بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

من يخذل مسلما يخذله الله يوم القيامة

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ برقم 4983.

   هما موقفان يسجلان على الإنسان، موقف في الدنيا ويقابله موقف في الآخرة، يوم القيامة، يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قد قدّم، موقف مبني على الحياة الدنيا، فمن سرّه أن يقف أمام الله خالقه وهو عنه راض؛ فليقدم في دنياه ما أمره الله سبحانه به، وإلا فيا حسرة على من لم يفعل وهو قادر.

أيها المسلمون:

   إن ما يجري على هذه البسيطة من ظلم وقهر في حق المسلمين على وجه الخصوص لأمر تنفطر له القلوب، وتحتار منه العقول، فيجعل الحليم حيرانا، فما هو الجرم الذي اقترفه أهل الشام مثلا حتى يجتمع الكفر من أقطابه على سفك دمهم وتعذيبهم؟! ما هو الجرم الذي اقترفه هذا البلد الطيب حتى يسحق جميعه بأطفاله ونسائه ورجاله؟ إن ذنبهم الوحيد أنهم مسلمون فقط. فالكفر لا يحاربهم فقط؛ بل يحارب الإيمان والإسلام في قلوبهم. هذا هو الموقف وهذه هي الصورة، فأين أصحاب المواقف؟! أين أهل القوة مّما يشاهدون ويسمعون؟! أين من يخافون أن يخذلهم الله يوم القيامة بخذلانهم لإخوانهم؟!

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم