السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
الفرق بين حكام اليوم وخلفاء المسلمين سطر واحد  قليل في أحرفه شاسع في معانيه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الفرق بين حكام اليوم وخلفاء المسلمين سطر واحد

 

قليل في أحرفه شاسع في معانيه

 

 

حتى تستوعب الأمة خطابنا لها كان لزامًا علينا توضيح الفرق بين حكامنا اليوم، وخلفاء المسلمين. إن الحاكم في كل الدنيا نوعان اثنان فقط وهما:

 

الأول: حاكم اختاره الناس، فاستمد سلطانه، وقوته منهم؛ فالناس يحمونه حال التزم بالفكرة الكلية التي آمنوا بها لتحدد الحقوق والواجبات للفرد والمجتمع والدولة، أو يقومّونه بالمحاسبة إذا حاد عن الفكرة الكلية قليلاً، فيعود إليها، أو يخلعونه في حال تركه تمامًا للفكرة الكلية التي أسسوا عليها الحكم.

 

الثاني: حاكم استمد سلطانه وقوته من أعداء أمته الذين دعموه بالدبابات والطائرات، فالأعداء يحمونه طالما أنه يحقق مصالحهم، ويلفظونه إذا لم يعد قادرًا على تحقيق مصالحهم، فالأعداء يستطيعون محاسبته ومعاقبته إذا تلكأ في خدمتهم أو خلعه إذا ضيع مصالحهم أو أصبح غير قادر على تحقيقها، وأمته كذلك قادرة على دعوته أولا ليؤمن بالفكرة الكلية التي تريد أن يؤسس عليها الحكم من الصفر، أو خلعه إذا لم يستجب لإرادتها لأنه جسم غريب عنها، وهو عدو لها طالما أنه رفض أن يؤسس الحكم على الفكرة الكلية التي اجتمعت إرادة الأمة حولها ليؤسس عليها الحكم.

 

فالحاكم الأول ينام تحت الشجرة، مثل عمر بن الخطاب؛ العلاقة بينه وبين الناس علاقة رعاية لأنهم اختاروه ليطبق عليهم الفكرة الكلية التي أسسوا عليها الحكم وحددت لهم الحقوق والواجبات للفرد والمجتمع والدولة.

 

والحاكم الثاني لا ينام إلا خلف الأسوار العالية، والأسلاك الشائكة، والحراسة المشددة بالدبابات والكاميرات وحشود هائلة من الجنود بكل أنواعهم، لأن العلاقة بينه وبين الناس علاقة عداوة؛ لأن أسياده يستخدمونه لمص دماء الناس وكسر إرادتهم، ودفنهم تحت الضلال والفساد، وإن لزم تحت التراب حتى يستطيع أن يرعى مصالح أسياده.

 

ولذلك نرى أن المسلمين ثاروا على حكامهم ولا زالوا يثورون عليهم لأنهم لا يمثلونهم، بل يمثلون عليهم وبهم، وهم امتداد لمؤتمر لوزان بسويسرا عام 1922م الذي قسم أراضي وأموال دولة الخلافة العثمانية بين الحلفاء وهم: بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، فكان نصيب الأسد لبريطانيا، وتلتها فرنسا، ثم البقية.

 

ونفذ ذلك عبر اتفاقية سايكس بيكو، فمنذ ذلك الحين، والأمة الإسلامية ترزح تحت أكثر من 60 دويلة تكبلهم، وتنسيهم مجدهم، وتبعد تفكيرهم عن إعادة حكمهم الذي يقوم على أساس عقيدة المسلمين التي أسسوا عليها الحكم، ودولة الخلافة لأكثر من 1342 سنة هجرية.

 

فمارس هؤلاء الحكام كل أنواع المكر، والتضليل والتشويش على أذهان المسلمين حتى لا يفهموا أساس مشاكلهم كلها، ولا يصلوا إلى الحل الحقيقي الجذري لها.

 

فمن الأفكار المضللة التي مارسها الغرب عبر حكامه حكام لوزان وسايكس بيكو الجاثمين على صدر الأمة الإسلامية:

1- أنه لا يوجد بينكم رجل رشيد ليحكمكم بالعدل.

 

 

2- أنتم تستحقون أن تحكموا بهؤلاء الحكام الظلمة؛ لأنكم لا تستغفرون، وكثيرو الذنوب والمعاصي، لذلك سلط الله عليكم حكامًا من أمثالكم في المعاصي والذنوب (هكذا افتراءً على الله وكذبًا وإخفاء لكل الحقيقة).

 

3- تحريف حقيقة الحكم الأصلية؛ فالحكم يقوم على أساس فكرة كلية آمن بها الناس تحدد لهم حقوق وواجبات كل من الفرد والمجتمع والدولة، ثم يختارون من بينهم رجلاً ليحكمهم بالفكرة الكلية التي آمنوا بها ليؤسسوا عليها الحكم والدولة، لأن الفكرة الكلية تحدد الحقوق والواجبات في العلاقات العشر الآتية بين كل من:

 

1- الفرد ونفسه.

 

2- الفرد وربه.

 

3- الفرد والفرد.

 

4- الفرد والمجتمع.

 

5- المجتمع والفرد.

 

6- الفرد والدولة.

 

7- الدولة والفرد.

 

8- الدولة والمجتمع.

 

9- المجتمع والدولة.

 

10- الدولة والدول الأخرى.

 

لأن الإنسان يعيش ضمن هذه العلاقات فقط، ولا توجد غيرها، لذلك يقوم الحكم على أساس فكرة كلية تحدد الحقوق والواجبات في كل العلاقات الموضحة أعلاه.

من هنا يبرز كذب وغش وتضليل من الحكام اليوم وأسيادهم بأن الحكم يقوم على شخص، وليس على فكرة كلية يؤسس عليها الحكم. والفكرة الكلية لا تفرض على الناس بالحديد والنار، وإنما يتم جمع إرادتهم حولها، وهذا يكون بقوة الفكرة الكلية من حيث الآتي:

 

1- أن تكون مقنعة للعقل.

 

2- أن تملأ القلب طمأنينة.

 

3- أن توافق فطرة الإنسان بأنه يحتاج لخالق الوجود في تنظيم حياته وكل العلاقات التي يعيش فيها الإنسان.

 

لذلك على الأمة الإسلامية، أن تستوعب حقيقة معنى الحكم الذي بيناه حتى تتضح لها الأمور، وأن تستوعب الفرق بين حكام اليوم وخلفاء المسلمين، وعندها تستطيع الإطاحة بهؤلاء الحكام في لحظات؛ لأنها بذلك عرفت ما هو البديل الذي سوف تؤسسه، لأن الأمة الإسلامية لن تستطيع أن تغير الحكم الحالي إلى الحكم الحقيقي إلا إذا فهمت حقيقة معنى الحكم، والفرق بين حكام اليوم وخلفاء المسلمين؛ لأنه بكل بساطة: لن يستطيع الإنسان أن يغير ملابسه المتسخة البالية تمامًا إلا إذا كان لديه ملابس جديدة موضوعة أمام عينيه. فالحكم يقوم على فكرة كلية اجتمعت إرادة الناس حولها ليؤسسوا عليها الحكم، ولا يؤسس الحكم أناس لا يملكون فكرة كلية يؤسسون عليها الحكم، ولا على شخص أمين لا يملك فكرة كلية يؤسس عليها الحكم. بل الحكم الحقيقي يؤسس على ثلاثة أعمدة هي:

 

1- فكرة كلية صادقة مبلورة.

 

2- أناس اجتمعت إرادتهم على الفكرة الكلية نفسها.

 

3- أن يختار الناس رجلاً من بينهم اجتمعت إرادته معهم على الفكرة الكلية نفسها.

 

فإذا توافرت الأعمدة الثلاثة ينشأ حكمٌ قويٌ متينٌ يحقق للناس الرفاهية والسعادة. ونذكر أن الفكرة الكلية التي تحقق الحياة الكريمة والرفاهية والسعادة، وصنعت حكامًا مثل خلفاء المسلمين، هي عقيدة الإسلام، العقيدة السياسية الرعوية الفريدة الناجعة التي تنظم كل العلاقات التي يعيش فيها الإنسان. ودمتم سالمين.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس محمد مصطفى - الخرطوم

 

 

1 تعليق

  • khadija
    khadija السبت، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 07:10 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع