السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"   (5)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"

 

(5)

 

رؤية 2030 في التعليم: استهداف الجيل القادم

 

 

تعتبر سياسة التعليم إحدى أهم الأسس والأركان الرئيسة التي توليها الدول اهتماما بالغا وعناية فائقة لما لها من أثر مباشر وغير مباشر في إعداد الفرد ليكون فاعلا ومهيأً فرديا وكجزء من الجماعة، إعدادا يبرز وجه الدولة والأمة حضاريا وثقافيا وعلميا وتكنولوجياً بل وأخلاقيا، فالدولة الإسلامية تسعى من خلال سياسة التعليم إلى بناء شخصيات إسلامية بعقليتها ونفسيتها مُعَدَّة إعدادا دقيقا وشاملا يعبر عن وجهة نظرها في الحياة ويهيئ الفرد ليكون فاعلا في مجتمعه وأمته ومتسقا ومتناغما معها، إذا بنيت سياسة التعليم على عين بصيرة وإذا اضطلعت الدولة بمسؤولياتها، لأن التعليم مسؤولية وواجب من واجبات الدولة يجب عليها أن ترعى من خلالها شؤون الأفراد والجماعة والتأثير فيهم بناء على عقيدة الأمة والأحكام المنبثقة عنها. وأي إخفاق في هذا الأمر ما هو إلا إخفاق للدولة والقائمين عليها لأن التعليم أحد أهم القنوات التي من خلالها يصنع قادة الأمة على عين بصيرة ليضطلعوا بأعباء أمتهم بل والعالم أجمع.

 

والناظر فيما يذهب إليه آل سعود (ابن سلمان) فيما يسمى ويعرف برؤية 2030 الأمريكية والتي وضعتها شركة ماكينزي الأمريكية والرأسمالية الأثر على المجتمع والفرد فيما يخص سياسة التعليم يشير إلى أن بلاد الحرمين مقبلة على كارثة حقيقية في التعليم حيث أعرب القائمون على التعليم عن خصخصة التعليم، بل أعلنوا وبحلول 2020 سيتم إسناد بناء 2000 مدرسة لشركات خاصة لتستقل إداريا وماليا ومنهجيا إلى حد ما عن الدولة ويكون لها صلاحيات إدارية وتعليمية، وسيتم إعداد نماذج لهذه المدارس من قبل متخصصين رأسماليين (شركات تعليمية) لتكون نموذجا يسير عليه كل من يرغب بأن يكون له حظ في ذلك.

 

ويترتب على هذه الدعوة بلاء عظيم يتمثل أولا بتخلي الدولة عن رعايتها - سياستها إن كان لها سياسة - لأهم ركن من الأركان والذي يبني شخصية الفرد ليكون مؤهلا فيما بعد في أمته ومجتمعه من خلال ما يبثه من أفكار وأقوال وأفعال، وسيقود ذلك لتغريب المناهج وإيجاد شخصيات منفصمة أكثر مما هي عليه الآن، بل إلى إيجاد شخصيات رأسمالية في مجتمعات لها نكهة إسلامية يدين أهلها بالإسلام، وسيقود هذا إلى إيجاد شخصيات لا تمثل أمتها بل هي غريبة عنها متناقضة داخليا وخارجيا ومتناقضة فكريا ومشاعريا، خصوصا وأن هذه الأفكار يصاحبها تغيير كامل في المناهج كما هو حاصل الآن في عدة دول بناء على طلب من الغرب الكافر المستعمر، والهدف من ذلك كله هو ضرب أبناء الأمة حتى لا تقوم لهذه الأمة قائمة؛ وذلك لعلمهم ومعرفتهم ما للأفكار من أثر في بناء الفرد والدولة والمجتمع، ولمعرفتهم ما لسياسة التعليم من أثر مهم ورئيس على الفرد والدولة والمجتمع، ولأنهم أدركوا أنهم أخطأوا سابقا في وضع المناهج السابقة لأنها ومن حيث لا يدرون ربطت فكريا وتاريخيا بين تاريخ الأمة ومعاركها وجهادها وحاضرها.

 

والتخلي عن سياسة التعليم ودعمه لصالح شركات تجارية سيؤدي إلى تحويل التعليم إلى تجارة - أكثر مما هو عليه - لا منبرا علميا تربويا يصنع شخصيات إسلامية فاعلة، ناهيك عن أن المضطلعين ببناء نماذج تلك المدارس شركات ومؤسسات غربية رأسمالية همها الوحيد هو هدم الإسلام والتأثير على أفكار الناس وثقافاتهم بجعلها تتسق مع الفكر الغربي للكافر المستعمر، ويسعون من خلال ذلك للسيطرة التامة المباشرة على أفكار ومشاعر الطلاب من خلال المناهج المبرمجة.

 

والتآمر لتغيير المناهج أمر معروف وهو قديم حديث وفي كل البلدان الإسلامية - بطلب من المحور الصهيو أمريكي - لما له من أثر في تكوين الفكر والمفاهيم وغسل الأدمغة؛ لذلك يتم التركيز عليه بشكل ملحوظ خصوصا بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2011؛ فمنذ تلك الأحداث وحتى شهر أيار/مايو 2015 قامت الحكومة السعودية بتغيير المناهج ست مرات وعلى مراحل حتى لا تثير حفيظة العامة،

 

 https://beopen.me/2015/05/28/بالصور-الحياة-بين-فسطاطي-الإيمان-والكفر/

 

وتغيير المناهج هو جزء أساسي من رؤية 2030 تحت ذريعة "تحرر التعليم السعودي من قيود السلفية"

 

 

http://alarab.co.uk/pdf/2016/06/28-06/p17.pdf

 

ناهيك عن التناقضات التي ستحدث عند تولي شركات مختلفة تلك المدارس وسياسة التعليم، يهدفون من ذلك إلى إيجاد أجيال مغيبة فكريا ومشاعريا عن أمتها. لكن سيخيب سعيهم بإذن الله كما خاب مرات عديدة إذا وعى الناس على ما يدبر لهم بليل وسعوا بشكل حثيث لمعرفة أس الداء وسبب البلاء في تلك الطغمة التي وليت أمرهم لخدمة مصالح الغرب الكافر المستعمر، خصوصا أن هذه الإجراءات والخطط تأتي في ظل رؤيتهم لبوادر الصحوة عند الأمة الإسلامية فمكروا مكرهم لكن الله سيأتيهم من حيث لا يحتسبون، ومن أجل تدارك الأمر كان لا بد من العمل جذريا لضرب سياسة التعليم لتكون متسقة ومنسجمة مع أفكارهم ومع حربهم ضد الإسلام والمسلمين خصوصا أنهم بدأوا يدركون أن الأمة في طريقها لإعادة مجدها التليد وتسير بخطى واثقة ومن خلفها المخلصون نحو الخلافة على منهاج النبوة، وعلى الأمة الإسلامية أيضا أن تدرك ما يحاك لها ويخطط لها لتقف في وجهه وتعلم أن من يَلون أمرها إن هم إلا خدم وعبيد لأسيادهم من أجل أن يفعلوا بالأمة وشبابها الأفاعيل.

 

﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىْ أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد صالح – بلاد الحرمين الشريفين

 

 

المقالة الأولى: (1) "رؤية السعودية 2030" في ميزان الإسلام

المقالة الثانية: (2) ضرائب آل سعود على الحج والعمرة ما سبقهم بها أحدٌ من العالمين

المقالة الثالثة: (3) رؤية السعودية للتسليح العسكري، سهم في كنانة الكافرين وطعنة في خاصرة المسلمين

المقالة الرابعة: (4) رؤية الصحة 2030 تخدير لأبناء بلاد الحرمين
المقالة السادسة: (6) رؤية 2030: التحول إلى الرأسمالية التامة

المقالة السابعة: (7) رؤية بن سلمان ورؤية صندوق النقد لاقتصاد آل سعود

 المقالة الثامنة: (8)نظرة موجزة على ميزانية السعودية لعام 2017

 

1 تعليق

  • khadija
    khadija الجمعة، 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 14:56 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع