السبت، 25 شوال 1445هـ| 2024/05/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

القسم النسائي: ساعة نقاش "المرأة في اليمن (حقوق مزعومة وحقائق موهومة)

بسم الله الرحمن الرحيم


أجرى القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير ساعة نقاش استضاف فيها الأخت أم يحيى بنت محمد وذلك يوم الأربعاء 10 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 10 نيسان/أبريل 2014م في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت المدينة المنورة، حيث أعلن أدمن الصفحة افتتاح باب النقاش واستقبال الأسئلة من رواد الصفحة الكرام للضيفة الفاضلة الأخت أم يحيى لبدء ساعة النقاش في الموضوع الذي تم الإعلان عنه مسبقا وهو بعنوان: "المرأة في اليمن (حقوق مزعومة وحقائق موهومة)".


مقدمة النقاش


المرأة في اليمن بعد الثورة


هل جنت المرأة في اليمن بعد الثورة حقوقها التي رجتها؟


تبعا للتقرير الذي أعده المركز اليمني لقياس الرأي فقد ظهر أن حال النساء في اليمن لم تتغير ولم يَجِدّ عليهن جديد بل بقيت حالهن كما كانت عليه، فلا حقوقها نالت ولا رعايتها تحققت، بل أصبحت المرأة تتوق لشيء اسمه رعاية حتى أصبح فحص الدم للتأكد أنه ليس لديها فقر في الدم هو إنجازًا بالنسبة لها، فأين الحقوق التي تحدثوا عنها؟


وأين المرأة من حساباتهم التي يعدونها؟


هذا وغيره ما ستتحدث عنه الأخت الضيفة أم يحيى بنت محمد


نص التقرير الذي أصدره المركز


"خلصت دراسة بحثية حديثة إلى أنه لم يتحقق إلى الآن أي تطور يذكر فيما يخص حقوق المرأة في اليمن منذ احتجاجات 2011.


وأكدت الدراسة البحثية التي أصدرها، يوم الأحد، المركز اليمني لقياس الرأي العام بعنوان "أصوات النساء في اليمن الجديد"، أن هناك شعورا عاما لدى المواطنين من أن إنجازات هامة لم تتحقق للمرأة في اليمن. وبشكل عام تمثل الطبيعة الذكورية في المجتمع اليمني أكبر عقبة أمام تطوير حقوق المرأة.


وهدفت الدراسة التي أعدتها الباحثة سارة جمال أحمد المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي بالمركز إلى الإجابة على سؤال حول اعتقاد اليمنيات بمدى تشكل يمن جديد يلبي طموحاتهن بعد أكثر من عامين من الفترة الانتقالية في البلد.


وقد أجري البحث الميداني والوصفي على عشر مجموعات مركزة في خمس محافظات (عدن، وتعز، وإب، والحديدة، وأمانة العاصمة) مع مجموعة من الرجال وأخرى من النساء في كل محافظة. وبالإضافة إلى تلك المجموعات، فقد تم جمع البيانات من خلال دراسة تم تنفيذها في أرجاء البلد بعينة تضم 1000 شخص (+ 15) مواطنا يمنيا، 50 بالمائة من الذكور، و50 بالمائة من النساء، و70 بالمائة من مناطق ريفية، و30 بالمائة من المدن.


وقالت الدراسة أنه فيما يعد مستوى التأييد للقضايا الأساسية لأجندة المدافعات عن حقوق المرأة محدودا (مثل تأييد تخصيص كوتا للنساء بـ 30 % وتحديد السن القانوني للزواج)، فإن المواطنين العاديين، ذكورًا وإناثًا، لا يربطون بشكل مباشر أي تحسن في وضع المرأة مع مثل هذه المطالب. وطبقا للقيم الأسرية التقليدية، فإن كلا من الرجال والنساء يؤمنون بأن دور المرأة ينحصر في العناية بالأسرة بأقصى ما تستطيع.


كما ذهبت الدراسة إلى أن أولويات النساء تتمثل في تحسين الصحة والتعليم والبنية التحتية. ومن أجل أن تتمكن ناشطات حقوق المرأة من حشد التأييد الشعبي، فإنه يتحتم عليهن أن يعالجن هذه الأولويات قبل كل شيء.


وأضافت أنه بتحسين الظروف المعيشية الملحة للمرأة العادية، فإنه لا بد من خلق ثقة بين هؤلاء النساء في القواعد الشعبية والنخبة السياسية التي تزعم تمثيل النساء في مفاصل الدولة أو في منظمات المجتمع المدني."


وفيما يلي التفصيل:


_______________________


أم يحيى محمد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كما غيرها من النساء في بلاد ما سمي "بالربيع العربي" كان للمرأة اليمنية دور في الثورة التي حصلت ضد نظام علي عبد الله صالح.. وظهر هذا الدور بقوة على وسائل الإعلام.. والذي بلغ ذروته بحصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام والضجة التي أثيرت حول هذا الأمر وكأنها فعلا حققت للمرأة انتصارات في مجال نيل حقوقها... وانتهت الثورة بالإطاحة بعبد الله صالح ولكن لم تتحسن الأوضاع، فبقيت المرأة تعاني من الفقر بل ربما ازداد وضعها سوءا.. وبقيت تعاني من الاضطهاد بسبب العادات والتقاليد البعيدة عن الإسلام وأحكامه، وبقي النظام كالسابق وفقط ما تغير هو وجه الحاكم.. وجاءت معركة الدستور التي ناضلت فيها للحصول على حقوقها فيه وما قيل عن مؤتمر الحوار الوطني والكوتة النسائية في المقاعد البرلمانية والذي كان مطلبا للنساء قبل الثورة. نناقش اليوم حال أخواتنا في اليمن وبالإمكان استبدال اسم المكان وبعض الأمثلة لنرى تطابق الحال مع المسلمات في أصقاع الأرض وتشابه المؤامرات التي تحاك ضدهن.


أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا حسن البيان وأن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل وأن تحفنا الملائكة ويذكرنا الله فيمن عنده.


**********


أم يوسف حياك الله أختي أم يحيى سؤالي هو... هل فعلا المجتمع اليمني مجتمع ذكوري وهذه النظرة هي أحد أسباب هضم المرأة حقوقها؟


أم يحيى محمد: نعم بارك الله فيكِ أختي الكريمة، فاجأنا نص الخبر بما يلي "أكدت الدراسة البحثية التي أصدرها، يوم الأحد، المركز اليمني لقياس الرأي العام بعنوان "أصوات النساء في اليمن الجديد"، أن هناك شعورا عاما لدى المواطنين من أن إنجازات هامة لم تتحقق للمرأة في اليمن. وبشكل عام تمثل الطبيعة الذكورية في المجتمع اليمني أكبر عقبة أمام تطوير حقوق المرأة." من يقرأ هذا الخبر يظن وكأن اليمنيين حققوا كل أهداف الاعتصامات وبقيت قضية المرأة معلقة!! والمتتبع للشأن اليمني يجد أن هذه الصورة عارية عن الصحة وبعيدة عن الواقع، ولعل أبرز دليل على ذلك ظاهر في ثنايا التقرير الذي وصف ما حدث في 2011 وخروج الجموع الغفيرة للشارع للتخلص من حكم علي عبد الله صالح بـ "احتجاجات 2011" بعد أن كانت تسمى ثورة. والغريب في التقرير هو المفردات المستمدة من لغة نسوية غربية والنظرة التحليلية التي لا تنسجم مع واقع اليمن كمجتمع محافظ جداً يعتز بقيمه ويأبى أن يتنازل عن هويته الإسلامية. فالتقرير يضع اللوم على الطبيعة الذكورية في المجتمع اليمني ويرى أن هذا عقبة أمام نيل المرأة لحقوقها، فهل نلوم هذه الطبيعة الذكورية على حرمان الذكور من حقوقهم في مجتمع يقع فيه نصف تعداد الشعب تحت خط الفقر؟!!


**********

 


Rayet Elislam سلام الله عليكن جميعا أخواتي وعلى كل من زار صفحتنا ليستفيد ويفيد، جعل الله ذلك في ميزان حسناتنا جميعا، كيف للمرأة اليمنية أن تكشف زيف هذه الحقوق المزعومة وتبين خور الحقائق الموهومة؟ ما هو دورها كامرأة مسلمة بالدرجة الأولى في كشف هذا الزيف والخور لتصنع بالبديل الحقيقي الذي يغير حياتها ويبدل حالها؟


أم يحيى محمد: حياكِ الله أختي الكريمة، يقولون أن معرفة الداء نصف الدواء والتشخيص السليم أصبح من الأولويات في فترة كثر فيها الهرج والمرج وأصبح الكل يطلب التغيير ولا يرى داعيًا للبحث فيما وراء هذا التغيير. ولعل الإشكالية هي في الأسس التي نقوم على أساسها والمقاييس التي نتخذها. يتحدث الكثيرون حول حقوق المرأة دون ضبط أو تأصيل.. ما هو المقصود من حقوق المرأة وهل نعرفها على أساس سيداو واتفاقيات الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة والطفل، أم أننا نقصد الحقوق الشرعية كاملة غير منقوصة ونسلك في طلبها مسلك سيدنا أبي بكر حين قال (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه)، أم نتعامى عن تعطيل أكثر من ثلثي الأحكام الشرعية بغياب الدولة التي تطبق الإسلام وتحفظ الحقوق وتعيل من لا معيل له. لا بد أن نعي ماهية هذه الحقوق قبل أن نطالب بها وإن كانت من غير الإسلام فهي ردّ لا تنفعنا في دنيا ولا تقينا لظى جهنم، بل هي بوار وخسارة ولا يليق بمسلمة أن تسعى لها أو تطالب بها.


**********


أم علاء بارك الله فيك أختي الفاضلة.. هل عني الغرب بأن تشعر المرأة في اليمن بنقص في الحقوق بعد الثورة ليدخل لها كأنه الراعي المثقف المُعطي للحقوق؟


أم يحيى محمد: بارك الله فيكِ أختي، كما ذكرنا سابقاً الغرب يولي اهتماما كبيرا لليمن والشواهد كثيرة جداً والغرض هو صراع نفوذ كما يعلم القاصي والداني، ولكن الهدف المباشر وراء هذا الاهتمام بالمرأة هو تغريب المجتمع وتغيير هويته. وهذه الأموال مسمومة كما نعرف تفتح الباب للتدخل الأجنبي وترهن البلاد والعباد للمستعمر المتلون. ومن ذلك أن بريطانيا ستدعم اليمن خلال الثلاث سنوات القادمة بأكثر من 300 مليون دولار. لماذا تدفع الحكومة البريطانية 300 مليون دولار لدعم الحكومة والتنمية والمشاريع الإنسانية في وقت تملأ فيه الاعتصامات شوارع كُبريات المدن البريطانية وتعلن فيها الحكومة ضرورة ترشيد الإنفاق على الشعب البريطاني وأثر الأزمة الاقتصادية الدولية على الاقتصاد البريطاني. هل أهل اليمن أولى عند الحكومة البريطانية من شعبها أم أنها السياسة وصراع للمحافظة على وضع بريطانيا في اليمن؟


كما وقعت الأمم المتآمرة على اتفاقية لدعم المرحلة الانتقالية في اليمن بملبغ 7.3 مليون دولار. هل سيفعل المانحون هذا دون مقابل؟!


**********


وائل السلطان - السلام عليكم ورحمة الله، بارك الله بكن أخواتنا ووفقكن لما يحبه ويرضاه، الواقع التي تعيشه المرأة في بلادنا جميعها يرزح تحت أنظمة رأسمالية جشعة، فكيف لها وفي اليمن خاصة حيث الحالة الاقتصادية متدنية جدا وسيادة الأعراف القبلية التي أثقلت الرجال قبل النساء، كيف لها أن تأخذ حقوقها وممن؟ هل كان فيما آلت إليه الثورة في اليمن من ضمان لحقوقها، وهل أصلا كان لها نصيب من قرار يضمن حقوقها؟


أم يحيى محمد: بارك الله فيك أخي على هذا السؤال الطيب، سأوجز الرد في هذا الخبر المهم..


"يعاني 10.5 مليون شخص في اليمن من انعدام الأمن الغذائي، و4.5 مليون من انعدام حاد للأمن الغذائي."


هذا أخي في اليمن التي يقال عنها اليمن السعيد أرض الخير والرخاء، سهول خضراء وجمال طبيعي لا يوصف.. ننشغل بقضايا المرأة وتنفيذ بروتوكولات سيداو بينما تنهب ثرواتنا ويعود ابن صالح ليكون أثرى شخص في اليمن.. بل إن السذاجة بلغت بباسندوا أن يقول للجزيرة علي عبد الله صالح يملك أموال أكثر من الحكومة اليمنية.. هي نفس السياسة القذرة التي طالما استغلت المرأة بأبشع الصور. أما عن العادات فهي أوهن من بيت العنكبوت ولو صدق أحدهم مع الله وقال لأهل اليمن هذا حرام لقالوا سمعنا وأطعنا ولكن هذا النظام الفاسد يستفيد من خلط الدين بالعادات ليفيد أسياده ويلهي الناس عما يجري.

 

 


وائل السلطان - بوركت أختي أم يحيى وجزاكِ الله جنته ورضاه، ونفع الله بك المسلمين، وهذا إنما يدلل على أكذوبة الطرح الإنساني التي تدعيه هذه المنظمات، فكل ما تعطيه من نتائج يجانب الواقع الذي يعيشه المسلمون في كل مكان عامة وفي اليمن خاصة فما من واقع ملموس لحلول ما تدعيه، بارك الله بكم على التوضيح ويسر الله علينا جميعا حمل دعوته خالصين مخلصين.


**********


أم سارة موسى - هل تخلط المرأة اليمنية عند المطالبة بحقوقها بين العادات والتقاليد وبين الأحكام الشرعية خاصة وأن الغرب الكافر يستغل هذا الخلط لتحقيق مآربه؟


أم يحيى محمد: حياكِ الله أختي الفاضلة، لا شك أن الخلط بين الأحكام الشرعية والعادات والتقاليد التي لم تبنَ على الإسلام منتشر في بلاد المسلمين وغياب التطبيق الشامل للإسلام يزيد من هذا الخلط، فلا يوجد نظام تعليم يثقف الناس، أو إعلام يعتني بتصحيح المفاهيم الخاطئة. ولكن بالرغم من ذلك فالهجمة الحالية على قضية المرأة في اليمن وتسليط الأضواء عليها له علاقة أكبر بالهيئات والمؤسسات الدولية وإصرارهم على كسر اليمن المحافظ وهدم النظام الاجتماعي في الإسلام حصن المسلمة الحصين. اليمن أصاب الغرب بالذهول وهم يرون مشاركة سياسية كبيرة للمرأة في الثورة مع تمسكها بالحجاب وفصل تام بين الرجال والنساء وكأن بينهم سورًا من حديد. هذا النقاش له علاقة بالصراع على هوية اليمن والذي يظهر جلياً في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني والفترة الانتقالية والحديث المتواصل عن المرأة اليمنية الجديدة والأمة اليمنية الجديدة والذي بدأ تحت قيادة المندوب السامي الأممي جمال بن عمر وتحت رعاية مباشرة من دول الغرب المستعمر.


**********

 


عزتي في خلافتي - حياكن الله.. وجزاكن كل خير.... سؤالي أخواتي الكريمات هل لعبت جمعيات حقوق الإنسان وحقوق المرأة دورًا في اليمن بحجة إعطاء المرأة حقها؟


أم يحيى محمد: الجمعيات النسوية وجمعيات حقوق الإنسان ليست سوى أبواق تردد ما يريده الغرب وهمها ضرب الأسرة المسلمة انطلاقا من المرأة؛ فهي التي تربي الأجيال وتصنع الرجال. والمدقق في تاريخ المسلمات القائدات يتبين له أن المرأة لها الدور الأساسي والأصلي في بناء القادة والمجاهدين، ولعلنا نلمس هذا أيضا في المرأة الفلسطينية التي تعمل على تخريج رجال، ولهذا توجهت الجمعيات أيضا إلى هذه المرأة لتغيير مفاهيمها وضربها حتى تتمكن من تسميم أفكارها وتجعل منها المرأة الجوفاء التي تحيا فقط لتلبية حاجاتها الدنيوية وتنسى ربها ونظام ربها ويكون الغرب بجمعياته التي يمولها قد قضى على الأجيال القادمة التي ربتها المرأة "المتعلمنة".


**********


محمد بن يوسف الزيادي - أختي الفاضلة أم يحيى والأخوات الكريمات المشاركات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله جهودكن وأجزل مثوبتكن، وبعد:


ألا ترى الضيفة الكريمة معي أن المشكلة القائمة اليوم في العالم كله، وبالتالي تنعكس على كل أنظمته ودوله المؤثرة والمتأثرة التابعة إنما هي مشكلة الإنسان كإنسان بغض النظر عن النوع أنثى أم ذكر، وأن مكمن الأزمة الإنسانية إنما هو في النظرة الأساس للإنسان وطرق ومنبع علاجات قضاياه أي المنظومات التشريعية والأسس العقدية التي تسير العالم وترسم له أطر الحياة العامة؟


أم يحيى محمد: حياك الله أخي الكريم وبارك الله فيك على المشاركة الطيبة، صدقت والله لا حل لنا سوى بالإسلام العظيم وهذه حالنا بدونه. تسعون سنة عجافًا مرت على خير أمة أخرجت للناس، ومنذ سقوط الخلافة الإسلامية والأمة تتعرض لتيارات متعددة تحاول أن تعيد صياغة عقليتها وتغيير هويتها لكي تصبح تابعا أعمى أو على أقل تقدير أن تصبح مذبذبة تائهة تهيم في هذا الكون.. تسعون عاماً من الأحكام الوضعية المجحفة التي عطلت الشريعة وضيعت الحقوق.. تسعون عاماً من الظلم والضنك نرى أثرها في بلاد المسلمين من طنجة إلى جاكارتا.


**********


Om Suhaib Al-Shami - بارك الله فيك أختنا أم يحيى على هذا الموضوع المهم.. تساؤلي ببساطة يتعلق بعنوان هذا النقاش الطيب.. أين هي المرأة اليمنية الآن بين الحقوق المزعومة التي يتكلمون عنها وبين الحقائق الموهومة؟؟... وجزاك الله كل خير.


أم يحيى محمد: أهلاً بك أختي الفاضلة، باختصار شديد أختي، هم لا يريدون حقوقاً شرعية للمرأة المسلمة ولم يبحثوا فيها أصلاً.. إنهم يبيعون الوهم وسيداو لنساء يعشن في ظروف عصيبة ولكن أَبَين إلا أن يأخذن الإسلام ديناً وسيدات بيت النبوة قدوة.. لأضرب لك مثالاً بسيطًا، كثير من المقالات التي تتعرض لحقوق المرأة في اليمن تسهب في تمجيد نموذج الملكة بلقيس والملكة أروى وغيرها من أمثلة ليمنيات قويات وهذا أمر جد غريب.


يحلم البعض بنموذج بلقيس ملكة سبأ سليلة الحسب والنسب التي ورثت الملك وحكمت مملكة يعمها الخير والرخاء وأمنت لشعبها حياة كريمة ولكنهم لا يكملون الآية للنهاية؛ حيث إن بلقيس ملكة سبأ هي نفسها من قالت ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فأسلمت وانصاعت لحكم رب العالمين وولت وجهها عن عبادة الشمس والأجرام. المفارقة الكبرى هي أن من يحلم ليل نهار بأيام حكم بلقيس ويضع نموذج الملكة التي عاشت قبل الميلاد يسمي العمل لإقامة الخلافة الإسلامية وتوحيد بلاد المسلمين وتطبيق شرع الله أحلامًا وأوهامًا لا تنسجم مع الألفية الثالثة ويرفضها بذريعة الحداثة ونبذ العودة للوراء!!


**********


منبر النساء - السلام عليكم ورحمة الله، بارك الله بالأخت أم يحيى رائدة إن شاء الله نتشرف بها عضوة في صفحتنا وأحد الكاتبات اللواتي نعتز بهن في الصفحة.. سؤال إدارة صفحة منبر النساء: أين الضمانة التي يمكن أن يحققها الإسلام للنساء في دولة الخلافة بأن يكون للمرأة الدور الفاعل، وقد شهدنا عبر التاريخ الإسلامي دورا ضعيفا للمرأة بالمقارنة بالرجل، وكانت الرأسمالية هي من لفتت النظر إلى أن المرأة لها حقوق سياسية وغيرها يجب أن تأخذها حتى أصبح ذكرها موازيا لذكر الرجل، إن لم يكن أكبر في بعض بلدان أوروبا، وكانت استجابة النساء المسلمات هي رد فعل ومجاراة للمرأة الغربية، فهل هناك ضمانة لأن تكون المرأة تتمتع بالحقوق كاملة ولا تهمش ضمن مفاهيم العرض والمحافظة عليها فيعود البيت سجنها مع الزمن؟؟ بوركت الجهود الطيبة


أم يحيى محمد: أستغفر الله لست أهلاً لما ذكرتم وأسأل الله أن يتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم


المرأة في الدولة الإسلامية تحظى بحقوق شرعية محفوظة إلى يوم الدين بأحكام شرعية واجبة التنفيذ لا يجوز لمسلم أن يتهاون فيها لأن هذا يكون تهاونًا بما أنزله الله على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم . ولما أنزل الله نظامه الكامل العادل رعاها ومدَّها بالحلول المستوفاة لكل المشكلات التي تعترضها، وقد حظيت بمراتب عالية تستشار وتعطي رأيها وتناقش، عملت وحاسبت وحصلت على نفقتها ونفقة عيالها كحق شرعي يؤديه الزوج، وإن عجز يتكفل بها الإمام. أما الرأسمالية فلم تأتها سوى بالتمرد على الأحكام الشرعية الذي فرضها الله عليها باسم الحريات الشخصية وحرية الرأي فصارت تقف في وجه أحكام شرعية فرضها الله - ربها - وصارت تبحث عن أحكام وضعية من البشر، فكيف تجري وراء سراب العقول العاجزة وترمي بأحكام الله العالم القادر العادل؟!


أما ما أشرتم إليه بارك الله فيكم من أن دور المرأة المسلمة كان ضعيفاً "وقد شهدنا عبر التاريخ الإسلامي دورا ضعيفا للمرأة بالمقارنة بالرجل" فأنا أحتج عليه وبقوة.. التاريخ يا كرام بحث يحتاج لتفصيل.. كيف نأخذ بهذا التاريخ ونحن شهود عيان على عدد المرات التي تم تغيير تاريخ الطغاة من حولنا.. تاريخ يسطر حسب أهواء الحاكم وظروف البلاد.. إضافة لذلك فالمجتمع المسلم ليس له تاريخ مدون ومتفق عليه وليس هناك ما يمكن أن نسميه تاريخ المرأة المسلمة أو تاريخ العلاقات التجارية للدولة الإسلامية.. هناك إشارات هنا وهناك في كتب مختلفة ولكن الموثَّق منها يشير لصورة مغايرة تماماً للصورة المنتشرة اليوم.. فالمرأة المسلمة كان لها حضور قوي جداً في الدولة الإسلامية في الفترة التي عاش فيها الغرب عصور الظلام.. كانت المسلمة مثالاً للمشاركة العلمية وكتب الطبقات فيها عدد كبير من النساء، خصوصاً في علوم الحديث (ولا ننسى انبهار العالم بعلوم الحديث وبدقتها واهتمام المسلمين بتنقيح الأحاديث وتميزهم عن سائر الأمم بهذا العلم) كان العصر الذهبي للدولة الإسلامية هو العصر الذهبي للمرأة المسلمة.. كانت أمًّا وربة بيت وعرضًا يجب أن يصان وعالمة ربانية يشار إليها بالبنان.. محطَّ أنظار نساء العالم. هناك أبحاث كثيرة في هذا المجال المثير للانتباه والكثير من الكتابات والباحثين المتخصصين ومن بينهم البروفيسور روث رودد التي تخصصت في هذا المجال وتتبعت حياة آلاف المسلمات العالمات. الأمر لم يقتصر على العلوم بفروعها ولكن المرأة المسلمة كانت رائدة الأوقاف ومن ذلك أوقاف السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد.. المرأة التي وعت قول الحبيب المصطفى أن اليد العليا خير من اليد السفلى فسعت وراء أبواب الخير وسقت الحاج والمسافر وتفننت في الطَّرق على أبواب الخير والصدقة الجارية ولها آثار في بلاد مختلفة. السيدة زبيدة كانت في عهد دولة الرشيد الذي كتب على قلنسوته غازٍ حاج، ولم يكن له همٌّ سوى رعاية شؤون المسلمين ودعم الثغور والحج لبيت الله الحرام.. لم تكن تتصدق لحاجة الناس فبيت مال المسلمين يكفيهم ويفيض، بل لحاجتها لثواب رب العالمين.. أمثال زبيدة موجودات ولكن شغلتنا عنهم إيملي وجوزفين وأخواتهما من بنات الفرنجة وتاريخهن الذي حفظناه عن ظهر غيب!


*********


نداء الخلافة - بارك الله فيكِ أختي.. هي حقوق فعلاً مزعومة وفي الحقيقة مهضومة، لكن هل علمت المرأة في اليمن أين تكمن حقوقها المصونة وأن الإسلام هو من يحفظ لها حقوقها وليس لها خلاص إلا بالإسلام ونظامه؟؟؟ أم أنها ما زالت تناشد هذه الحقوق وتنتظر تحقيقها المحال؟؟


أم يحيى محمد: أهلاً بكِ أختي الكريمة، المرأة في اليمن تحتاج الماء النظيف وما تشبع به جوع فلذات أكبادها، وهذا ما خلص له التقرير أعلاه، أي هي نصيحة من أصحاب التقرير للناشطات أن هناك بونًا شاسعًا بين مطالب المرأة اليمنية وما تطالب به الجمعيات النسوية. منذ مطلع العام 2012 م تم تطبيق مبدأ التكافؤ في كافة المؤسسات ثم تم قبول مبدأ الكوتا 30% في السلطات الثلاث، ولليمن حاليا أربع نساء في لجنة صياغة الدستور اليمني الجديد وهذا يفوق الوضع في مصر وغيرها من البلاد ولكن كل هذا لا يرضي طموح المرأة اليمنية.. لماذا؟ لأن النسويات يسعين للتمجيد والمشاركة الصورية وحضور اللقاءات في السفارات على موائد فخمة وخطابات باللغة الفرنسية بينما تموت اليمنية وهي تضع وتموت في المدرسة الابتدائية وتموت من القهر وهي تحرم من فرص التعليم الابتدائي بسبب قصور وإهمال الحكومة التي تأتي بعد ذلك بكل وقاحة وتدعي أن الخطأ على والدها الذي أجرم في حقها وحرمها من فرص التعليم في مدارس لا وجود لها أو بالكاد تحقق أمل الصبية وتوفر لهم بعض المقاعد!!


طموح المرأة النسوية في وادٍ والمرأة اليمنية في وادٍ آخر، الأولى تريد تغيير هوية المجتمع وتنفر من الحجاب وترى فيه وصمة عار، والثانية متمسكة بهويتها وترى في الحجاب الجمال والشرف والعزة.. لخصت البروفيسور الأمريكية من أصول فلسطينية ليلى أبو لغد هذا الصراع والتناقض بشكل رائع في حملة ترويج كتابها الجديد "هل تحتاج المرأة المسلمة لمن ينقذها؟" حيث قالت في لقاء على اليوتيوب "خلال 30 عاماً من البحث الميداني في مجال الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) وجدت أن المرأة المسلمة لا تريد أن تبدل هويتها وكل ما تريده من الغرب هو شوارع صالحة وحياة كريمة فقط.. فهي تعتز بهويتها". إن المرأة اليمنية تصيبهم في مقتل لأن هويتها الإسلامية ظاهرة ومتحدية وإن لم تنطق ببنت شفة. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.


**********


ابو قصي ح.ت - السلام عليكم ونسأل الله لكم السداد والتوفيق، سؤال إن أمكن


نلاحظ أختاه أم يحيى أن ثورات الأمة تزامنت تقريبا في وقت واحد ومنها ما انتهى الكافر المستعمر من تعيين بدلاء لاحقين عن الرويبضات السابقين بسرعة، ومنها ما تأخر إيجاد بديل مناسب، فكان التركيز في معظم بلاد الثورات على الحكومات والرؤساء والانتخابات و و و... لكننا في اليمن لاحظنا تركيزا من نوع آخر وهو إظهار قضية تحرر المرأة اليمنية وإعطاء توكل كرمان جائزة، فلماذا اليمن.. ولماذا المرأة اليمنية بالتحديد وليست الليبية أو المصرية أو التونسية؟... وبارك الله فيكم


أم يحيى محمد: زدنا شرفاً بمشاركة الشباب الكرام لنقاشنا هذا فحياكم الله إخوتنا.


هذا السؤال له علاقة بسؤال أختنا الفاضلة أم سارة ولكن لأهميته لا بد من الإشارة لبعض التحركات الأخيرة في اليمن والتي لفتت أنظارنا لأهمية هذا الموضوع في هذه المرحلة.


بالرغم من أننا اعتدنا على لقاءات مشبوهة بين سفراء الغرب وجمعيات نسوية في بلادنا إلا أن الوضع في اليمن مختلف ووتيرة التدخل سريعة. لماذا يصر سفراء الغرب على الاجتماع بنساء اليمن وكأن رجالها هاجروا لكوكب آخر؟!! ومن ذلك اللقاء الذي تم قبل أيام بين السفير الفرنسي وقيادات نسوية أشارت إليه وسائل الإعلام تحت عنوان "السفير الفرنسي بصنعاء. تحديات كثيرة تواجه اليمن تتطلب تحرك كافة القوى الوطنية" حيث أشار السفير الفرنسي في الحفل الذي أقامه في السفارة الفرنسية لأهمية الدفاع عن حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين النساء والرجال ومكافحة العنف القائم على النوع، وصرح أنها واحدة من الأولويات الرئيسية للمساهمات الخارجية لفرنسا في تعزيز وحماية حقوق الإنسان. أي أن الدول الاستعمارية لا زالت تمارس دور الوصاية على شعوبنا. هذا كلام واضح، والغرض منه واضح! وهو إعادة صياغة المجتمع اليمني المحافظ عبر التأثير على المرأة.


**********


حرائر موسى - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة، هل للمؤسسات النسوية دور في إعطاء الحقوق للمرأة


أم يحيى محمد: حياكِ الله أختي، إن نموذج التغيير في المجتمعات الغربية مختلف عن الإسلام جملة وتفصيلاً وهذا أمر في غاية الأهمية؛ فالغرب اعتاد على مجتمع نفعي مادي لا يكترث لأحد ولا بد من أن يأخذ صاحب الحق حقه من بين فكي الأسد. في الأول من أيار/مايو في من كل عام نرى جموع العمال في ثورات غضب تتكرر كل عام تخليداً لنضالهم وكذلك الحال مع المرأة.. هذا المجتمع القائم على النفعية والذي تتصارع فيه كافة الفئات مخالف للمجتمع المسلم القائم على شرع رب العالمين (ولا يظلم ربك أحداً) حقوق وهبها رب العباد لعباده فأصبحت حقاً بمجرد أن منحها الله ولا يجوز أن يعطِّل شرعَ رب العالمين مخلوقٌ كائناً من كان.. لا يجوز نقل هذا النموذج القائم على النضال والصراع لجني مكتسبات وصفت اليوم بأنها مكتسبات للمرأة كامرأة أينما كانت وأياً كانت عقيدتها. هذه النسوية ليست لنا وفرضها في بلاد المسلمين لن يكون إلا بقوة السلاح والطائرات بدون طيار، شأنها شأن الديمقراطية التي يروج لها بالرغم من أنها بضاعة فاسدة وفكر إقصائي قائم على تزيين وبهرجة الفساد، وهذا حالها منذ عهد نشأتها.


**********


ام الطيب حياك الله أختي الطيبة سؤالي هو: ما هي هذه الحقوق التي يتحدثون عنها في المركز اليمني؟


أم يحيى محمد: حياكِ الله أختي الكريمة، ذكرنا في أول النقاش أنها لم تعرّف من قبلهم ولعل هذا هو أخطر ما في الموضوع، ولا بد من التنبه لعدم وضوح الفكرة لدى الساعين للتغيير؛ فهم تارة يطالبون بتغيير القوانين لتواكب الحال في الغرب ولكن يقفون في المنتصف لأن هذه المواكبة لن يقبل بها المسلمون. فمن المواكبة أن يكون للفتاة الحق في تحديد ميولها، فهل يجرؤ أيٌّ منهم على الدعوة علانية للشذوذ وما يطلق عليه زواج المثليين والعياذ بالله.. القوانين أتت لتنظيم المجتمع وهي ليست الأساس بل تأتي بعد تبني فكرة أساسية موافقة للفطرة ومقنعة للعقل وبعدها لا بد أن تكون هذه القوانين منسجمة مع عقيدة المجتمع.. القوانين تكون مستمدة من شرع رب العالمين وتأتي لتنظيم السلوك البشري لا لتغييره. دعاة النسوية في بلادنا أدركن هذا وأقبلن الآن على مخاطبة المجتمعات لتغييرها ولكن للأسف يردن التغيير على أساس أفكار منافية لعقيدة المسلمين، أفكار مستوردة من الكافر المستعمر. دعوات تقوم على فصل الدين عن الحياة وترقيع مشاكل البشر بعشوائية فجة.


إن استعارة العلمانية من مبدأ الرأسمالية لمعالجة مشاكل الحياة أمر في غاية الخطورة ونرى تجليات هذا على كافة الأصعدة.. حال من يفعل ذلك لا تختلف عن حال من يعاني من أزمة ربو فيقرر أن يصف لنفسه علاجًا كيماويًّا خصص لمرضى السرطان ليفتك بكل خلايا جسمه بدلاً من أن يعالج شعبه الهوائية بالدواء الصحيح... لم يختر هذا الكيماوي المخصص لمرضى السرطان إلا لرواجه بين الناس وحديث الناس عنه، ولم تختر دعاة النسوية العلمانية إلا لرواجها ونشر الغرب لها!! ألا ساء ما يحكمون.


**********


كما وردت هذه الأسئلة التي لم تتمكن الضيفة من الرد عليها لضيق الوقت:


محمد بن يوسف الزيادي أختي الفاضلة، أليس من يدعو لإصلاح القوانين في ظل الأنظمة الفاسدة كمن يطهو طعامه الطاهر في الإناء النجس أجلكم الله؟؟


**********


عبق الجنآن السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

أختي الفاضلة.. العنوان يقول "حقوق مزعومة وحقوق موهومة"،

فهلا أعطيتينا أمثلة على ما يزعم الغرب أن المرأة اليمنية حصلت عليه أو ستحصل عليه؟؟


**********


أم حبيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حياك الله أختي الكريمة سؤالي لو تكرمت:

كثر الحديث عن إنجازات المرأة اليمنية في السابق بلقيس والملكة أروى فهل يصح هذا كقدوة لليمنيات؟


**********


سيرين الخطاب أختي الكريمة بارك الله فيك وتقبل عملك خالصا لوجهه، المرأة المسلمة اليوم في اليمن.. إلى أين؟؟


**********


أم يوسف سؤال آخر أختي الكريمة لو سمحت لي، تقول الدراسة أن حال المرأة في اليمن لم تتحسن بعد الثورة فما هي أهم الخطوات التي قامت بها المرأة للحصول على هذه الحقوق التي لم تتحقق؟


**********


Souad Khecharem السلام عليكم سؤالي أختي أم يحيى: هل جنت المرأة ولو القليل من الحقوق في البلدان التي قامت فيها الثورات حتى تجني المرأة في اليمن حقها؟


**********


زهرة الحق القانتة زهرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بوركتم وبوركت مساعيكم
لدي سؤال إن أمكن الرد عليه، هل يمكن للمرأة أن تحافظ على التزامها بإسلامها كاملا في ظل هذه الحياة الرأسمالية الفاسدة؟؟


**********


Raida Zomoot حياك الله أختي أم يحيى بداية في هذه الساعة المباركة، وأريد منك تفسيرا لما تعانيه المرأة في العالم الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي بعدما نسجت أحلاما بأخذ الحقوق والإنصاف ولا سيما في اليمن ولكننا لاحظنا أنها خابت وخاب فألها بهذه الثورات فما السبب في ذلك؟


**********


كانت أيضا باقة من التعقيبات للمشاركين والمشاركات نوردها فيما يلي:


Om Suhaib Al-Shami تعقيب: دأب الغرب وأعوانه على تلويث فكر المرأة المسلمة في كل مكان لإبعادها عن الإسلام وفكره وأحكامه.. مثل عدد من النساء اللواتي اشتركن في مؤتمر الحوار الوطني متأثرات بالثقافة والحضارة الغربية في نظرتها لحقوق المرأة مثل أروى عثمان، رئيسة لجنة الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني والتي قالت: "إن مؤتمر الحوار أظهر النساء اللواتي لم يسلَّط عليهن الضوء أثناء الثورة بسبب تحيز الإعلام لفصيل معيّن، ولكن ما فاجأنا هو الأصوات النسائية التابعة للأحزاب المتشددة الموجودة في مؤتمر الحوار، اللواتي يقفن، وبقوة، ضد الحقوق الخاصة بهن. فقد عارضن قانوناً يمنع ضرب المرأة من قبل زوجها ويجرّم العنف على المرأة بشكل عام، وقلن إنّ هذا مخالف للشريعة، بالإضافة إلى معارضتهن قوانين تحديد السن الأدنى للزواج وتحديد سن الطفولة. لكننا استطعنا، بتضافر الجهود، أن نمرر هذه القوانين، التي لو وضعت في الدستور الجديد، وحصلنا على حكومة قادرة على التنفيذ، لأصبحنا في مصاف الدول المتقدمة". كلام يظهر منه تسطيح الأمور وعدم التفكير العميق في وضع المرأة الفعلي وحقيقة ما تعيشه في ظل النظام الرأسمالي العلماني الذي بسببه تعيش المرأة اليمنية وغيرها عيشة بؤس وفقر وذل ومعاناة.


**********


Raida Zomoot المرأة المسلمة في العالم أجمع تسعى وتكد لتحصيل حقوقها والنيل ولو باليسير منها، ولكن شتان بين جريها وراء سراب تحقيقها في ظل أنظمة وضعية اضطهدتها وهضمت حقوقها وأردَتْها تصارع وتكابد فقرها وعجزها، وبين حصولها على حقوقها وتنعّمها بها تلقائيا دون مطالبة أو جري وراء منظمات لتحقيق متطلباتها في ظل دولة الإسلام التي تطبق شرع الله وترعى الشؤون وتصون وتذود عن أعراض الأمة وحرماتها..


**********


Rajaa Zoumot بارك الله بجهودك أختي وجزاك عنا كل خير.. ندعو الله أن يتغير الحال وأن تدرك نساء العالم ومنهن نساء اليمن بأن لا حل لهن ولا ضامن لحقوقهن إلا الإسلام، فمن دونه تبقى الحقوق موهومة ولا مجال لها للتحقيق في ظل أنظمة الكفر.


**********


Rayet Elislam إن المجتمع المسلم الذي نصبو إليه هو مجتمع يلتزم بأحكام الله الشرعية التي جعلها معالجات لكل المشكلات التي تعترض الذكر والأنثى، ولم يفرق بين ذكر أو أنثى إلا بما تقتضيه خاصيته التي فطره الله عليها؛ فالمجتمع الذكوري من أبجديات الغرب ونحن بصفتنا مسلمين لا نعترف بهكذا تسمية لهذا فليس "المجتمع الذكوري" هو السبب في هذا، وإنما ابتعاد اليمنيين عن تطبيق شرع الله كنظام يسير حياتهم هو أس المشكلة ولا حل لسعادة المرأة اليمنية والمرأة المسلمة عموما إلا بالإسلام.


**********


حسن ح.ع. من وضع يده في طلاء أسود فستخرج يده سوداء، ومن وضع يده في طلاء أبيض فستخرج يده بيضاء. وإذا سادت العلمانية والطاغوت والكفر فشيء طبيعي أن يكثر العلمانيون والكفار والمنافقون والبعيدون عن دين الله وينتشروا، وشيء طبيعي أن يكون أهل الحق كنقطة بيضاء في ثوب أسود، حتى تأتي الخلافة وتعمّر، فتنقلب الصورة.


عندما قامت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة كان ثلث أهل المدينة منافقين وثلثهم من اليهود، وقبل إقامة الدولة الإسلامية كان أهل الحق مشردين مقطعين لا يعرفون أين يذهبون.


فلا يعني اليوم كثرة الفساد وكثرة أهله، أن إقامة الخلافة أمر بعيد، بل هي أمر قريب قريب، يحتاج كلمة "كن فيكون" بعد عمل دؤوب من أهل الخلافة لإقامتها، فتقوم ولو كانت الأكثرية من الكفار والمنافقين والعلمانيين.


فكما أنهت دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم  المنافقين واليهود بعد إقامتها بسنين، فإن الدولة القادمة هي الكفيلة بإنهاء الكفار والمنافقين.
لذلك من السذاجة الفكرية أن يظنن ظان أن الكفر والفساد والمنافقين يجب إنهاؤهم كليا أو أكثريتهم قبل إقامة الخلافة.


**********


أم يحيى محمد خلاصة القول، إن الفكرة الأساسية لم تحدد والبوصلة لم تضبط فاتفق أهل اليمن على الثورة واختلفوا فيما سواها، وموضوع المرأة يأتي في هذا السياق ويُبرِز أن هذه البلاد يعيث فيها الغرب فساداً عبر سفاراتهم ولقاءاتهم بالجمعيات النسوية.. المفارقة الكبرى أن تتم مثل هذه اللقاءات التي يمارس فيها الغرب الوصاية على بلاد المسلمين ويتدخل في كل شاردة وواردة ثم يأتي دعاة الوطنية ليقولوا قضايا اليمن شأن داخلي لا يحق لغير اليمنيين التدخل فيها!! لماذا تسمحون للغرب بأن يتدخل للعمق؟ أين النخوة أيها المسلمون؟ أوَترضون أن ينتشر هذا النموذج الغربي في بلادكم؟!


المسلمون في اليمن يعانون من غياب شرع الله ومن سوء تطبيق الأحكام الشرعية ومن مناداة البعض بالتدرج في تطبيق الشرع والسكوت على خلط الإسلام بغيره لتصبح الصورة مبهمة وضبابية بينما يعيش الناس في ضنك بالرغم مما حولهم من خيرات. إنه لا نجاة لنا إلا بشرع رب العالمين كاملاً غير منقوص.. فكيف يكون للمرأة اليمنية مكتسبات وشرع الله معطل، والبلاد والعباد مرهونان للمستعمر فكراً وثقافة واقتصادا سواءً بشكل مباشر أو عبر أدواته؟


إن اليمن مثل غيره من البلاد التي لا تُحكم بالإسلام، فيه تُنتهك أبسط حقوق النساء في العيش برخاء وأمان وطمأنينة، ولن ينعم أهل اليمن وخاصة النساء بالحياة الكريمة إلا بتطبيق الإسلام الشامل الكامل، فالإسلام تكفّل للمرأة وأبنائها بالنفقة وتوفير المسكن والملبس والمأكل وجعلها حقاً لازماً، وألزم الدولة بتحصيلها على وجهها الشرعي، كما ضمن لها توفير الأمن والتعليم والتطبيب؛ فالحل الجذري والتغيير الحقيقي لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والتي هي وعد الله تعالى وبشر بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


أم يحيى محمد بارك الله فيكم على هذه الاستضافة، وأشكر للإخوة والأخوات أسئلتهم ومشاركاتهم الطيبة..


نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا وأن ينفعنا بهذا العمل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم فرج عنا هذا الكرب وانصرنا يا رحمن يا رحيم.. اللهم أعزنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها الكفر وأهله. اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

تم بحمد الله


رابط اللقاء من صفحة الفيسبوك

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع