بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

معنى التوكل على الله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا». رواه الترمذي برقم 2344.

   قيل في معنى التوكل: التوكل مشتق من الوكالة، ويقال: وكّلَ أمره إلى فلان، أي فوّضه إليه واعتمد عليه فيه، وقد ذكر بعض العلماء أن هذا الحديث يعتبر أصلا في التوكل على الله، وأنه من أعظم الأسباب لاستجلاب الرزق، فالتوكل عبادة الصادقين وسبيل المخلصين. إلا أن التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، فالله الذي أمر بالتوكل هو نفسه سبحانه الذي أمر بالأخذ بالأسباب وكلا الأمرين عبادة وطاعة له.

أيها المسلمون:

   إن غياب الوعي على مفهوم التوكل، جعل الناس يأخذون بالأسباب فقط، أو يعتمدون على الله دون الأخذ بالأسباب، ما جعل نتائج أفعالهم تتعثر وغالبا ما تفشل، ولنأخذ مثلا صارخا على ذلك، ألا وهو العمل لتغيير واقع الأمة، فمنذ عقود والجماعات والأحزاب تجرب طرقا في التغيير بعيدة عن عقيدة الأمة، تارة تكون فكرة إسلامية والطريقة ليست من جنس الفكرة، وتارة الفكرة علمانية والطريقة من جنسها، فأصحاب هذه الدعوة على من يتوكلون؟ وكيف يتعبدون الله؟ أبعد ذلك نطلب أن يرزقنا الله وأن ينزل علينا نصره؟

  اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم