السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
مسيرة البيضاء دليل آخر على الإفلاس السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مسيرة البيضاء دليل آخر على الإفلاس السياسي


وشعاراتها تكشف حقيقة الصراع السياسي في المغرب وأنه بين العلمانية والإسلام السياسي

 


ما إن بدأ سباق الحملات الانتخابية قبل أسابيع حتى طفت على السطح مرة أخرى مشكلة ضحالة الأوساط السياسية وتدني مستوى الأعمال السياسية. وقد بدا هذا واضحاً في المسيرة التي نظمتها وزارة الداخلية (وإن حاولت التنصل منها) يوم الأحد الماضي (2016/09/18) في الدار البيضاء تحت عنوان "ضد أخونة الدولة والمجتمع". لقد كان واضحاً مدى الارتجال والفوضوية في التنظيم واللذين جعلا المنظّمين يحشدون الناس من مناطق مختلفة لا يجمع بينهم جامع، ولا يفهمون الغاية من المسيرة ولا سبب مشاركتهم فيها حتى أصبحت المسيرة محل تندر واسع في شبكات التواصل الإلكتروني.


بالرغم أن القصد المعلن من المسيرة هو حزب العدالة والتنمية ورئيسه بنكيران، إلا أن خطورة الشعارات المرفوعة تتعدى الحزب الحاكم، بدءا بعنوان المسيرة "المسيرة الوطنية ضد أخونة المجتمع والدولة" ومرورا بالشعارات واللافتات المرفوعة ومنها التنديد "بأسلمة السياسة وتسييس الدين" و"بأسلمة العمل السياسي" وضد "أسلمة المجتمع" و"نحن مسلمون وليس إسلاميين". فالواضح أن الشعار المرفوع والذي أريد تصوير أن الجماهير تحمله هو شعار العلمانية وفصل الدين عن الحياة، فإذا علمنا أن حزب العدالة والتنمية لا يرفع أصلاً أي شعار إسلامي وأنه يتبنى العلمانية عملياً منذ زمن، فهذا دليل واضح على حقيقة الصراع الدائر وكونه أبعد من مجرد صراع انتخابي بين حزبين متنافسين وأنه في الواقع صراع بين العلمانية والإسلام السياسي. إلا أن طبيعة العمل الذي قامت به أجهزة الدولة ونقلها الصراع من الصعيد الفكري الراقي إلى صعيد المناوشات الهابطة في الشوارع يدل دلالة واضحة على مدى الإفلاس السياسي وعجز الدولة عن حشد الناس فضلاً عن إقناعهم بما ترفعه من شعارات، حتى اضطرت إلى جمع من هب ودب من الناس.


إن المطالبة بالإسلام والتوق إلى الاحتكام إليه أصبحت من بدهيات المشهد السياسي اليوم ليس في المغرب فحسب بل وفي العالم الإسلامي أجمع، والكل يعرف أن التأييد الذي يحصل عليه حزب العدالة والتنمية ليس نتيجة اقتناع الناس ببرامج الحزب أو إنجازاته، ولكن لأنهم يرون أن هذا الحزب هو أقرب الأحزاب إلى الإسلام وأنظفهم يداً، لذلك هم يصوتون له ويتشبثون به نتيجة حبهم للإسلام رغم ضعف إنجازات الحزب وإصراره على مسايرة القصر والخنوع له!!


لقد أدى حزب العدالة والتنمية دوراً محورياً في حماية القصر وتثبيت أركانه خلال أحداث الربيع العربي واستطاع امتصاص الانتفاضة الشعبية ومنع تحولها إلى ثورة عارمة واستمر في تنفيذ ما يُطلب منه من أدوار لتمرير القوانين المثيرة للجدل والتي عجزت عنها الحكومات السابقة، مثل قانون التقاعد وقانون صندوق المقاصة وإضعاف التعليم العمومي والتهيئة لفتح المجال للمستثمرين في القطاع الصحي... ومع ذلك فإن المخزن يصر على إضعافه بتشجيع معارضيه وتهييج الإعلام وما يسمى مؤسسات المجتمع المدني ضده.


إن حزب العدالة والتنمية مستمر للأسف في تأدية ما رُسم له من أدوار، ونتيجة للتأييد الشعبي الذي يلقاه فمن المرجح أن يفوز في الانتخابات القادمة إن لم يُتلاعب بنتائجها، إلا أن التقطيع الانتخابي قد صنع على عين المخزن وبصيرته وحيك بطريقة تمنع حصول أي حزب على أغلبية مريحة، وعليه فسيضطر الحزب الفائز للتنسيق مع الأحزاب الصغرى والخضوع لابتزازها مما سيزيده ابتعاداً عن بقايا نكهة الإسلام التي كانت تميزه.


مرة أخرى نرى للأسف كيف يتم استغلال اندفاع المسلمين وضعف الوعي السياسي لديهم لتثبيت الحكم العلماني. نسأل الله أن يبصر المسلمين بما يحاك لهم.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


محمد عبد الله

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 20 أيلول/سبتمبر 2016م 16:39 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 20 أيلول/سبتمبر 2016م 16:02 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع