الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ملحٌ على جُرحٍ!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ملحٌ على جُرحٍ!

 

 

 

الخبر:

 

تحت بصر العالم وسمعه تستمر مذابح المسلمين الروهينجا وتهجيرهم...

 

التعليق:

 

يواجه المسلمون في بلادهم وحيثما وُجدوا، قضايا كبرى ومصيرية، تكاد تذهب بهم وتحولهم إلى مجرد عبيد في مزارع الدول الاستعمارية الكبرى! وبأساليب خبيثة من قبل الدول الاستعمارية تلك وأدواتها من الحكام وأوساطهم، يحارب أي تفكير أو عملٍ لحل تلك القضايا حلاً حقيقياً وجذرياً، وتُصرف الأنظار إلى التعامل مع آثار تلك القضايا الجانبية، ذلك التعامل الهزلي والمخادع الذي يكرِّس بقاء تلك القضايا بدون حل من جهة وبقاء تداعياتها...

 

فقضية فلسطين مثلاً، إحدى القضايا الكبرى والمصيرية للمسلمين، تلك القضية هي ببساطة احتلال كفارٍ لفلسطين، والحل الوحيد الحقيقي هو تحريرها بالجهاد. لكن الدول الاستعمارية وأدواتها من العملاء، حاربت فكرة تحرير فلسطين بالجهاد وحاربت من يسعى إلى ذلك، ثم عملت على صرف النظر عن ذلك الحل الوحيد والحقيقي وذلك بإشغال الناس بالتعامل مع آثار تلك القضية والناجمة عنها.

 

أصبح الحديث في التعامل مع اللاجئين والنازحين، هل يسكنون في مخيمات أم في القرى والمدن؟! وهل مخيماتهم من إسمنت أم من صفيح؟! وهل تنفق عليهم الدول المضيفة (يا للعار) أم هيئات الإغاثة؟! وهل يسمح لهم بالحصول على جنسية أم فقط وثائق سفر؟! وهل يحق لهم الانخراط في الحياة السياسية في تلك البلاد أم لا؟! ومن ينفق على احتياجات من تبقى تحت الاحتلال منهم؟ من يضيء مستشفيات غزة وبيوتها، مصر أم قطر أم تركيا؟! ومن يعالج مرضاهم وجرحاهم؟! ومن يتصدق على بعض طلابهم للدراسة في جامعاته؟!... ثم كيف نتعامل مع الاحتلال وتصاريح العمل والحواجز والمستوطنات والمياه والصلاة في الأقصى والمسجد الإبراهيمي، وتهجير المقدسيين ومنعهم من البناء؟!...

 

المفارقة العجيبة أن الحكام نجحوا في إشغال الناس في التعامل مع تلك الجزئيات الناتجة عن القضية الأساسية ولكنهم أبداً لم ينجحوا في حلّ تلك الجزئيات أيضاً.

 

وهكذا قضية إخواننا مسلمي الروهينجا اليوم، فالقضية أن الإنجليز عليهم من الله ما يستحقون وكما مكّنوا ليهود في فلسطين، قد مكنوا للبوذيين في بلاد أراكان المسلمة، وكما عمل يهود على تهجير أهل فلسطين بكل السبل لتخلو لهم فلسطين، وكذلك عمل البوذيون على تهجير المسلمين من بلادهم بكل الوسائل ومنها هذا الذبح والحرق والاغتصاب والملاحقة...

 

وقضية مسلمي الروهينجا، وحلها الحقيقي بتوفير الحماية العسكرية لهم من قبل المسلمين وتحرير بلادهم من الاحتلال البوذي، لا يجرؤ أحد من الحكام على طرحه، ناهيك عن العمل له، ولكنهم وكما تعاملوا مع ضحايا الاحتلال والتهجير من أهل فلسطين، فإنهم يخادعون ضحايا البوذيين من إخواننا الروهينجا.

 

الحديث عن الطعام ومخيمات اللاجئين وإيوائهم ورفع شكاويهم إلى ظالميهم في المحافل الدولية، هو استنساخ لجريمة الحكام في التعامل مع كل القضايا المشابهة، وتلك الأعمال لا تحل القضية الأساسية ولا حتى الآثار المترتبة عليها، وإن صفق لها بعض السطحيين والمغفلين... وطبعاً لا يفهمُ من قولي هذا أن نترك إخواننا في العراء إلا من لا عقل له.

 

المطلوب هو حل القضايا من جذورها، وبهذا فقط نقطع تداعياتها التي لن تنتهي إلا بحل تلك القضايا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس إسماعيل الوحواح

وسائط

2 تعليقات

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع