السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
نعم، نعمل لإسقاط النظام  وشعارنا: الدين، الكرامة، الملكيات، الوحدة، الأمن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نعم، نعمل لإسقاط النظام

 

وشعارنا: الدين، الكرامة، الملكيات، الوحدة، الأمن

 

حراك سياسي ينتظم السودان منذ الشهر الماضي، عن طريق العصيان المدني، وقد أعلنت القوى الفاعلة، عبر وسائط التواصل الإلكتروني متمثلة في السواد الأعظم من الناس، عزمهم على استمرار الحراك والدخول في عصيان مدني جديد في التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر 2016م.

 

تغلي الأوضاع في السودان منذ أكثر من عقدين، فالجوع، والفقر، والقهر، الذي يمارس على أهل السودان، قد شكل طاقة دافعة للناس للسعي طلباً في إسقاط النظام، فكانت حملات الرفض لسياسات النظام المستبد، ولكن الحكومة سرعان ما كانت تواجه كل دعوة للتغيير بالقمع، والبطش، والقتل الوحشي، للأطفال، والنساء، وحملات الترويع التي يباشرها جهاز الأمن، فكانت المجازر الكبرى التي ارتكبت في حق أهل السودان، وتحت تأثير البطش العسكري والقبضة الأمنية الشرسة، سرعان ما تنتهي موجات الرفض والتظاهر ضد النظام.

 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كانت الزيادات في أسعار السلع والخدمات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وتنبهت الأمة لضرورة العمل الجاد لخلع النظام، وقد تعلم الناس من الدروس السابقة، فحولت أرض المعركة من الطرقات إلى البيوت، عن طريق العصيان المدني، هذا الأسلوب الجديد في الرفض، جعل الحكومة، كغيرها من عوام الناس، في حالة ترقب وانتظار لما يترتب على هذا العصيان... بل إن الرئيس البشير سرعان ما هرب بطائرته الرئاسية ليجلس على مدرجات مشاهدة سباق ترفيهي في دولة الإمارات، مترقباً ومنتظراً صوت الأمة، وبهذا أثبتت الجماهير فاعليتها وحيويتها وجدوى حراكها السياسي مما دفع الناس لمعاودة الكرة مرة أخرى، حيث تمت الدعوة، عبر وسائل التواصل الإلكتروني، للدخول في عصيان مدني يبدأ يوم الاثنين 19 كانون الأول/ديسمبر 2016م، وحيال هذا الحراك المبارك بإذن الله، الذي يكشف عن درجة من الوعي تتركز في جماهير الأمة، كان لا بد لنا من كلمة تقال في هذا الوقت المفصلي من التاريخ الذي تمر به البلاد، ولذلك نقول:

 

أولاً: الكفاح السياسي هو ديدن الأمة:

 

إن الأهل في السودان تتقدمهم عيون الأمة الواعية يعملون لإسقاط نظام الإنقاذ، منذ مجيئه إلى السلطة، فقد قالها حزب التحرير في وقت مبكر من عمر النظام: (إن نظام الإنقاذ هو نظام رأسمالي لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ويجب على المسلمين في السودان العمل على إسقاطه وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاضه). وقد دفع شباب الحزب ثمناً لقول كلمة الحق؛ من اعتقالات وملاحقات وتشريد وتعتيم على نشاطه الذي يمشي به بين الناس، تعبئة وتوعية وتحريضاً وإسقاطاً لهيبة النظام في عيون الناس... ففي الوقت الذي كان فيه النظام يخوف الناس ببيوت الأشباح وما وراء الشمس، كان شباب حزب التحرير يقولونها عالية مجلجلة إن نظام الإنقاذ يعمل على تفتيت البلاد وإنفاذ مخطط أمريكا في السودان.

 

ثانياً: الفكر والعمل لأجل غاية:

 

إننا نحذر أبناء الأمة من خطورة الانتقال من الإحساس بالواقع إلى العمل مباشرة، ومن مزالق الحراك السياسي المبني على الرغبة والحماس فقط، لأن الثورة لا بد أن تتحصن بالقاعدة الذهبية العملية لإنجاز الغايات وهي (الفكر والعمل من أجل غاية)، أي لا بد من وجود تصور واضح لمرحلة ما بعد إسقاط النظام حتى نغلق كل المداخل والمسارات على شياطين الغرب، وتجار السياسة، ومرتزقة العمل العام، الذين يتسكعون في عواصم الغرب والشرق، وحتى لا نجرب المجرب، فقد خرجت الجماهير في تشرين الأول/أكتوبر من العام 1964م وأسقطت حكومة عبود وأقيم نظام ديمقراطي، وتكررت ذات التجربة في نيسان/أبريل من العام 1985م وأيضاً جاء الحراك بنظام ديمقراطي رأسمالي كالح، لم ينجح في علاج القضية التي خرج الناس من أجلها، فما كان من الشعب إلا أن تحرك مرة أخرى وهو يهتف: (العذاب ولا الأحزاب) فقد جربنا الأنظمة الديمقراطية فهي فضلاً عن كونها فكرة خيالية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، فهي أيضاً مخالفة للإسلام في أصلها وفي فروعها، ولهذه الأسباب يجب نبذها ورفضها وتبني نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

ثالثاً: تحرير الدين واجب على أهل السودان:

 

لقد عمدت حكومة الإنقاذ على تشويه الإسلام وأحكامه، مما جعل المنافقين من (بني علمان) يتطاولون على هذا البنيان وأهله، بل أصبح الإسلام يُنعت في كثير من الأحيان بوصفه سبباً للأزمة الراهنة، بفعل ممارسات الإنقاذ، ولذلك وجب على الغيورين والمخلصين العمل الجاد لتغيير هذا النظام، واسترداد الدين من الأيادي الملطخة بمحاولات تشويهه، وتحرير الأحكام الشرعية من معتقلات الفكر الرأسمالي، المتحكم في مفاصل النظام، والذي تدعي الدولة بأنه هو الإسلام... نعم لقد رفعت حكومة الإنقاذ شعارات إسلامية لكنها طبقت النظام الرأسمالي نفاقاً وتضليلاً، مما أحدث بلبلة لدى العامة والخاصة من الناس... ولهذا كله فإننا نقول إن العصيان المدني لإسقاط نظام الإنقاذ، الأصل أن يباشره المسلمون، باعتباره واجباً شرعياً وقربة إلى الله من أعظم القربات، ليسترد الإسلام من الأيادي الرأسمالية إلى رحاب الأمة، وهذا من أوجب الواجبات التي يجب العمل لها.

 

رابعاً: الكرامة حكم شرعي مغيب:

 

والحديث عن الكرامة في عهد الإنقاذ هو حديث محفوف بالذل وكرباج العسس، الذي يسلط على ظهر النساء والشيوخ، وهذا ما لا يرضاه مسلم وبين يديه كتاب الله تعالى، فقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ وفي هذا السياق القرآني نقول إنه لا يجوز اعتقال الناس أو تعذيبهم، دون تقديمهم لمحاكمات شرعية، ويجب على النظام اليوم قبل الغد، الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من كل سجون الظالمين على طول البلاد وعرضها.

 

خامساً: الملكيات كفيلة بمعالجة الفقر:

 

إن الشقاء والفقر الذي يخيم على أهل السودان هو من الأسباب التي دفعت لحراك الأمة باتجاه الممانعة والعصيان والتمرد على النظام، وحتى نعمل عن دراية ووعي لا بد من معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الغلاء الفاحش. فقد يظن البعض أن الفساد الذي يضرب بأطنابه طول البلاد وعرضها هو السبب المباشر للضائقة المعيشية ولكن ليست كل هذه هي الحقيقة، فالحقيقة أن السبب الأساسي في معاناة الناس هو حزمة من القوانين والتشريعات التي فرضها صندوق النقد الدولي على الدولة وهي سبب الشقاء، ومنها الضرائب والجمارك، وسيل من الجبايات التي تؤخذ من قوت أبناء هذا البلد، وهذه كلها مخالفات شرعية ومنكرات رأسمالية شنيعة، ترتبت من جراء تبني الدولة للنظام الرأسمالي في الاقتصاد؛ ولذلك يجب علينا رفض هذه القوانين والأنظمة بوصفها منكرات تغضب الله في المقام الأول ومعالجات سرطانية تشقي العباد في المقام الثاني، فلا يجوز أخذ أموال الناس تحت أي مسمى إلا بالوجه الشرعي. يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ولهذا كله فالأمة تريد إسقاط النظام بتشريعاته وقوانينه وأنظمته، والإتيان بنظام الإسلام.

 

كما يجب أن يعرف الناس أنهم شركاء في المعادن النفيسة التي تستخرج من باطن الأرض وظاهرها من ذهب ونفط وثروات أخرى... والواجب على الدولة أن تقوم بتوزيع هذه الثروات على الأمة ولا تأخذ منها إلا تكلفة استخراجها، فهذه من الملكيات العامة وهي حكم شرعي كالصلاة والصيام سواء بسواء وهي أموال منهوبة اليوم في ظل النظام الرأسمالي وهي كفيلة بمعالجة مشكلة الفقر الذي يمشي في البلاد إذا تم توزيعها وفق أحكام الشرع.

 

سادساً: الوحدة مطلب شرعي وضرورة واقعية:

 

يجب علينا أن نعمل لقيام دولة رائدة وقائدة تسوس الدنيا بأحكام الله التي كفلت للإنسان حياة كريمة يتوفر فيها التطبيب والتعليم والأمن بالمجان، وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي جعل الله تبارك وتعالى فيها السلطان للأمة فهي تختار حاكمها، وتبايعه على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وهي دولة ليست بالوطنية ولا بالقومية، فهي دولة إسلامية تتمدد وتتوسع وتعمل على ضم بلاد المسلمين في خلافةٍ نص عليها كتاب الله وسنة رسوله ﷺ حيث يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ هذا سبيل الله، فَلْنُرِ الله من أنفسنا خيراً. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام الدين أحمد أتيم

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع