلاد المسلمين أكثر مما هي ممزقة، فتريد من العراق ان يتحول إلى كيانات هزيلة: كردية، شيعية، سنية، من أجل إضعاف هذا البلد الذي كان يمكن أن يكون قاعدة لانطلاق دولة الخلافة الراشدة الثانية، أو لجعله عاجزاً عن مدّ يد العون لإخوانهم في البلاد الإسلامية الأخرى حين يأذن الله تعالى بنصره، ولكن هيهات: { يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }، وهذه المآسي ستظل تعصف ببلاد المسلمين لحين ظهور الخلافة الموعودة بإذن الله عز وجل، إذ هي القادرة على وضع حدّ لآلام وجراحات الأمة، وهي كذلك الكفيلة بالاقتصاص ممن آذى المسلمين وجرّعهم كؤوس الذل، { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم }.
المكتب الإعلامي
ولاية العراق
أيها العبد: حاسب نفسك في خلوتك وتفكر في انقراض مدتك واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر: هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من حاسبها وفاز والله من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها وكلما ونت عاتبها وكلما تواقفت جذبها وكلما نظرت في آمال هواها غلبها . قال عليه الصلاة والسلام: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر: { يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ } . وقال الحسن البصري رحمة الله: (أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم فإن كان الدين لله هموا بالله وإن كان عليهم أمسكوا وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا: { يا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها }.
المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها واغتنم لها منها فإنها إن علمت منك الجد جدت وإن رأتك مائلاً عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت وإن توانى في حقها قليلاً وقفت وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت.
يا هذا: هلال الهدى لا يظهر في غيم الشبع ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع ولا تكن من الذي قال: سمعت وما سمع ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع كلا ليندمن على تفريطه وما صنع وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع فبكى بكاء شديداً فما نفع وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه وقد سمع فلا ينفعه الحزن ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع.
كتاب المواعظ لابن الجوزي