الجمعة، 24 شوال 1445هـ| 2024/05/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

بتطبيق الحدود تسعد المجتمعات

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا". رواه البخاري.

إن الإسلام ينظر للأحكام الشرعية ومنها الحدود على أنها منحة وعلاج رباني للبشرية، فلا علاقة للعبد بها سوى التطبيق، فهي النظام الإلهي الذي يتناسب مع فطرة الإنسان، فبتطبيقها يسعد الإنسان، وينتشر الأمن والأمان، وتسود الطمأنينة في المجتمعات، فيشعر الإنسان براحة نفسية وبسكينة قلبية، وبالابتعاد عنها يشقى الإنسان ويتعس، فيسود الظلم وتضيع الحقوق وتختل العقول، وتنتشر الجريمة وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتختلط الأنساب، وتضيع الأموال.

 

أيها المسلمون:

 

إن المتأمل في هذا الكلام يرى انعكاس صورته في التاريخ، فحيثما طُبق الإسلام كان الاستقرار وكانت الحياة الهانئة، وحيثما لم يطبق كان الضياع والاضطراب والشقاء كما في هذه الأيام، لذلك حرص الشارع سبحانه وتعالى كل الحرص على تطبيق حدود الله، فهذه الحدود التي طبقت في التاريخ الإسلامي والتي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وضعت المجتمع على الطريق الرباني الصحيح. وأما ما نسمعه هذه الأيام من بعض المغرضين من أن قطع اليد عمل غير حضاري أو إرهابي، ولا علاقة لصاحبه بالإسلام ولا بفهمه لا من قريب ولا من بعيد، فتنفيذ العقوبة على فرد يمنعها عن المجتمع كلّه، وما ضاعت المجتمعات إلا بضياع الحدود، وما ضاعت الحدود إلا بضياع الحاكم الذي يطبقها على المسلمين، فإلى العمل ندعوكم -أيها المسلمون- لإعادة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، إلى تنصيب الخليفة ليطبق فينا أحكام ربنا، لتعود للأرض نضارتها، وللحياة طمأنينتها.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالإثنين, 30 تشرين الأول/أكتوبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع