السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
15 سنة مرت على احتلال أمريكا لأفغانستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

15 سنة مرت على احتلال أمريكا لأفغانستان

 

(مترجم)

 

15 سنة مرت منذ احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان، وسنتان منذ النهاية الرسمية وانسحاب قوات التحالف الأمريكية، وتبقى أفغانستان في حالة من الفوضى والدمار الذي تسببت به الولايات المتحدة، تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة. وما زالت طالبان تحصد مكاسب مستمرة ضد الحكومة في كابول حيث شهد هذا الأسبوع سيطرتهم على عاصمة إقليم هيلموند أشكار جاه.

 

في عام 2015 أكد هجوم الصيف التقليدي لحركة طالبان بعض أوجه القصور الأمنية الأكثر مدعاة للقلق للحكومة الأفغانية. ففي أيلول/سبتمبر استولت حركة طالبان على مدينة قندوز الشمالية، وعلى الرّغم من أنّ القوات الأفغانية استعادت المدينة بمساعدة القوات الأمريكية، إلا أن طالبان حافظت على وجود لها في شمال البلاد منذ ذلك الحين. وبحلول نهاية عام 2015، سيطرت حركة طالبان، أو كان لها وجود كثيف، في ما يقرب من 30٪ من الأراضي الأفغانية. وفقدت كابول قبضتها على 5٪ أخرى من أراضيها في النصف الأول من عام 2016. والآن، فإن طالبان تسيطر على مزيد من الأراضي أكثر مما كان لديها في أي لحظة منذ إطاحة الولايات المتحدة بحكمها في عام 2001.

 

يستمر الجيش الأفغاني ومسؤولو الشرطة بتبادل اللوم على سير الأمور للأسوأ. "في الوقت الذي تعرضت فيه الشرطة لبعض الخسائر، حيث تخلّى 27 منهم عن منصبه واحدًا تلو الآخر دون قتال"، واشتكى قائد الفوج الثالث العقيد نعمة الله خليل، مشيرًا إلى أن قواته وجدوا بأن مراكزهم قد حوصرت فجأةً بسبب الخسائر السريعة. نفى قائد الشرطة العقيد محمد عمر يناير هذا، قائلاً إن الشرطة تعاني من الإصابات أكثر بكثير من أي جهة أخرى، وإن الجيش يلقي باللوم عليهم فقط للتغطية على ضعفه في المعركة، وهم يكافحون من أجل الحفاظ على آخر خط دفاع أمام العاصمة.

الولايات المتحدة قامت باحتلال أفغانستان تحت ذريعة هجمات 09/11، ولكنها تخطط دائمًا للحفاظ على مستوى معين من الوجود الدائم في أوراسيا للتعامل مع الطموحات الروسية والصينية والسيطرة على موارد النفط والغاز من بحر قزوين والشرق الأوسط. وأحد الأسباب التي ذكرتها الولايات المتحدة لغزو أفغانستان هو تحرير الشعب الأفغاني من طالبان، واعدةً بتحقيق الاستقرار والأمن للبلاد. ولكن بعد عقد من الحرب لا تزال الحالة الأمنية تحقق فشلاً ذريعا. وقد استهلكت الولايات المتحدة جهودًا كبيرةً لإلقاء اللوم بشكل مباشر على هجمات طالبان. ولكن مع 130،000 جندي بكامل عتادهم لم تكن قادرة على تحقيق أي شيء في سبيل الأمان الموعود. وقد كان هذا في الأساس يرجع إلى أن الولايات المتحدة عملت مع السياسيين الفاسدين، وأمراء الحرب السابقين والانتهازيين الذين ملأوا الحكومة الأفغانية، الذين كانوا مشغولين بتصفية حساباتهم القديمة وإثراء أنفسهم.

 

قبل كانون الأول/ديسمبر 2001 وبالنيابة عن الولايات المتحدة استضافت الأمم المتحدة مؤتمر بون في ألمانيا. وكان الهدف هو إنشاء عملية سياسية والتي من شأنها أن تجلب جميع القبائل المختلفة، وأمراء الحرب والفصائل إلى نظام الولايات المتحدة للإعداد السياسي. وكان من بين المشاركين ممثلون عن أربع مجموعات من المعارضة الأفغانية - البشتون، والهزارة والطاجيك والأوزبيك - وجميعها جماعات مناهضة لطالبان. وفي الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة غزوها للعراق في آذار/مارس 2003 تم تعيين حامد كرزاي العميل الأمريكي رئيسًا للسلطة المؤقتة، وفي عام 2004 أصبح الرئيس الرسمي لأفغانستان بعد تزوير الانتخابات على نطاق واسع.

 

وعندما أصاب الشيب الولايات المتحدة من التمرد في العراق عادت طالبان. في حين كانت الولايات المتحدة قادرة منذ البداية على إزالة طالبان من السلطة بسهولة كبيرة، بينت ستراتفور بأن ما حدث حقيقة "من المهم أن نتذكر أن طالبان لم تهزم حقًا على أرض المعركة. بمجرد أن أدركوا أنهم لا يضاهون القوة الجوية الأمريكية بحرب تقليدية، فإنها رفضت المعركة وتلاشت لإطلاق تمردها". ومن هنا لجأت الولايات المتحدة إلى بدائل إقليمية. حيث جلبت إيران الاستقرار في الشمال والغرب من خلال بناء الطرق وخطوط نقل الطاقة الكهربائية، ومحطات الحدود، من ضمن مشاريع بنية تحتية أخرى. وأمرت باكستان بملاحقة كل الجماعات والقبائل التي دعمت التمرد في أفغانستان من المناطق القبلية شمال باكستان. الفوضى التي سببتها الولايات المتحدة في أفغانستان سرعان ما انتشرت إلى باكستان.

 

بدأت الولايات المتحدة بحلول عام 2008 باستخدام طائرات بدون طيار لاستهداف المناطق على الحدود بين باكستان وأفغانستان وداخل الأراضي الباكستانية. وبعد إجراء الآلاف من الطلعات الجوية، لم يحدث أن تم القبض على أي هدف رفيع المستوى. في الواقع وسّعت الولايات المتحدة برنامج الطائرات بدون طيار لتشمل قرى وبلدات الأبرياء، على أمل ظهور بعض الأهداف رفيعة المستوى على رادار أمريكا. على السطح كان رد فعل الحكومة الباكستانية غاضبًا على مثل هذه الهجمات لكن كشفت هذه المهزلة عندما علقت السناتور ديان فاينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، علنًا ​​على مكان وجود الطائرات بدون طيار حيث تقوم بدوريات الإقلاع والهبوط من باكستان. وفي جلسة الاستماع في شباط/فبراير 2009 كشفت فاينشتاين عن مفاجأة للمعارضة الباكستانية بأن حملة ضربات صاروخية لوكالة المخابرات المركزية بدأت ضد أهداف على طول الحدود الشمالية الغربية الباكستانية. وعلقت قائلةً "كما أفهم، تم هذا من خلال قاعدة باكستانية".

 

بينما تغرق الولايات المتحدة في مستنقع أفغانستان، بدأت القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة تمهد الطريق للمصالحة مع طالبان. ففي رسالة مطولة بمناسبة عيد الفطر المبارك، في عام 2011 أكد زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر بأن المفاوضات مستمرة مع الولايات المتحدة. وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة أقرت بأنها لا تستطيع هزيمة طالبان وتفاوضت مع العدو الذي كانت تنوي إزالته. ولكن هذه المفاوضات لم تحرز أي تقدم قط وخصوصًا عندما يمكن لطالبان أن ترى ضعف جيش الولايات المتحدة في كسب النصر.

 

خفضت الولايات المتحدة قواتها إلى أدنى مستوياتها في عام 2014، إلا أنها حافظت على قواعدها في جميع أنحاء البلاد. سلمت الولايات المتحدة الأمن يومًا بعد يوم لقوات الأمن الأفغانية والشرطة، بما في ذلك الحفاظ على الحكومة في كابول على الرغم من عدم قدرتها على القيام بذلك. ومنذ أيام مؤتمر بون عام 2001، كافحت أمريكا لتشكيل حكومة أفغانية يمتد نفوذها إلى كابول. حتى استبدال أشرف غاني بحامد كرزاي لم يكن كافيًا لتغيير الحكم غير الكفؤ. ليس من المستغرب بعد ذلك أن أمريكا اضطرت إلى تغيير استراتيجيتها وتأجيل موعد الخروج عدة مرات. وأخيرا في أيار/مايو 2012، في قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، قبلت أمريكا وحلفاؤها الهزيمة. وأعرب البيان المشترك عن الرغبة الجماعية من جميع دول حلف شمال الأطلسي بإسدال الستار على مغامرة أفغانستان. وجاء في البيان: "بعد عشر سنوات من الحرب ومع ترنح الاقتصاد العالمي، لم تعد دول الغرب تريد أن تدفع، لا في الأموال ولا في الأرواح، وتكاليف جهودهم في المكان الذي قاوم لعدة قرون المحاولات الخارجية لترويضه".

 

حتى مع آلاف الجنود الأمريكيين الذين تم إرسالهم إلى أفغانستان، وحتى مع وجود تواطؤ حكام باكستان مع الولايات المتحدة ومع الزيادة في هجمات الطائرات بدون طيار، وكذلك محاولات الولايات المتحدة للضرب على وتر طالبان المعتدلة وغير المعتدلة، لا تزال أمريكا تغرق في مستنقع أفغانستان.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان خان

 

 

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 21 آب/أغسطس 2016م 13:01 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأحد، 21 آب/أغسطس 2016م 08:46 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع