السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
يا علماء الكنانة: نصرة الإسلام تكون بتبني قضية الأمة المصيرية؛ الخلافة على منهاج النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا علماء الكنانة:

نصرة الإسلام تكون بتبني قضية الأمة المصيرية؛ الخلافة على منهاج النبوة

 

تناقلت الكثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني حديث الشيخ محمد حسان حول مذبحة رابعة بالتزامن مع ذكرى مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة وما سبقهما وما تلاهما من أحداث دامية؛ فنقلت بوابة الوطن الإلكترونية الأحد 2016/8/14م أنه قال، إن أول حلول الأزمة الدائرة الآن بين الدولة والمجتمع من جهة وبين الإخوان من جهة أخرى هو دفع «الدية» عن كل من سالت دماؤه وراح ضحية هذا الصراع، من أجل إطفاء النار المتأججة بينهما، وأضاف «حسان» في حواره مع «الوطن»، أنه بعد عزل «مرسي» تبنى مبادرة للمصالحة بين الإخوان والدولة، وذهب إلى الإخوان وقيادات تحالفهم، فأخبروه بتمسكهم بعودة «مرسي»، وبمراجعتهم طلبوا عدم فض اعتصام رابعة بالقوة، وهو ما وافق عليه المشير السيسي وقتها بشروط، إلا أنهم رفضوا الصلح، وتابع: كلا الطرفين يرى أن له دماء يجب أن يأخذوا بحقها، ومن وجهة نظري هناك حل شرعي لهذه المسألة، وهو ما أقدم عليه سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه عندما وقعت الفتنة بين أنصار علي بن أبي طالب، وأنصار معاوية بن أبي سفيان، وأصبح القتل على المشاع، تماماً كما حدث في السنوات الماضية، والحل يتمثل في دفع الدية لأُسر القتلى، حتى تنتهي الأزمة بين الطرفين، فالله سبحانه وتعالى فضل أمة سيدنا محمد ﷺ من بين 70 أمة، وأجاز فيها القصاص والدية والعفو، فقال عز وجل: ﴿وَلَكُمْ في الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقد نجد بعض أولياء الدم في حاجة إلى المال، فهنا يجب دفع الدية، وسيدنا الحسن رضي الله عنه طالب بإطفاء النار المتأججة في القلوب بين فريقي «علي ومعاوية» رضي الله عنهما، عن طريق دفع الدية، والدية هنا على العائلة ومن لم يستطع دفعها فالأمة هي من تتولى دفعها، واستطرد: «الموقف حالياً يزداد صعوبة كل يوم لتعنت كل طرف وللابتعاد بين الطرفين، وأرى أن الطرف الأقوى هو الذي يجب أن يأخذ بزمام المبادرة بطريقة أو أخرى، إلا أن هذه الخطوة تحتاج إلى وقت وجهد، لكن ليست هناك مشكلة فالطرف الأقوى هو الدولة»، كما نشرت جريدة الفتح في 2016/8/19م حديثا للدكتور جمال المراكبي حول ما سبق أحداث رابعة من مبادرات واجتماعات حيث أشار إلى أن صلاح سلطان قال: "بكل وضوح عاوزين تنصروا القضية تعالوا اقعدوا في رابعة"، فرد عليه الشيخ محمد حسان "لو كنت أعلم أن نصرة دين الله في رابعة أو على المنصة لسبقتك إليها، ولكن نحن نعرض عليكم ونسمع منكم".

 

نعم نصرة الدين لم تكن في رابعة ولا على المنصة، كلمة حق أراد بها باطلاً؛ فمن لديه قليل من علم شرعي يدرك يقينا كيف ينصر الإسلام وكيف يدافع عن المسلمين، ولا يرتمي في أحضان الخونة والعملاء ولا يجمل قبح وجوههم ولا يغسل قذارة فعالهم.

 

يقولون "صمت دهرا ونطق (...)"، لا نقول كفرا وإنما نذكر الناس أن الرجل الذي صمت عن جرائم النظام ورأسه ومن سبقوه يخرج علينا الآن ليصرف أنظار الناس عن الحل الحقيقي لما تمر به الكنانة من أزمات تكاد تعصف بها ومحاولا إطالة عمر النظام الذي يكرس تبعية الكنانة وأهلها للغرب الكافر، رغم علمه بالحل الحقيقي والجذري لكل مشكلات الكنانة، بل والأمة بعمومها، وهو تحكيم الإسلام كاملا شاملا من خلال الخلافة على منهاج النبوة، وما دونه من حلول ليس سوى مسكنات تخدر الشعوب وتضيع حقوقها وتبقيها على ما هي فيه من تيهٍ، ومن يطرحها يخادع الأمة ويرضى أن يُعصى الله في الأرض!

 

يا أهل الكنانة! لقد علمنا الإسلام ألا نعرف الحق بالرجال وإنما نعرف الحق فنعرف أهله؛ والحق هنا يكون موقفا ووقفة لله عز وجل مخلصة أمام نظام يعادي الإسلام وأهله وأوغل ويوغل في دماء المسلمين، وفوق كل هذا فهو نظام يحكم بأحكام الكفر ويكرس تبعية الكنانة للغرب الكافر ويمكّنه من نهب ثرواتها وخيراتها، هذه الوقفة تقتضي التصدي لهذا النظام وبيان مخالفته للشرع واغتصابه لسلطان الأمة ووجوب خلعه من جذوره وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضه، هذا هو الموقف الشرعي يا أهل الكنانة، ومن يقولون به هم أهل الحق وخاصته، وهم وحدهم من يجدر بكم أن تعطوهم ثقتكم وتسلموهم قيادتكم، أما موقف الباطل فهو تعضيد هذا النظام وإقرار ما هو عليه من مخالفات شرعية وعدم الخوض فيها أو فيه، وتركيع الناس له بفتاوى مضللة ما أنزل الله بها من سلطان، وشغل الناس عن مساوئ النظام بقضايا فرعية هامشية، والتخلي عن أمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر وأطرهم على الحق ومطالبة الرعية بالصبر عليهم وعلى ظلمهم، واعتبارهم بلاء واقعاً بهم، متغافلين عن صريح النصوص التي توجب تحكيم الإسلام في واقع الحياة وتحرم تفريق المسلمين إلى دول ودويلات وتوجب عليهم أن تكون دولتهم واحدة يحكمها حاكم واحد.

 

يا علماء الكنانة! إن الأمة التي خرجت ثائرة على الكفر الذي يحكمها ستدرك حتما ما الذي يصلح حالها، ولا يصلح حالها إلا الإسلام، وسواء أبيّنتم أم كتمتم ما تعلمون من أحكامه ووجوب تطبيقها وكونها علاجا صحيحا وحلا جذريا لمشكلات الكنانة والأمة، فسيدرك أهل الكنانة أن خلاصهم في الإسلام، وستسقط الأقنعة عن بقية المتلونين منكم وستلفظكم الأمة كغيركم ممن باعوا آخرتهم بدنيا الحكام، وستكون عاقبتكم عند الله عاقبة سوء وخزي، فعجلوا بها توبة نصوحاً لله، وأروه منكم ما يحب ويرضى، وكونوا للأمة هداة مهتدين؛ قادة على درب عزهم وسادة لشهدائهم بوقوفكم في وجه هؤلاء الحكام الخونة وتحريض الأمة شعوبا وجيوشا على خلعهم واستئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض عروشهم، فالعالِم لا يسكت تُقيةً، فإذا سكت العالم تقيةً وتكلم الجاهل بجهله فمن يقيم حجة الله في الأرض؟!

 

يا علماء الأمة! إنكم ورثة الأنبياء وأمناء الرسل على عباد الله، فاحملوا ميراثكم وكونوا على قدر أمانتكم قادة للأمة في طريق عودتها سيدة الدنيا كما كانت، فاحملوها لتنتزع سلطانها ممن سلبوه منها وتعيد السيادة فيها للشرع، وتقتلع تلك الحدود التي رسمها الغرب وتعيد الأمة كلها دولة واحدة كما كانت، وتبايعون والأمة حاكما واحدا يطبق الإسلام في الداخل ويحمله للعالم بالدعوة والجهاد، فيراه الناس واقعا عمليا مطبقا ويدخلون في دين الله أفواجا، فيا سعدكم وفرحكم حينها وكل هذا الخير في صحيفتكم وبه تلقون ربكم، ألا فشمروا فالأمر جد لا هزل.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

وسائط

3 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 26 آب/أغسطس 2016م 19:32 تعليق

    الله يبارك فيكم وينفع بكم الأمة الإسلامية

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الجمعة، 26 آب/أغسطس 2016م 18:25 تعليق

    بارك الله فيكم

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 26 آب/أغسطس 2016م 16:54 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع