الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القيادة الإسلامية ستهتم حتى بالحيوانات  (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القيادة الإسلامية ستهتم حتى بالحيوانات

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تخطط ألمانيا لوقف جميع محطات الطاقة الحرارية للفحم حتى عام 2038. تقارير DW تقول بأن هذا سيكلف ألمانيا 40 مليار يورو. وقد تمت الموافقة على القرار لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة لألمانيا لتحقيق الأهداف الوطنية والدولية بشأن إنقاذ المناخ. المصدر: https://zn.ua/WORLD/v-germanii-k-koncu-2038-goda-dolzhny-ostanovit-tes-rabotayuschie-na-ugle-306927_.html­­­

 

التعليق:

 

تعرف الدول الأوروبية اليوم بما في ذلك ألمانيا، بالمواصفات القياسية الصحية العالية. مثل: السيطرة على الانبعاثات الضارة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، والمواصفات الغذائية العالية - هذه القضايا تحتل مكاناً مهماً وفقاً للحكومات الأوروبية. في كثير من الأحيان إهمال مثل هذه القضايا يؤدي بمسؤولين حكوميين لتقديم استقالتهم.

 

في الوقت نفسه، من الخطأ الافتراض أنه لا يمكن الوصول إلى هذا الازدهار إلا من خلال تطبيق الرأسمالية والديمقراطية. فبدون شك، لا تحتكر الرأسمالية والديمقراطية المواصفات القياسية العالية للحياة، أو الاكتشافات العلمية، أو القيادة السياسية أو الاقتصادية. بل والأسوأ من ذلك، أن نذكر أن هذا الازدهار الأوروبي يتم الوصول إليه عن طريق نهب موارد البلدان الإسلامية، والتي لا يمكن تحقيقها بدون دعم من حكام المسلمين.

 

على الرغم من ذلك، يجب أن نأخذ بالاعتبار أن هذا الازدهار يتم ضمانه من خلال وجود مؤسسات الدولة التي تقوم على المبدئية.

 

عندما بنى المسلمون دولتهم على أساس الإسلام، يقودها الخليفة، الذي عاش وفقا للمصالح والتطلعات الإسلامية، كان هناك اهتمام مماثل لجميع رعايا تلك الدولة، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، وحتى بالنسبة للحيوانات.

 

على سبيل المثال في الخلافة العثمانية، كانت هناك مؤسسات حكومية مثل الخدمات البيطرية الحديثة، التي اهتمت بالحيوانات المريضة وعالجتها. حتى الآن يوجد بين المسلمين في تركيا، عرف أصله من زمن الخليفة عثمان حيث يقوم المسلمون في فصل الشتاء بنثر البذور في الغابة للحيوانات البرية حتى لا تموت جوعاً.

 

من الجدير ذكره أن هذا حدث في دولة كانت في شدة ضعفها، وكان هناك الكثير من الإغفال والتجاوزات في فهم الإسلام وتطبيقه ونشره، لم تكن هذه الدولة رائدة، وكانت تسمى في أوروبا باسم "الرجل المريض".

 

خلال فترة التاريخ الإسلامي كانت الأمة الإسلامية تقاد من حكام يريدون أن يكونوا مثل عمر بن الخطاب، ليس فقط بشأن الناس، بل وحتى الحيوانات. أدان عمر بشدة الأشخاص الذين كانوا ينهكون الحيوانات ولا يطعمونها. في أحد الأيام، أرسل عمر حاجبه يرفأ ليحضر له سمكاً. وعندما عاد يرفأ مع الأسماك، ورأى عمر أن الجمل منهك ويتصبب عرقاً. قال عمر: "عذبت بهيمة في شهوة عمر؟! لا والله لا يذوق عمر مكتلك".

 

هذا هو موقف الحكام المسلمين الحقيقيين تجاه الحيوانات، كما هو الحال بالنسبة لموقفهم تجاه رعاياهم، المسلمين وغير المسلمين، - بل كان موقفهم أكثر حزماً.

 

إن حرمة حياة وممتلكات وشرف رعايا الدولة الإسلامية، والاهتمام باحتياجاتهم، صغيرة كانت أم كبيرة، هي أمور مستمدة من قاعدة ثابتة ألا وهي النصوص الإسلامية في القرآن الكريم والسنة الشريفة. سأتطرق فقط لثلاثة أبواب:

 

في الحديث الذي رواه أحمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ، فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ». كما يروي ابن ماجه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما كان ينظر إلى الكعبة: «ما أعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

 

كان الحكام المسلمون الذين تم تثقيفهم بهذه النصوص الإسلامية يجسدون الرعاية الحقيقية لرعاياهم بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو وضعهم في المجتمع.

 

بالنسبة للوضع الحالي للبلدان الإسلامية، لدينا الآن حكام يهدفون إلى إثراء أنفسهم فقط. هؤلاء الحكام يبيعون مصالحنا وينظمون حروباً داخليةً بين البلدان الإسلامية من أجل مصالح الدول الغربية. بدلاً من أن يكونوا درعاً لشعبهم، فإنهم، على العكس من ذلك، هم السلاح الرئيسي للغرب ضدنا. دماء المسلمين ليست لها قيمة عند هؤلاء الحكام، ونتيجة لذلك لن يهتموا بتطبيق أنواع الطاقة النقية للبيئة في البلدان الإسلامية. همهم الوحيد هو إثراء أنفسهم والحفاظ على ذلك، والتي لا يمكن الوصول إليها حسب اعتقادهم إلا من خلال الخضوع الضمني للدول الاستعمارية الكبيرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. لقد حذرنا رسول الله من مثل هؤلاء الحكام في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».

 

هذه الحالة السيئة ستستمر حتى ينصب خليفة راشد في بلاد المسلمين. وفقط بعد ذلك سوف يتمتع جميع الرعايا، المسلمون وغير المسلمين، وحتى الحيوانات بالرعاية والاهتمام من هذه الدولة، التي ستكون منارة العدالة والقيادة السياسية والاقتصادية في العالم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع