الإثنين، 12 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - من صور الركون إلى الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

من صور الركون إلى الدنيا

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ". رواه البخاري.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

    إن الحديث يشير إلى تردي أحوال الأمة في آخر الزمان، حيث يكثر الفساد وينتشر الباطل، وينعدم الخير ويظهر الشر، وتكثر الفتن من شهوات وشبهات، ما يشغل الأمة عن دينها وعن أحكام ربها، فتتحول إلى الدنيا وملذاتها وبهرجتها الكاذبة، تتحول همّتها إلى جمع المال بأي طريق من الطرق، دون التفات أمن حلال أم من حرام، والواقع في هذه الأيام خير شاهد على ذلك.

 

أيها المسلمون:

 

   لا شك أن الإنسان جُبل على حب المال، قال تعالى: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، بل إن أعظم امتحان للإنسان أن يجاهد بنفسه وبماله، وفي هذا تربية للنفس وأيّ تربية؟! وهذا ما رأيناه في الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين، فقد تغيّرت نظرتهم للمال، وتحولت نظرتهم للدنيا كلّها، حتى صغُرت في أعينهم إلى أقل من  جناح بعوضة، وبهذا تحولوا إلى عاملين لله، همّهم الأول الآخرة. وإذا ما دققنا في حال الأمة هذه الأيام نرى أن كثيرا من أبنائها قد تعلقت قلوبهم بالمال، ومالت نفوسهم إليه ميلا كبيرا أفقدهم البوصلة والطريق القويم، فأصبحت حياتهم مصبوغة بحب الدنيا وما فيها من ملذات، نعم؛ إنه النظام الرأسمالي القذر الذي تحكم في مفاصل الحياة، فأصبح الناس أسرى له؛ بل قل عبيدا، أخذ بألبابهم وسيطر على عقولهم، حتى غدا المرء لا يهتم أمن حلال أم من حرام جمع ماله، وأصبح الركون إلى الدنيا والجري لمتعها أهم وأولى من العمل لتحكيم حكم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

                                                                     كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالسبت, 02 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع