خبر  صحفي

وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان

يزور حيي التكامل والصناعي اللذين تمت إزالتهما قسرياً بالكامل!

زار وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان، بإمارة مساعد الناطق الرسمي للحزب في ولاية السودان، الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن) برفقة الأستاذين، عثمان هارون، وعادل محمد خير، عضوي الحزب، سكان حييّ الصناعي والتكامل المُزاليْن قسرياً، حيث وقف الوفد على معاناة الناس بعد الهدم والتكسير لبيوتهم وممتلكاتهم، التي أصبحت خراباً داخل الركام، وقد شاهد الوفد بقايا الثلاجات، والتلفزيونات، وغرف النوم المحطمة، التي ما زالت تحت الأنقاض، وبقايا مستندات الأسر وأوراقهم الثبوتية وهي ممزقة، وكراسات الطلاب وكتبهم التي تكاد لا تفرق بينها وبين التراب والطين، بعد الأمطار التي هطلت، بل وحكى السكان، والألم يعتصر أفئدتهم، كيف تعاملت معهم الجهات المسؤولة يوم التكسير بفظاظة، وجفوة، وقسوة، حيث لم تراعِ أطفالهم الصغار، ولا الشيوخ والعجزة، بل يقول عضو لجنة حي الصناعات حامد الشفيع إنه تفاجأ بالكنيسة في حي التكامل عند هطول الأمطار يوم السبت يخرج منها (الخواجات) ويأخذون الأطفال والنساء الشيوخ، ويؤوونهم داخل كنيسة عالية الأسوار، ويطعمونهم حتى توقف هطول الأمطار.

وقال السكان إن الطريقة التي عوملوا بها هي نفسها طريقة اليهود في الهدم في فلسطين المحتلة (على حد وصف الأهالي)، بالرغم من أن اليهود ينذرون الناس قبل الهدم، ليقول الناس هل حقاً حكومة السودان تمثل الإسلام بعد هذه الإساءة له؟!

غالبت أعضاء الوفد الدموع، وهم يزورون بيوت المتأثرين، وبخاصة أسرة الطفل عبد الجبار الذي أحرقته المكواة، عند فاجعة التكسير، فاحترقت فخذه الأيمن، وكذلك الطفل أزرق (في الروضة) وإخوانه، الذين أجبرتهم حرارة الشمس أن يبنوا من الركام والحطام (راكوبة) صغيرة، لا تتسع إلا لأجسادهم الصغيرة الهزيلة، لتقيهم حر الشمس، وأيضاً، الفتاة المعاقة التي فُقدت منذ يوم التكسير، فظن أهلها أنها بين الأنقاض، ثم حديثهم عن تشنجات الأطفال، عندما أُطلق عليهم البمبان (الغاز المسيل للدموع)، والفاجعة المؤلمة حقاً، أن السيدة (هنادي خضر) قد أسقطت جنيناً في شهره التاسع عندما كانت تحاول، برغم حملها، إنقاذ ما استطاعت من ممتلكاتها، وهي الآن بمستشفى إبراهيم مالك، تعاني النزيف، وهي بين الحياة والموت!

مشاهد وصور من الألم والمعاناة، وقف عليها الوفد، حيث قطعت الدولة عنهم الماء والكهرباء، وهدمت أماكن قضاء الحاجة.

وإزاء هذا الوضع انهالت أسئلة من أهل الأحياء المفجوعة على الوفد، يتساءلون: ما ذنبنا نحن؟ ومن هم هؤلاء الناس الذين أزالوا مساكننا؟ ومنذ القديم نحن هنا؟ ولماذا يعاملوننا بهذا الجفاء والقسوة؟ ولماذا يريدون إعطاء أراضينا لغيرنا وهم بشر مثلنا، هل فقط لأنهم سيدفعون أكثر؟ فنحن ولدنا ها هنا ونشأنا فيها، وهذه بيوتنا وهي وطننا، فلماذا كل هذا العذاب؟

والغريب في الأمر أن هذا التكسير هو لنزع أراضي أهلنا المغلوبين على أمرهم، لتسلم لغيرهم ممن يدفع أكثر!

وبالرغم من أن الدولة يمكن أن تنظم هذه الأراضي، إذا كانت المشكلة في التنظيم، رُغم أنهم يتمتعون بخدمة المياه والكهرباء، وهذا ينفي كونها عشوائية، ولكن لا شك أن هنالك جهات أخرى تتضارب مصالحها مع وجود هؤلاء السكان في هذه المناطق! هذه هي معاناة هؤلاء السكان المظلومين!

إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، نحذر الحكومة من دعوة المظلوم؛ التي ليس بينها وبين الله حجاب، ونحمّل هذه الحكومة مسؤولية ما حدث لهم، فقد أمر الإسلام الحكام بالرفق بمن يتولون أمرهم ورعايتهم، والاهتمام بهم، وحذر من ظلمهم والتضييق عليهم، عن السيدة عائشة قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ e، يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» رواه مسلم.

وفي ختام الزيارة طلب الوفد من المتضررين الصبر على المصاب، والشكر على القضاء، كما أوصاهم أن يتبعوا كل الوسائل المشروعة، والمتاحة، للمطالبة بحقوقهم على أساس الإسلام، وقد أشاد السكان؛ نساء ورجالاً، باهتمام حزب التحرير بقضايا إخوانهم، والإحساس بمعاناتهم بصدق وإخلاص، كما شكروا الوفد على هذه الزيارة، وعلى وعد بالتواصل حتى يقضي الله خيراً وهو على كل شيء قدير.

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان