الإثنين، 27 شوال 1445هـ| 2024/05/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحرب التجارية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحرب التجارية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تشهد منطقة الشرق الأقصى اليوم حركة اقتصادية شديدة. إحصاءات بسيطة تسلط الضوء بشكل كبير على هذا الواقع. فمنذ عام 1991، أصبحت منطقة شرق آسيا متساوية تقريباً في الناتج القومي الإجمالي مقارنة بأمريكا الشمالية. وبسبب عوامل العولمة، أصبحت العديد من البلدان النامية جزءاً من منظمات متعددة الأطراف، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وذلك بسبب تفوق وهيمنة الرأسمالية. علق الخبراء لفترة طويلة على أن أمريكا واليابان وبريطانيا العظمى كانت أولى الدول الصناعية، لكنهم يرون الآن أن هناك مواقف تحت التهديد. إن القوة السياسية والاقتصادية للصين لا مثيل لها في المنطقة الآسيوية وتستمر في النمو. وفي هذا السياق، بدأت الولايات المتحدة حرباً تجارية صعبة للتعامل مع المملكة الوسطى.

 

التعليق:

 

منذ وصول الرئيس ترامب، استُخدم أسلوب الحماية في الثمانينات. تم استخدام التكتيكات نفسها من قبل رونالد ريغان ضد القوة الناشئة آنذاك – اليابان وذلك بسبب الشركات متعددة الجنسيات مثل جنرال موتورز التي ضغطت على ريغان لإقامة حصص طوعية ضد صادرات السيارات من اليابان. لقد تغيرت الأمور اليوم نظراً لأن سلاسل الإمداد عالمية وأن العديد من المنتجات تحتوي على أجزاء مصنعة في جميع أنحاء العالم.

 

الجانب الآخر من ذلك هو كون التعريفات والحصص ستؤذي الشركات الأمريكية، التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية هذه. وبالتالي، فإن تعريفة ترامب الثقيلة ضد الصين ليست استراتيجية معقولة على المدى الطويل لأن المزارعين والصناعات الميكانيكية والكيميائية في ورطة، وذلك بسبب الرسوم الجمركية المطبقة على الواردات الصينية. حاول ترامب تخفيف حدة التوتر عن طريق إزالة جميع الحواجز التجارية بين كندا والمكسيك والتي تشكل جزءاً من اتفاقية نافتا التجارية.

 

في حين إن أمريكا كانت رائدة العالم بلا منازع في نهاية هذا القرن، فإن الأخطاء التي ارتكبتها في العراق وأفغانستان شهدت تغييراً في المواقف، حيث ينظر إليها الآن على أنها مبالغة في ردات أفعالها وغير قادرة على حل العديد من القضايا حول العالم. وهذا بدوره جعل دولاً مثل الصين وروسيا واثقة كثيراً في مواجهتها. لقد أصبحت الصين وقحة لدرجة أنها تقول صراحة على أن بحر الصين الجنوبي بأكمله هو مياه إقليمية صينية.

 

هذا هو السياق الحقيقي للحرب التجارية الأمريكية ضد الصين، إنها مجرد قوة الانفتاح في القوة العظمى التي تتطلع إلى التعامل مع قوة صاعدة. ونظراً لأن النجاح العسكري للصين موضع شك، فقد لجأت إلى الحرب الاقتصادية للتعامل مع تهديد المملكة الوسطى.

 

إن التحدي الذي تواجهه أمريكا هو كونها لا تستطيع خوض حرب على جبهات عديدة، وهذا ما أضعفها خلال العقدين الأخيرين عندما اضطرت للقتال في كل من العراق وأفغانستان، والموارد اللازمة والتكاليف فضلاً عن الخسائر في الأرواح لم تكن محتملة. في الوقت نفسه، لا يمكن لأمريكا أن تتحمل خسارة أي منطقة في العالم، لأن هذا قد يعني انخفاضاً في قوتها ودليلاً واضحاً على تراجعها كقوة عالمية وبداية لنهاية عهدها كقوة عالمية.

 

فكيف يمكن لأمريكا عكس هذا الواقع، هذا ممكن فقط من خلال العودة إلى عقيدتها التي تدعيها، لكنها قوضت كل هذا طوال العقدين الأخيرين حيث دمرت طريقها في جميع أنحاء العالم، وتحدثت بغطرسة عن التدخل أحادي الجانب، وتغيير النظام، وأنشأت معسكرات أشعة إكس (غوانتانامو)، وداست على كل شيء كانت سابقا تقف من أجله.

 

يبقى أن نرى ما إذا كان سيبرز نصر الصين، لكن ما هو مؤكد أن الحرب التجارية ليست سوى بداية المعركة للقرن الواحد والعشرين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان خان

آخر تعديل علىالأربعاء, 19 حزيران/يونيو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع