الثلاثاء، 13 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ستصلي بالقدس وتحمل منبرا من جماجم أهل الشام؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل ستصلي بالقدس وتحمل منبرا من جماجم أهل الشام؟!


الخبر:


أطلّ الأمين العام لحزب إيران في لبنان حسن نصر الله أمس على قناة المنار، ليوجّه رسائل بأنّ المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، فلا يوجد مساحة داخل كيان يهود لا تطالها صواريخ المقاومة، مجدِّداً التحذير من أنّ الحرب الأمريكية على إيران ستؤدي إلى تدمير المنطقة كلها. الرسالة التي تعكس ثقة المقاومة بقدرتها وبمستقبل الصراع مع العدو عبّر عنها نصر الله بالقول إنه سيصلّي في القدس.

 

التعليق:


أولا: قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ أراد الله أن يبين للمسلمين مكانة وفضل المسجد الأقصى ‎وقدسية البلاد التي تحويه ومن حوله، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى» إنما أراد أن يقرن المسجد الأقصى بالكعبة قبلة المسلمين، وبمسجده e بوصفه رسول الله ليعلم المسلمون أن قدسية المسجد الأقصى كقدسية المسجد الحرام وكقدسية مسجد رسول الله في الذروة من المقدسات. ‎ومن هنا كان حكم هذه المساجد الثلاثة في القدسية واحدا فكل منها واجب التقديس ولها المكانة نفسها، وكان حكم الدفاع عن كل واحد منها واحدا بأنه دفاع عن أقدس المقدسات وهو في الذروة من فرض الجهاد فوق كونه دفاعا عن بلاد الإسلام وحماية لذمار المسلمين. ولهذا خاض المسلمون الحروب ضد الصليبيين في سبيل الله لاسترجاع المسجد الأقصى والأرض من حوله واستمروا فيها معارك متتالية حتى أنقذوها وطهروها من رجس الكفار الصليبيين، وبالرغم من مكانة المسجد وقدسيته إلا أن الحكم ليس متعلقا به وحده فالمسألة عند المسلمين ليست مجرد مسجد على مكانته وقدسيته بل هي مسألة أرض الإسلام التي احتلها أخس خلق الله يهود عليهم لعائن الله تترى إلى يوم القيامة، لذا كان الحديث عن المسجد دون الأرض أي دون كل فلسطين وكل أرض محتلة مخالفاً للحكم الشرعي الذي يفرض وجوب تحريرها كاملة، وكان الاقتصار بالحديث عن المسجد وأرض الوقف فيه خيانة لله وللمسلمين ومنسجماً كل الانسجام مع المخططات الدولية خاصة الأمريكية بفصل مسألة القدس وأرض الوقف عن بقية فلسطين، فالقضية ليست مسجدا على مكانته وليست صلاة فيه وليست طلاء وفرشا... بل هي مسألة أرض محتلة تعلق بها الحكم الشرعي.


ثانيا: روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: «تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ». وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ e، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».


إن الشرف بتحرير فلسطين سيكون على يد عباد الله المخلصين الصادقين وبأياد مؤمنة متوضئة غير ملطخة بدماء المسلمين وأعراضهم دفاعا عن نظام مجرم قذر.


لن يكون على يد ألعوبة بيد مَن حمى ودافع عن نظام علماني اعترف بحقيقة أمره.


ولن يكون على يد من زرع الطائفية بين المسلمين وأرسل جنوده بحجة طائفية، ودخل في حروب لها تحت مزاعم مكذوبة، لكنه لم يرسلهم ضد يهود، وعاش يوم القدس يوما برتقاليا خطابيا تعلوه أصوات الحناجر فقط!


هل ستصلي بالقدس يا حسن وأنت تحمل منبرا من جماجم أهل الشام لتعتلي فوقها وتخطب فوق جراح الأمة التي أثخنتها قتلا وسلبا؟! كيف لا وأنت من أرسلت كل جنودك لقتل أهل الشام وشاركت بكل الجرائم هناك ولم ترسل جنودك لفلسطين والأقصى بل لا نسمع منك إلا جعجعة وصوتا وصوت طائرات حلقت فوق دمشق المقاومة وسكتّ لأنه لم يأتك أمر، وإن تحركت ضد يهود فإنما تتحرك من وطنية لبنانية مقيتة أو أهداف سياسية لمصلحة الغرب معلومة بأمر من طهران.


وأقول لك دع عنك أمر الأقصى وفلسطين فأنت أحد أسوأ من تاجروا ببكارتها بعد أن أدخلتم كل زناة الأرض إلى حجرتها، بكت وصرخت بكل قواها ونادت لكنك كنت مشغولا بقتل أهل الشام لأن طريق القدس لا يمر إلا عبر جماجم أهل الشام! تلعنك حرائر الشام وكل من خانها وتاجر بها، صحيح أثخنتم الجراح لكنها لن تموت ولن تركع لغير الله لأن منبع عزتها في عقيدتها ﴿ولله الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وسبحان ربي القائل المنافقين وليس الكافرين.


فلسطين والقدس لا يمتطي جوادها من يده ملطخة بدماء المسلمين تلعنه صيحات الثكالى وتدعو عليه قلوب اليتامى في جوف ليل بدموع خالطتها دماء الحرقة والفراق والحسرة.


ثالثا: لقد قضى الله أن تكون بلادنا ميدان الحرب بين المسلمين ودول الغرب، وقضى أن يكون الاستيلاء على القدس بالذات وما حولها هدف هذه الحروب كلها وغاية تلك المعارك جميعها، فقد اجتاح الغرب بلادنا في حروب صليبية متعددة لانتزاع القدس من أيدينا فدافعنا عنها دفاع الأبطال وأرقنا في سبيلها أنهارا من الدماء وسجل التاريخ ولا زال مواقف البطولة والشهادة، وقدمنا دفاعا عن حماها القوافل تلو القوافل من الشهداء حتى عادت إلى أصلها جزءا من دار الإسلام ودولته وتحت سلطان المسلمين، ونحن على موعد ووعد بفتح جديد على يد دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله لندخلها على رأس جيش مكبرين، ونذيق الغرب وبال أمره، والله غالب على أمره.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان

آخر تعديل علىالخميس, 18 تموز/يوليو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع