السبت، 10 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف الابتعاد عن الإسلام اقتراب من الجاهليّة

بسم الله الرحمن الرحيم

 


مع الحديث الشريف
الابتعاد عن الإسلام اقتراب من الجاهليّة

 


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


عَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ». رواه البخاري برقم 30.


أيّها المستمعون الكرام:


إن الاستفهام في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟» استفهام إنكاري توبيخي، حيث أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم على أبي ذر السبّ والشتم، وكيف لا ينكر عليه ذلك وقد حارب الإسلام العبودية وأنصف العبيد بأن جعلهم إخوة في الإنسانية وأوجب على أسيادهم معاملتهم بالحسنى؟ ونهى أيضا عن تكليفهم بما لا يطيقون، وفتح باب تحريرهم واسعا لينالوا كما ينال غيرهم من حقوق الحياة، فهل من دين أو قانون على وجه الأرض أنصفهم كالإسلام؟


أيها المسلمون:


إن الجاهلية ليست فترة زمنيّة وانقضت، بل هي حالة تتكرر كلما ابتعد فيها الإنسان عن ربّه، فأن يعيّر مسلم أخاه المسلم بأمّه فهذا من الجاهلية، وأن يدعو الإنسان إلى الوطنية أو القوميّة فهذا من الجاهلية، وأن يعبد الإنسان حجرا أو حاكما أيضا من الجاهليّة، وهكذا كلما ابتعد الناس عن الإسلام وأحكامه اقتربوا من الجاهلية وأوحالها، والناظر اليوم إلى حالة المجتمعات في البلاد الإسلاميّة يرى بوضوح أنها مجتمعات فيها جاهليّة، وبالتالي على الأمة أن تتخلص من هذه الحالة كما تخلص منها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فتحطم أصنام الحكام اليوم كما حُطمت أصنام الحجارة بالأمس، وتعلن الخلافة الثانية في الزمن الثاني كما وعد ربنا سبحانه.


اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنور وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع