الجزائر: احتجاجات شعبية تلهب الشارع

ككل خريف وشتاء من كل سنة وتزامنا مع العودة المدرسية تندلع في أغلب المحافظات الجزائرية احتجاجات شعبية متعددة المطالب؛ فبعد أزمة فيديو المعلمة مع تلاميذها إحياء للغة العربية وقضية وزيرة التربية نورية بن غبريط في تغيير مناهج التعليم ومحاولة منها طمس الهوية العربية والإسلامية، اندلعت احتجاجات شعبية في العديد من المدن تطالب الوزيرة بالاستقالة إضافة إلى اعتصام المعلمين أمام المركز البريدي بالعاصمة.

ففي يوم 2016/9/26 اندلعت احتجاجات للعاطلين عن العمل في مدينة ورقلة طالبوا فيها بالتشغيل، وكوسيلة للضغط على الحكومة احتجزوا شاحنات لنقل الوقود وسط المدينة وهددوا بتفجيرها في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، وفي يوم 2016/9/25 نظم أهالي مدينة الوادي حركات احتجاجية ضد ما وصفوه بالزيادات في فواتير الكهرباء حيث تم تعطيل حركة المرور وغلق الطريق الرئيسي الذي يتوسط مدينتهم باستعمال متاريس من الحجارة وحرق العجلات المطاطية، مطالبين بحل عاجل حول أسعار الفواتير. وفي يوم 2016/9/27 نظم عمال البلديات مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة رافعين لافتات يطالبون براتب محترم والتشغيل حق دستوري. وفي اليوم نفسه اندلعت في ولاية أدرار اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن مستعملين القنابل المسيلة للدموع والعصي لفض الاعتصام، ويندرج هذا الاعتصام تحت عنوان البطالة والتهميش وانعدام المشاريع التنموية لدرجة حرمان المنطقة من الماء والغاز والكهرباء. ومن المرجح وككل خريف وشتاء من كل سنة أن تنتقل شرارة الاحتجاجات إلى باقي المحافظات، إلا أن بعض الترقيعات والإصلاحات التي تقوم بها السطلة من حين لآخر لامتصاص الغضب الشعبي ربما لن تنجح هذه المرة في إيقاف هذا الزحف الجماهيري الذي مل الوعود الزائفة، ولأنه أدرك أن سياسة التقشف وقانون المالية لسنة 2017 لا ينبئ إلا بتفاقم الأزمة واستمرار الوضع على ما هو عليه أو ربما يزداد تعقيدا وتأزما خاصة والحكومة تتخبط في صراعات داخلية بقصر المرادية حول خليفة المقعد عبد العزيز بوتفليقة.

لقد أفلس النظام الجزائري فعلا في رعاية شؤون الشعب وحل الأزمات الإنسانية والاقتصادية في البلاد، هكذا هي حاله هو وباقي الأنظمة العربية ما دامت خاضعة لإملاءات صندوق النقد الدولي وضغوط القوى الاستعمارية وإشغالهم بمحاربة فزاعة (الإرهاب) وصرف الأموال في شراء الأسلحة والرفع في ميزانيتي الدفاع والداخلية على حساب باقي الوزارات. إن الأنظمة الرأسمالية على وشك الانهيار بعد نفاد كل أساليبها ووسائلها الخبيثة في نهب ثروات المسلمين ومحاولة طمسهم عن هويتهم الإسلامية، وفي المقابل نلاحظ صحوة إسلامية وبداية وعي فكري وسياسي لدى الشعوب الإسلامية الرافضة لكل الحلول الترقيعية ولا حل لهم إلا بنظام منبثق عن عقيدتهم الإسلامية مطمئنٍ لقلوبهم ومطابقٍ لفطرتهم، فيه جميع الأحكام لمعالجة مشاكلهم ورحمة للعالمين، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو عبيدة – تونس