الجمعة، 17 شوال 1445هـ| 2024/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

حان وقت الخلافة

بين حين وآخر يظهر اسم الخلافة التي غابت عن أذهان المسلمين بعد غيابها عن واقعهم تسعين عاماً حتى أوشك المسلمون على نسيانها مع أنها نظام الحكم في الإسلام، فقد عمدت الأنظمة الحاكمة الحالية المتساقطة في بلاد المسلمين إلى إخفائها لتتمكن من رقاب المسلمين، بالاتفاق مع دول الغرب.

إن الخلافة هي تاج الفروض من رب العالمين، فهي نظام الحكم في الإسلام وبها يقام الإسلام، وبغيابها ينفرط عِقدُه مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم، « لَتُنْتَقَضُ عُرَى الإسْلَامِ عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَتْ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُ نَقْضِهَا الْحُكْمُ وَآخِرُهَا الصَّلاةُ ».

لقد رأيتم التدخل السافر لبريطانيا منذ بداية الثورة بزيارة وزير خارجيتها وليم هيج في 9/2/2011م وايما نيكلسون عضو مجلس اللوردات البريطاني وتصريحات وزير المستعمرات الستر برت ومن بعدهما سفيرها جوناثان ويلكس ولقاءاته مع صحيفة الشرق الأوسط في 7/10/2011م وصحيفة الصحوة في 10/11/2011م وتصريحاته بشأن اليمن السياسي كمندوب سامي في مستعمرات التاج البريطاني. ومعها الاتحاد الأوروبي ممثلاً برئيس بعثته في صنعاء ميكليه سيرفونيه دورسو الذي زار عدن في 17/12/2011م ومؤخراً زيارة هوج مينجريلي مسئول الشرق الأوسط ودول الجوار في الاتحاد الأوروبي صنعاء يوم الثلاثاء 24/1/2012م، وكلها كانت لدعم نظام صالح ولضمان استمرار استعمارها للبلاد. وكذا تدخل منافستها أمريكا التي لم تأل جهداً؛ فزارت هيذر الساحة في 19/3/2011م لإطلاق فكرة المطالبة بالدولة المدنية، وزيارة فيلتمان وبرينان لصنعاء مطالباً صالح بالتنحي، وطلب هيلاري كلينتون عند زيارتها لصنعاء من المعارضة اقتراح البديل لصالح، وأعمال سفيرها في اليمن جيرالد فايرستاين التي توّجها بوضعه برنامج عمل للإشراف على نقل السلطة في اليمن، وآخرها زيارة مبعوثة أوباما تيدي شيدمان في 25/1/2012م. فإقامة الخلافة تعني رعاية المسلمين بأفكار الإسلام وليس بأفكار الغرب وتوجيهه.

أما الاقتصاد، فأنتم أعلم بغنى ثروات بلادكم الطبيعية والبشرية، وكيف ضاعت بين نهب الحكام وجشع الدول الغربية، وكيف صرتم فقراء تعتمدون على غيركم في حاجاتكم الضرورية والكمالية إلى حد أوصلكم للتعامل بالربا وأخذ القروض من الغرب لتبقوا تحت حرابه بتحميلكم القروض لأجيال متعاقبة، لقد عاود البنك الدولي نشاطه في اليمن يوم 23/1/2012م وأزمعت الأمم المتحدة تقديم قرض بـ 447 مليون دولار لليمن، وسيعاود صندوق النقد الدولي أعماله في بلادكم. إن عودة الخلافة تعني إبعاد كل سيطرة للغرب عليكم بالتوقف فوراً عن أخذ  القروض وتسديد أصلها بدون ربا وعدم قبول المنح بكافة صورها، وإعادة كل ما تم نهبه من قبل الحكام لأن أموالهم غلول، والتفريق بين الملكيات العامة كالنفط والغاز والمعادن وملكية الدولة وعدم الخلط بينهما، وتقسيم دواوين بيت المال وعدم خلط أموالها، كما إن عودة الخلافة تعني الشروع بالتصنيع من اليوم الأول لقيامها لإنتاج ما تحتاجونه بدلاً من الاستيراد والاعتماد على الغرب، وكذلك الاهتمام بالإنتاج الزراعي لتوفير المحاصيل الزراعية بما في ذلك المحاصيل الزراعية الإستراتيجية كالقمح، وتوسيع وإقطاع الأرض للزراعة وإقامة السدود وحفر الآبار.

أما عن التعليم فقد أصبح اليوم حشد مئات الآلاف من الخريجين وحملة الشهادات غير المؤهلين في مجالات العلوم المختلفة علاوة على عدم إتقانهم اللغة العربية كتابة وقراءة بمباركة منظمة الثقافة والعلوم "اليونيسكو" المعدة لمناهج التعليم في العالم. فإقامة الخلافة تعني عودة الاهتمام باللغة العربية لغة القرآن الكريم والتعليم على أساس العقيدة الإسلامية بأن يتعلم المسلم دينه ثم ينطلق لتعلم العلوم التجريبية لتزدهر العلوم ويعود من جديد حشد العلماء المسلمين كالسابق.

أما النظام الاجتماعي فاليوم نرى الغرب يستمر في الزحف لطمس ما بقي من مفاهيم وأحكام الإسلام تحت شعارات الحرية والمساواة التي أنتجت ما ترونه من تفككٍ أسريّ وصراعٍ لا يتوقف بين الرجل والمرأة على الحقوق والواجبات والتخطيط لتقليل عدد السكان بالتقليل من المواليد بحجة قلة الموارد، فإن كانت الموارد لا تكفي فلم لا نعمل على تنميتها وزيادتها لتسد الأفواه بدلاً من تقليل السكان؟

إن الغرب قد علم بقرب قيام دولتكم وكيانكم السياسي الذي هدمه عام 1924م بيد مصطفى كمال، فراح يتقطع سبيلها بالحديث عن الإسلام المعتدل والقبول بما عند الغرب من أفكار في الحكم والسياسة ويعدكم بالديمقراطية والاستمرار في فصل الدين عن الحياة ليس لحقٍّ يُتّبع سوى الهوى ليصدّكم عن دينكم ويجعلكم تتبعونه قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾، ويمنّيكم بالأموال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾.

إن حزب التحرير يعمل بينكم لإقامة الخلافة فكونوا عوناً له في حصول كل هذا الخير ولا يحقرن الإنسان نفسه بأن يقول وماذا عساي أن افعل، وليعقد العزم بالامتثال لأمر الله والقيام به بعدم قبول الحال التي نحن عليها اليوم والعمل لإقامة الخلافة، فإن وقتها قد حان.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

التاريخ الهجري :11 من ربيع الاول 1433هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 03 شباط/فبراير 2012م

حزب التحرير
ولاية اليمن

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع